مقالة استقصائية بالوضع حول اللاشعور
المقدمة
تصدر عن الإنسان سلوكات مختلفة لها ظاهر يراه أكثر الناس وباطن يشكل الحياة النفسية
والتي يعتبر اللاشعور أحد أجزائها فإذا كان من الشائع إرجاع الحياة النفسية إلى الشعور
فإن بعض الأخر يربطها باللاشعور
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نبرهن على أن اللاشعور حقيقة علمية ؟
التحليل :
عرض منطق الأطروحة
إن الأطروحة القائلة "اللاشعور حقيقة علمية أطروحة فلسفية وعلمية في آن
واحد حيث أثار بعض الفلاسفة العصر الحديث إلى وجود حياة نفسية لاشعورية
ومنهم شوزنهاور كما ارتبطت هذه الأطروحة بمدرسة التحليل النفسي والتي
أسسها فرويد واللاشعور قيم خفية وعميقة وباطني من الحياة النفسية يشتمل
العقد والمكبوتات التي تشكله بفعل الصراع بين مطالب الهو وأوامر ونواهي
الأنا الأعلى وبفعل اشتداد الصراع يلجأ الإنسان إلى الكبت ويسجن رغباته في
اللاشعور
الدفاع عن منطق الأطروحة
إن هذه الأطروحة تتأسس على أدلة وحجج قوية تثبت وجودها وصحتها ومن أهم هذه
الأدلة التجارب العيادية التي قام بها علماء الأعصاب من أمثال شاركوا
الذين كانوا بصدد معالجة مرض الهستيريا وبواسطة التنويم المغناطيسي ثم
الكشف عن جوانب اللاشعورية تقف وراء هذا المرض ومن الأدلة والحجج التي
تثبت اللاشعور الأدلة التي قدمها فرويد والمتمثلة في الأحلام وفلتات
اللسان وزلات القلم والنسيان وحجته أنه لكل ظاهرة سبب بينما هذه الظواهر
لانعرف أسبابها ولا نعيها فهي من طبيعة لاشعورية وهي تفريغ وتعبير عن
العقد والمكبوتات ومن الأمثلة التوضيحية افتتاح المجلس النيابي الجلسة
بقوله << أيها السادة أتشرف بأن أعلن رفع الجلسة >>
نقد منطق الخصوم
إن أطروحة اللاشعور تظهر في مقابلها أطروحة عكسية <<أنصار الشعور
>> ومن أبرز دعاة هذه الأطروحة ديكارت الذي قال <<أنا أفكر
أنا موجود>> والإنسان في نظره يعرف بواسطة الوعي عالمه الخارجي
وعالمه الداخلي <<الحياة النفسية >> ونجد أيضا سارتر الذي قال
<< السلوك في مجري الشعور >>ولكن هذه الأطروحة مرفوضة لأن علم
النفس أثبت أن أكثر الأمراض النفسية كالخوف مثلا ينتج دوافع لاشعورية ومن
الناحية الواقية هناك ظواهر لانشعر بها ولا يفسرها الوعي ومن أهمها
الأحلام.
الخاتمة :حل الإشكالية
ومجمل القول أن الحياة النفسية تشمل المشاعر و الانفعالات والقدرات
العقلية وقد تبين لنا أن الحياة النفسية أساسها اللاشعور وقد أثبتنا ذلك
أما الذين ربطوا الحياة النفسية بالشعور فقد تمكنا الرد عليهم ونقد موقفهم
ومنه نستنتج الأطروحة القائلة اللاشعور أساس الحياة النفسية أطروحة صحيحة
ويمكن الدفاع عنها .
هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك
المقدمة:
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع العالم الخارجي بما فيه من أشياء مادية ترمز
إلى الوسط الطبيعي وأفراد يشكلون المحيط الإجتماعي . يتجلى ذلك في سلوكات
منها المكتسبة بالتكرار وهذا ما يعرف بالعادة , فإذا كنا أمام موقفين
متعارضينأحدهما يربط العادة بالسلوك الإيجابي والأخر يصفها بالإنحراف
فالمشكلة المطروحة :
هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك ؟
التحليل :
عرض الاطروحة الاولى:
يرى أصحاب هذه الأطروحة أن تعريف العادة يدل على أنها ظاهرة إيجابية أنها
توفر لصاحبها الجهد والوقت والمقارنة بين شخصين أحدهما مبتدئ والآخر متعود
على عمل ما يثبت ذلك,( كالمتعود على استخدام جهاز الإعلام الآلي ) تراه
ينجز عمله في أسرع وقت مع إتقان عمله كما وكيفا .
وتظهر إيجابيات العادة على المستوى العضوي فالعادة الحركية تسهل حركة
الجسم وهذا واضح في قول آلان " العادة تمنح الجسم الرشاقة والمرونة " .
ومن الأمثلةالتي توضح إيجابيات العادة أن مكارم الأخلاق وكظم الغيظ إنما
تنتج عن التكرار .
لذلك أطلق عليها علماء الإجتماع مصطلح العادات الأخلاقية . ليس هذا فقط بل
هناك عادات فكرية مثل التعود على منهجية معالجة مقالة فلسفية أو تمرين في
الرياضيات, وملخص هذه الأطروحة أن التكيف مع العالم الخارجي يرتبط بالعادة
ولولاها لكان الشيء الواحد يستغرق الوقت بأكمله لذلك قال مودسلي :" لولا
العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسناوخلعها ، يستغرق نهاراكاملا "
النقد:إن طبيعة الإنسان ميالة إلى الأفعال السهلة التي لا جهد فيها لذلك ترى كفة الأفعال السيئة أرجح من كفة الأفعال الإيجابية.
