يقضة حمار

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت الحشود تملأ بوابة المضمار، حيث كانت طوابير المقامرين محتشدة طلبا
للفرجة على حظها التائه وحيث كانت الفوضى يفسرها الإزدحام ورغم الأمن فلا
نظام

غير بعيد عن ضجيج الميسريين توقفت عربة محملة بالبرسيم الجيد قرب
الإصطبلات يجرها حمار وديع لتُفرغ بمساعدة العديد من السُيّاس وفق عادة
روتينية تحدث كل يوم، وقد تراءى لصاحبه أن يكافئه على خدمته وإخلاصه فقام
بفك اللجام

وربطه إلى شجرة قريبة من المدخل الإصطبلي حتى يعود بعد تصفية المهمة، وكان
في هدوء الحمار وإذعانه تعبير خجول عن إمتنانه واستسحسانه لتلك اللحظة
الإستثنائية حيث تحولت وقفته الهادئة الساكنة في ذاك المساء إلى انسجام
تام مع الأشجار وكل الأعمدة إذ خلى الجو من هفيف الرياح إلا من عويل
المقامرين المتكاثر

لا يُشهد للحمار بالثبات فسرعان ما بدأ رأس الحمار يتحرك بوتيرة ملحوظة
تمكن من خلالها فك الرباط الهش فحصل على الحرية وبها ركل جانبا من أحد
الحواجز حيث وجد الترعة الموصلة للمستبق، سارع صاحبه ملوحا بالعصا لتخويفه
لكنها كانت بمثابة تحريض أذكت نزعة الهروب لديه رافعا ساقيه للريح حين
توالى الزعيق والركض خلفه من كل حدب وصوب ولم تنفع معه إشارات العصي ولا
تلويحات ذرر ( السوط ) الفرسان أو ما يعرف ب (الجوكيرات )

على المدارج وقفت المناظير المخصصة هذه المرة على شرف الحمار لا الحصان
فقد كانت السرعة قسوى تفوقت وبجدارة على كل الراكضين وبنهيقه على الصائحين
وما فترت همته ولا تراخت عزيمته وكأنه عوْد ريح زافرة

ظل حمارنا يركض وكأن روح حصان من ذاك الزمان قد سكنت جسده فلم يتوقف وبين
حين وآخر كان النهيق والركل في الحواجز وأخشاب السور المحيط عنوان نصر على
كل القوانين والأعراف فقد أصبح سيد المضمار وقائد الرافضين

كان سائس الحمار قد خار في قواه وجلس يستجلب الأنفاس التي كادت تتوقف فهو
في حاله لم يحلم يوما أن يكون عداءا ولم يمارس الرياضة منذ أن وعى على
الدنيا جلس القرفصاء ويديه تغطي كل وجهه اتقاءا للغبار المتطاير كالعجاج

بينما الحمار يقطع المسافات دون عداد كانت جموع المناظير تحاول اقتفاء
أثره والمهرولون بلا نظام يتراكضون في هستريا مشحونة بالسباب والقذف
والقدح لكن المقصود أكمل الركض والتخريب

ما زال الحمار الوديع منذ هنهيهة يركض وقطيع الجُراة يتقاطر وكم السباب
يتلاحق محققا تفوقا عينيا وبين الحين والآخر يداعب بالرفس خشيبات السور
وحواجز التعجيز وكأنه يعلن على الملإ إمتلاكه لحق التصرف في المضمار
لتحقيق أكبر نصر على الحصان ويجذب إليه هتاف المشجعين المشدوهين ولسان
حالهم يقول ( لن أظل شاديا بالخيول المدللة بينما الوديع يتسيدهم، ولن
أحمل بعد اليوم برسيمهم ولهم حق الرعي كالحمير.)

عندما عاد سائس الحمار للنهوض والتحمل كان يروم التكفير عن خطيئة التهاون
في إحكام الرسن ربطه، لقد عاد للجري والتلويح لكن دون جدوى في حين ظل
الحمار على وتيرته تلاحقه الجموع والمناظير ولا ننسى الإعجاب الشديد من
قبل كل المتذوقين للخسارة

وكعارف بالشروط بدأت الوتيرة تخف شيئا فشيئا عندما اقترب من النهاية في
المضمار وهو يهمهم محاولا تقليد الفائز من الأحصنة وكمستسلم توقف في
النهاية لكن عند الخط المخصص وكان أو المهنئين له صاحبه لكن بتوثيق شديد
للرسن كاظما الغيض الذي اعتراه في حين ظلت ثرثرة المطاردين الذين بدأ
ظهورهم واحدا واحدا وأيديهم على ركبهم يستجلبون الأنفاس المتقطعة والشتم
والذم ينزلان على المسكين الذي لم يعر أحدا إهتماما

لقد ظل شامخا كعهده حتى عندما تتهاوى الهراوات وتنغرز الأسافين في محيط جسمه

تقبل الله مسعاكم معي ونحن جميعا نركض خلف السطور فشكرا لكم الحضور وقراءة المحظور

منقووووووووووول

يااااااااااااااااااااااااااااه حلوووووووووو

كتيييييييير روعه

باارك الله فيك

شكرا لك اخ الحبيب مع اني لم اجد اي فائدة من القصة
ننتظر جديدك

ilyes كتب:: شكرا لك اخ الحبيب مع اني لم اجد اي فائدة من القصة
ننتظر جديدك

أعد قراءة الموضوع بتمعن و لن يخلو أبدا من فائدة صدقني