الإحساس الإدراك
مقالة جدلية حول الإحساس الإدراك بين الظواهرية والقشطالت
السؤال يقول : هل الإدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور أم محصلة نظام الأشياء ؟
المقدمة : طرح الإشكالية
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع عالمه الخارجي بما فيه من أشياء مادية وأفراد
يشكلون محيطه الاجتماعي , يحاول فهم وتفسير وتأويل ما يحيط به وهذا هو
الإدراك , فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما يربط الإدراك بالشعور
(الظواهرية ) والأخر بنظام الأشياء (القشتالت ) فالمشكلة المطروحة : هل
الإدراك مصدره الشعور أم نظام الأشياء
التحليل : محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة الظواهرية أن الإدراك يتوقف على تفاعل وانسجام عاملين
هما الشعور والشيء المدرك , وحجتهم في ذلك أنه إذا تغير الشعور يتغير
بالضرورة الإدراك ومن دعاة هذه الأطروحة هوسرل وهو مؤسس مذهب الظواهرية
حيث قال << أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف أخرج وأغير مكاني عن
إدراكي لها يتنوع >> وهكذا الإدراك يتغير رغم أن الأشياء ثابتة
والإدراك عندهم يكون أوضح من خلال شرطين ( القصدية والمعايشة ) أي كلما
اتجه الشعور إلى موضوع ما وإصل به يكون الإدراك أسهل وأسرع وخلاصة هذه
الأطروحة عبر عنها ميرلوبونتي بقوله << الإدراك هو الإتصال الحيوي
بالعالم الخارجي >>
النقد :
من حيث المضمون الأطروحة بين أيدينا نسبية لأنها ركزت على العوامل الذاتية
ولكن الإدراك يحتاج إلى العوامل الموضوعية بنية الشيء وشكله ولذلك نقول
إنها نسبية أيضا من حيث الشكل
عرض الأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على عامل موضوعي ألا وهو ( الشكل العام
للأشياء ) أي صورته وبنيته التي يتميز بها وحجتهم في ذلك أن تغير الشكل
يؤدي بالضرورة التي تغير إدراكنا له وهكذا تعطي هذه الأطروحة الأهمية إلى
الصورة الكلية وهي هذا المعني قال بول غيوم* << الإدراك ليس تجميعا
للإحساسات بل أنه يتم دفعة واحدة >> ومن الأمثلة التي توضح لنا
أهمية الصورة والشكل أن المثلث ليس مجرد ثلاثة أضلاع بل حقيقية تكمن في
الشكل والصورة التي تكمن عليها الأضلاع ضف إلى ذالك أننا ندرك شكل
اٌلإنسان بطريقة أوضح عندما نركز على الوجه ككل بدل التركيز على وضعية
العينين والشفتين والأنف وهذه الأطروحة ترى أن هناك قواعد تتحكم في
الإدراك من أهمها التشابه ( الإنسان يدرك أرقام الهاتف إذا كانت متشابه )
وكذلك قاعدة المصير المشترك إن الجندي المختفي في الغابة الذي يرتدي اللون
الخضر ندركه كجزء من الغابة , وكل ذلك أن الإدراك يعود إلى العوامل
الموضوعية .
النقد:
صحيح أن العوامل الموضوعية تساهم في الإدراك ولكن في غياب الرغبة
والاهتمام والانتباه لا يحصل الإدراك , ومنه أطروحة الجاشطالت نسبية شكلا
ومضمونا .
التركيب :
إن الظواهرية لا تحل لنا إشكالية لأن تركيز على الشعور هو تركيز على جانب
واحد من الشخصية والحديث على بنية الأشياء يجعلنا نهمل دور العوامل
الذاتية وخاصة الحدس لذلك قال باسكال << إننا ندرك بالقلب أكثر مما
ندرك بالعقل >> وكحل الإشكالية نقول الإدراك محصلة لتفاعل وتكامل
العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية فمن جهة يتكامل العقل مع التجربة
الحسية كما قال كانط ومن جهة أخرى يتكامل الشعور مع بنية الأشياء.
الخاتمة: وخلاصة
القول أن الإدراك عملية معقدة ينقل الإنسان من المحسوس إلى المجرد
فالمحصلة فهم وتفسير وتأويل وقد تبين لنا أن مصدر الإدراك إشكالية اختلفت
حولها أراء الفلاسفة وعلماء النفس ويعد استعراض الأطروحتين استخلاص
النتائج نصل إلى حل الإشكالية
الإدراك محصلة للتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية
اللغة والفكر
مقالة جدلية حول العلاقة بين الإنسان على التفكير وقدرته على التعبير
المقدمة :
طرح الإشكالية
يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ومن
منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شك إلى وسيلة إلى
الاتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف في
الفلسفة بالغة فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة
اللغة بالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقة اتصال فالمشكلة المطروحة هل
العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟
التحليل:
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة(الاتجاه الثنائي) أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة
انفصال أي أنه لايوجد توازن بين لا يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما
يملكه من ألفاظ وكلمات فالفكر أوسع من اللغة أنصار هذه الأطروحة أبو حيان
التوحيدي الذي قال << ليس في قوة اللغة أن تملك المعاني >>
ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير من المرات تجول بخاطره
أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أن الأم عندما
تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية
والشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحة
الفرنسي بركسون الذي قال << الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية
واجتماعية >>وبهذه المقارنة أن اللغة لايستطيع التعبير عن الفكر
وهذا يثبت الانفصال بينهما .
النقد
هذه الأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت على
العصور في الحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة .
عرض الأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة (الاتجاه الو احدي ) إن هناك علاقة اتصال بين اللغة
والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بين ماتملكه من أفكار وما تملكه من
ألفاظ وعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التي قام بها هؤلاء أن هناك
علاقة قوية بين النمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب أحداهما ينعكس
سلبا على الأخر ومن أنصار هذه الأطروحة هاملتون الذي قال << الألفاظ
حصون المعاني وقصد بذلك إن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه
في ذلك شرارات النار ولايمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطة اللغة>>
النقد
هذه الأطروحة ربطت بين اللغة والفكر لاكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر
الناس بعدم المساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير .
التركيب : الفصل في المشكلة
تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحد المشكلات الفلسفية الكلاسيكية واليوم يحاول
علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلة بحيث أكدت هذه الدراسات أن هناك
ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاط في الأدب العربي مثلا
شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومن المقولات الفلسفية
التي تترجم وتخلص هذه العلاقة قول دولا كروا << نحن لانفكر بصورة
حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة >>
الخاتمة: حل الإشكالية
وخلاصة القول أن اللغة ظاهرة إنسانية إنها الحل الذي يفصل بين الإنسان
والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عن اللغة إلا إذا تحدثنا عن الفكر وكمحاولة
للخروج من الإشكالية إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر نقول أن الحجج
والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العلاقة بين
العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تفاعل وتكامل .