عرض الأطروحة الثانية :
ترى هذه الأطروحة أن العادة وظيفتها سلبية على جميعالمستويات فهي تنزع من
الإنسان إنسانيته وتفرغه من المشاعر وكما قال برودوم " جميع الذين تستولي
عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهم آلات" . ومن الأمثلة
التوضيحية أن المجرم المتعود على الإجرام لا يشعر بالألم الذي يلحق ضحاياه
. وعلى المستوى النفسي ,العادة تقيد حركة الإنسان وتقتل فيه روح المبادرة,
وكلما تحكمت العادة في الإنسان نقصت وتقلصت حريته واستقلاله في القرار .
وخلاصة هذه الأطروحة أن العادة تعيق التكيف حيث يخسر الإنسان الكثير من
قواه الجسدية والعقلية وكماقال روسو " خير عادة للإنسان ألا يألف عادة"
النقد:إذا كان للعادة سلبيات فإن لها أيضا إيجابيات.
التركيب :
لا شك أن هناك في الحياة عادات يجب أن نأخذها ونتمسك بها ، وأن هناك عادات
يجب تركها . فالذي يحدد إيجابية أو سلبية العادة هو الإنسان . وكما قال
شوفاليي " العادة هي أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها " . ومن
الحكمة التحلي بالعادات الفاضلة والتخلي عن العادت الفاسدة وفق قانون
التحلية والتخلية وهذا واضح في قول توين لا يمكن التخلص من العادة
برميهامن النافذة وإنما يجعلها تنزل السلم درجة درجة". وصاحب الإرادة هو
من يفعل ذلك .
الخاتمة :
ومجمل القول أن العادة أحد أنواع السلوك الناتجة عن تكرار الفعل،وقد تبين
لنافي مقالنا أن هناك من أرجع التكيف مع العالم الخارجي إلى العادات
الفاضلة , وهناك من نظر إلى العادة نظرة سلبية بإعتبار المساوئ التي
جلبتها إلى الإنسان وكمخرج منالمشكلة المطروحة نستنتج:
العادة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية حسب توظيف الإنسان لها.
مقالة جدلية حول أصل المفاهيم الرياضية
الأسئلة : إذا كنت أمام موقفين متعارضين
أحدهما يقول الرياضيات في أصلها البعيد مستخلصة من العقل والأخري
تقول : الرياضيات مستمدة من العالم الحسي . وطلب منك الفصل في المشكلة فما عساك تصنع ؟
سؤال : هل المعاني الرياضية موجودة في النفس أو أوحت بها بعض مظاهر الطبيعة
المقدمة : طرح الإشكالية
تنقسم العلوم إلي قسمين علوم تجريبية مجالها المحسوسات ومنهجها الاستقراء
كالفيزياء وعلوم نظرية مجالها المجردات العقلية ومنهجها الاستنتاج
كالرياضيات هذه الأخيرة أثارة جدلا حول أصل مفاهيمها ومبادئها فإذا كنا
أمام موقفين أحدهما أرجع الرياضيات إلى العقل والأخر ربطها بالتجربة
فالمشكلة المطروحة : هل المعاني الرياضية مستخلصة من أصلها البعيد من
العقل أو التجربة ؟
التحليل: محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولي
يرى العقليون ( المثاليون ) أن المفاهيم الرياضية مستخلصة من أصلها البعيد
من العقل وهي فطرية قائمة في النفس وهكذا الرياضيات بناء استدلالي
والاستدلال نشاط عقلي فينتج عن ذلك أن المفاهيم والمبادئ الرياضية من
طبيعة عقلية , هذا ما ذهب إليه أفلاطون الذي قال في كتابه الجمهورية
<< عالم المثل مبدأ كل موجود ومعقول أن المعرفة تذكر >> وأكد
أفلاطون في محاورة مينوت أن البعد قادر على أن يكشف بنفسه كيفية وإنشاء
شكل مساوئ مربع معلوم ومن دعاة هذه الأطروحة ديكارت الذي قال في كتابه
التأملات << المعاني الرياضية أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ
البداية>> وهم يبررون موقفهم بحجج متنوع من أهمها الرموز الجبرية
اللانهائية مفاهيم رياضية لا صلة لها بالواقع الحسي كما أنها تتصف بثلاثة
خصائص, مطلقة , ضرورية , كلية, فلا يعقل أن تنتج عن العالم الحسي وتعود
هذه الأطروحة إلى كانط الذي ربط المعرفة بما فيها الرياضيات , بمقولتين
فطريتين هما الزمان والمكان أي أن الرياضيات في أصلها معاني فطرية لأنها
شيدت على أسس فطرية فالمفاهيم الرياضية في أصلها البعيد مستمدة من العقل .
النقد :
هذه الأطروحة نسبية لأنه لو كانت المفاهيم الرياضية فطرية مغروسة في النفس
لتساوى في العلم بها جميع الناس لكن الأطفال لايدركون المفاهيم الرياضية
إلا من خلال المحسوسات
[/color]