جذور الحركة الصهيونية .....الجزء الثاني......

المؤسسات الصهيونية:
المؤتمر الصهيوني : وهو الهيئة التشريعية الأولى والعليا في حال انعقاده ويتلقى تقارير الهيئات ويناقشها ويتخذ بشأنها القرارات وهي ملزمة للمنظمة وينتخب المؤتمر رئيس المنظمة ونائبه واللجنة التنفيذية والمجلس العام والمحكمة والمدعى العام والمراقب العام.
كان المؤتمر ينعقد كل سنة (1896- 1901 ) ثم كل سنتين حتى عام 1939 ثم مرة كل أربع سنوات وذلك منذ عام 1946 حتى الآن .
المجلس الصهيوني العام: هو الهيئة العليا في المنظمة بين مؤتمرين وكان يسمى لجنة العمل الكبرى ويتمتع المجلس بجميع صلاحيات المؤتمر العام ما عدا المهام التي نص عليها الدستور الصهيوني وينعقد اجتماعه كل عام تقريباً لإقرار الميزانية السنوية وللمجلس هيئة رئاسة تعقد اجتماعاً كل أربع أسابيع إلى ستة أسابيع , وعشية الحرب العالمية الثانية انتخب المؤتمر مجلساً مؤلفاً من واحد وثلاثين عضوا ً أعطيت له جميع صلاحيات المجلس وقت الحرب.
اللجنة التنفيذية : وهي الإدارة الصهيونية أو بمثابة حكومة على الطريق , وأصبحت حكومة الكيان الصهيوني بعد إقامته في 14/5/1948 وقد استمر عدد أعضائها بالتغير إلى أن استقر على 14 عضواً, وهي تنتخب من المؤتمر مباشرة ومهمتها تنفيذ قرارات المؤتمر والمجلس العام وهي مسوؤلة أمامهم.
وفي المؤتمر الثاني عشر عام 1921 تقرر أن يقيم أعضاء اللجنة المقيمين في فلسطين فرعاً لهم في القدس وهو الوكالة اليهودية إضافة إلى فرع لندن الذي انحسر كلياً مع الزمن لصالح تقدم فرع القدس , وقد أقامت الوكالة اليهودية لها عدة دوائر منها, الهجرة والإستيعاب , هجرة الشبيبة, الشبيبة والرواد , الإستيطان ,التنظيم والإعلام والعلاقات الخارجية والثقافة والتعليم وتعليم التوراة والصندوق والإدارة . وقد صادرت الحكومة الصهيونية معظم مهام اللجنةالتنفيذية بعد قيام الكيان الصهيوني .
الجهاز القضائي: ويتألف من محكمة المؤتمر والمدعى العام للمنظمة وتتألف المحكمة من ثلاثين عضواً ومن بأنفسهم للتخلص من أفات المنفى وتحويل اليهود إلى قطاع إقتصادي منتج. ومع أن هناك وحدة مبدئية بين هذه الإتجاهات ولكنها تركت بصماتها على التركيب الحزبي في الكيان الصهيوني فترة طويلة . مع الإشارة إلى أن الإتجاه العمالي لعب دوراً محورياً في بناء الكيان الصهيوني . لأن هذه الصهيونية هي التي اكتسبت العمال والبرجوازيين الصغار من شرق أوروبا ونقلتهم إلى فلسطين .
أما المدرسة الثالثة فهي الصهيونية الدينية والصهيونية الثقافية أو الروحية . ومبدأها هو رفض العلمانية بكل الصور والأشكال , وكان من روادها الأوائل الحاخام كاليشر والحاخام الروسي صموئيل مو هيلفز الذي أسس حركة أحباء صهيون ومن أعلام الصهيونية الدينية اسحاق كوك أول حاخام أكبر لليهود الأشكناز في فلسطين والحاخام البولندي والزعيم الصهيوني صموئيل لاندوا.
