جــريـر (يــرثـي زوجــتــه ) ..
لولا الحياء لهاجــني استــعبارُ
ولـــــزرت قبركِ والحبيبُ يزارُ
ولقد نظــرتُ وما تمتعُ نظــرةٌ
في اللــحدِ حيث تمكنُ المحفارُ
فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةٌ
وسقى صـــداك مجلجل مدرارُ
ولَّهتِ قلبـي إذ علتني كــــبرةٌ
وذوو التمـائم من بنيك صغارُ
أرعى النجومَ وقد مضـتْ غوريةٌ
عصــــــبُ النجومِ كأنهنَ صوارُ
نعم القرينُ وكنتِ عــلق مضنةٍ
وارى بنــــــعف بلية ،الأحجـارُ
عمرت مكرمةَ المساكِ وفارقتْ
ما مسها صــــــــلفٌ ولا إقتارُ
فسقى صدى جدث ببرقة ضاحكٍ
هـزم أجـــــــــش ، وديمةُ مدرارُ
متراكبٌ زجــلٌ يضيء وميضهُ
كالبلق تحــــت بطونها الأمهارُ
كانت مكرمةَ العشيرِ ولم يكـنْ
يَخشى غــــوائلَ أم حزرةَ جارُ
ولقد أراكِ كسيتِ أجــملَ منظرٍ
ومــعَ الجمالِِ سكينةٌ و وقار
والريح طيــــــبةٌ إذا استقبلتِها
والعــــرضُ لا دنسٌ ولا خــوارُ
وإذا سريتُ رأيتُ ناركِ نورتْ
وجهـــاً أغـرَ ، يزينهُ الإسفارُ
صلَّى الملائكة الــذينَ تخيروا
والصــــالحونَ عليكِ والأبرارُ
وعليكِ من صلــواتِ ربك كلما
نصـبَ الحجيجُ ملبدين وغاروا
يا نظرةً لك يوم هاجــتْ عبرةٌ
منْ أم حــزرةَ ، بالنميرةِ ، دارُ
تحييِ الروامسَ ربــعها فتجدهُ
بعـدَ البلى ، وتمــــيتهُ الأمطارُ
وكأنَ منــــــــزلةً لها بجُلاجلٍ
وحـــــيُ الزبورِ تجدهُ الأحبارُ
لا تكثرنَ إذا جــــعلت تلومني
لا يذهبـــــنَّ بحِــــلمكَ الإكثــارُ
كان الخليطُ هم الخليطَ فأصبحوا
متبـــــــــــدلينَ ، وبالديار ديارُ
لا يلبثُ القـــرناءُ أن يتفـــرقوا
ليـــــلٌ يكــــرُ عليـهـــمُ ونهـارُ
أفأمَّ حــــرزةَ ، يا فرزدقُ عبتمِ
غَضِــــــبَ المليكُ عليكم القهارُ
كانت إذا هــــجرَ الحليلُ فراشُها
خُزِنَ الحـــــديـثُ وعفًّتِ الأسرارُ