((عذرًا سيدتي))
سيدة أمسي ويومي..
عذرًا لانقطاع مهاتفتي..
أسبوعًا كاملاً..
سيدتي التمسي لي
كل الأعذار ..
كل الحجج
أعلني براءتي
***
عفوًا سيدتي
أحسست اليوم مامدى جوري
مامدى دكتاتوريتي
كثيرًا قرَّعت نفسي..
عاتبتها العتاب المر..
في قفص الاتهام أدخلتها..
صغرتها..
على فعلتها..
بأنانيتها عرفتها..
كشفت لها قسوتها المجحفة..
ماكانت يومًا عادتها
الطباع الموحشة
****
سيدتي أتوسل منك المعذرة
فأنا دوما كنت
معك مثاليًا .. ملائكيًا
إن كنت الحين متناقضًا
على غير عادتي
أعذري لي زلتي وخطيئتي
***
سيدتي
سيدة جنوني
وشجوني
بك أجنح في سماوات سموي
في عوالم طهري
بك أغتسل من كل
أرزائي
أتطهر من كل أدراني
أنت بُراق معراجي
إلى سدرة نشوتي
أنت مفردتي ..لغتي
حروف أبجديتي
أنت نافذة بوحي
****
سيدتي..
الليلة جلستُ حزينا.. كئيباً لفعلتي
أمقت رعونتي
الليلة لم يحتملني فراشي
ولم أهنئ على وسادتي
عبست في وجهي
جدران غرفتي
سقفها كاد يطبق على جثتي
تكومت ..التصقت
إلى زاويتي..
أقضم أصابعي
****
سيدتي لا ادري
كيف تحملت أسبوعا كاملاً..
لم أرد على جرس هاتفي
كيف سوَّلت لي نفسي
وأنا من يمنحه صوتك
الطيران والتحليق
أنا من يعيش
على أمل جرس مهاتفتك
أنا من أقدس وقت محادثتك..
أتزين وأتجمل..
روحًا وذهنًا..
أتحضر
بكامل لباقتي ولياقتي
وأعد كيف سأبدى
وكيف سأنتهي
وللعبارة كيف سأختارها
وكيف سألفظها
****
أي جنون هذا الذي أصاب طباعي
أي غباء الذي تلبسني
أي تبلد أستوطن مشاعري
****
سيدتي لا عليك
أنا ملك يديك
أنا طفلك المدلل
أنا مجنونك
فاعذري لي سخافاتي
أدرك أنك كبيرة
في عطفك
رحبة في احتوائي
بكل زلاتي ألاإرادية
من دونك تكون سُبلي تاهت
ومن دونك تكون مفقودة وجهتي
ومن غيرك أفقد لساني وصوتي
وتسكنني كل العاهات
ولا أمل لي من الشفاء
أنتي مصحتي و مشفاي
أنا مريضك فطببيني
***
سيدتي أسألك العطف
وأسألك الاحتواء
أقتبس منك البقاء
وأستعين بمهاتفتك
على وحشة البعد والاغتراب
أمد لك أكف احتياجي
لحنانك وقربك
وأسعى لأحظى برضاك
****
كيف أقتص لك مني
أي عقاب يرضيك
حتى أنال غفرانك
أي قربان أقدمه بين يديك
أن شئت قلبي هو عندك أودعته
وإن أردتي روحي
هي في قبضتك
وإنْ مرادك عمري
قد منحتك أيامه
***
كوني على يقين بسيادتك وسلطتك
على كل جوارحي وحواسي
استوطنت
وتحكمت بزمامي
تأمري وتنهي
لا شي فيَّ
يجرؤ على خذلانك
لا مني خوفا ولا خشية
بل طاعة وامتثلاً
فيك توحدت
روحًا وعقلاً
لا أعرف من هو أنت
ومن هو أنا
هل أنت أنا
أم أنا أنت