أما الصهيونية الثقافية فهي فلسفة صهيونية تبوأت مكانة بارزة في الفكر الصهيوني المعاصر, وقد دعا إليها آحاد هعام وفيما بعد مارتن بوبر , وهي صهيونية لا تأخذ بمسلمة هرتزل أن السبب في مشكلة اليهود هو العداء للسامية . وإنما المطلوب هو دولة صهيونية تكون فقط المركز الروحي لليهودية. وهذه الدولة لاتأتي بالوسائل السياسية وإنما تبدأ بالمسألة الثقافية الروحية وتأتي الوسائل في النهاية .
وهناك اتجاهات صهيونية تختلف بالأسلوب لذلك سميت بحسب أسلوبها , الصهيونية العملية والصهيونية التوفيقية .....الخ.
إن هذه المدارس الحزبية داخل الحركة الصهيونية أثرت على تركيبة الأحزاب داخل الكيان الصهيوني بعد إقامته , فنجد تكتل ليكود وهو استمرار لصهيونية هرتزل ووجابوتسكي وشامير وشارون ونجد حزب العمل الذي هو استمرار لصهيونية يورخوف وسيركين ووايزمن وجوردون وبن غوريون , ونجد الأحزاب الدينية .... الخ , ولكن بالمحصلة جميع هذه الأحزاب صهيونية في مبادئها وغيبية في علمانيتها وفي غيبيتها.
وهم جميعاً توفيقيون ذرائعيون والإستنتاج الرئيسي من هذا العرض أن الإتجاهات الصهيونية المختلفة تأثرت شديداً ببيئة المنشأ الفكرية والسياسية . وأن الأحزاب الصهيونية بغالبيتها علمانية ومضادة للدين اليهودي ولكنها اتخذت منه غطاء لعملها واستخدمته عنصراً موحداً ليهود العالم الذين لاتربطهم أية روابط .
بنية الصهيونية : شكلت المنظمة الصهيونية العالمية أداة تجسيد المشروع الصهيوني , فتقلت الفكرة الصهيونية من إطار الفكرة المجردة إلى الواقع الملموس . وبالتالي كانت الحلقة أو صلة الوصل بين المضمون النظري للحركة الصهيونية والتطبيق العملي , ولأنها حققت الهدف المرحلي بإقامة "الدولة اليهودية " فلا بد أن تركيبتها قد تلائمت إلى حد كبير مع الأهداف التي وضعت من أجلها . واذ تميزت الفكرة الصهيونية الإسترجاعية بغيبيتها من حيث منطلقاتها النظرية فإن أداتها التنظيمية اتسمت بدرجة عالية من التجريبيبة والواقعية فعوضت بإنجازاتها عن الثغرات في المرتكزات الفكرية للحركة الصهيونية . إن نظرة شمولية به فقد اتسم نهجها بالبراغماتية , فقدرة تلك المنظمة على فهم الواقع و تقدير الموقف وطرح الموقف الملائم في اللحظة المناسبة قد غطت على الثغرات في الفكرة الصهيونية , وقد ساعدها على ذلك وجود ظرف ملائم من جهة , وإيجاد بنية تتحرك على قاعدة وعي معرفي للواقع سياسياً وإن كان وعيا مزيفاً على الصعيد النظري.
فالمنظمة الصهيونية العالمية هيئة دولية تضم اتحادات إقليمية يمارس كل واحد منها نشاطه في حدود دولته, وتضم أيضاً اتحادات دولية ينضوي فيها صهيونيون على أساس عقائدي – ديني – اجتماعي أو سياسي (حزبي) بموافقة المنظمة ذاتها, ومع ظهور التيارات الإيديولوجية والتكتلات الحزبية في المنظمة الصهيونية, ومن تلك المؤسسات صندوق الإستيطان الصهيوني : الذي بدأ تأسيسه في المؤتمر الصهيوني الأول,وكان ورأسماله مليونا جنيه استرليني , وكانت أهدافه المعلنة تطوير الإستيطان الصهيوني في فلسطين ,وعندما خاب أمل هرتزل من دعم أثرياء اليهود للصندوق حوله إلى شركة مساهمة , وأنشأ فرعاً للصندوق في القدس وفي غالبية المدن الفلسطينية وحتى في بيروت كما كان له فرعاً في القسطنطينية ,وعندما احتلت بريطانيا فلسطين ,أصبح هذا الصندوق يأخذ اسم ( المصرف الأكبر في فلسطين) ,وهو المؤسسة المالية الرئيسية للإستيطان الصهيوني في فلسطين ,وبعد إقامة الكيان الصهيوني تحول إلى (بنك لئومي ليسرائيل) أي (المصرف المركزي لحكومة اسرائيل) وبقي هذا المصرف بإدارة صندوق الإستيطان الصهيوني.
الصندوق القومي اليهودي:
"هكيرن هكيميت ليسرائيل" : وهو المؤسسة التنفيذية للحركة الصهيونية في مجال شراء الأراضي واستصلاحها وتهويدها وهو يقوم على التبرعات والجباية عبر ما يسمى الصندوق الأزرق ومن طوابع البريد ومن أموال الصندوق التأسيسي بعد نشوئه . تأسس هذا الصندوق على أرضية المبدأ الصهيوني في "تهويد الأرض" أي جعلها ملكاً أبدياً لما يسمى بالشعب اليهودي وقد تم تسجيل الصندوق كشركة مساهمة بريطانية في عام 1907 ثم انتقل مركز عمله إلى ألمانيا على أرضية السياسية الصهيونية , وعند قيا م الكيان الصهيوني كان هذا الصندوق يمتلك نصف الأراضي التي كان يمتلكها اليهود في حينه. وبعد قيام الكيان تحولت مهمات الصندوق إلى مصلحة استصلاح الأراضي والتحريج . الصندوق التأسيسي:"كيرن هايسود" وهو أهم أذرع التمويل للمنظمة الصهيونية, وقد تأسس في مؤتمر لندن عام 1920 لتمويل إنشاء الوطن القومي لليهود بناء على وعد بلفور , وفي عام 1927 انتقل مركز عمل الصندوق إلى القدس وأصبح الجهاز المالي الرئيسي للوكالة اليهودية الموسعة التي تأسست عام 1929 وقام بدور هام في مجال هجرة اليهود من دول أوروبا الشرقية والبلاد العربية ويهود المانيا ,وهو الصندوق الذي مول حرب عام 1956 . وهناك العديد من المؤسسات المالية الصهيونية منها النداء اليهودي الأمريكي الموحد.....الخ.
الإتحادات المنفصلة: بعد ظهور الإنقسامات الأيديولوجية والحزبية في المنظمة الصهيونية في وقت مبكر ظهرت الإتحادات المنفصلة بعد دستور 1921 وبقي الصهيونيون الذين لاينضمون تحت أو حزب يحملون إسم الصهيونيون العموميون والذين أقاموا اتحادا حزبياً فيما بعد ثم انقسموا إلى جناحين "الإتحاد العالمي" و"الكونفدرالية العالمية" وفي عام 1960 استبدل الدستور الصهيوني الاتحادات المنفصلة بالاتحادات الصهيونية العالمية ومنذ عام 1973 , تنضوي في المنظمة الصهيونية الإتحادات العالمية التالية:
الصهيونيون العموميون , حيروت هتسوها ,حركة العمل الصهيونية,كونفدرالية الصهيونيين المتحدين,المزراحي,مبام ,أرتسينو (أرضنا) ,ومنظمة النساء (ويتسو) وهداسا منظمة النساء الأمريكيات وحركات الهجرة والشبيبة والإتحاد العالمي للطلاب اليهود ومنظمات أخرى.

بارك الله فيك اخ منير
في انتظار بقية الاجزاء

بارك الله فيك على الموضوع

سلمــــــــــــــــ يداك ــــــــــــت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تشكر على الموضوع الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]