2009-01-27
القسامـ وكالات:
تواصلت
انعكاسات العدوان على غزة وانتصار المقاومة، داخل الكيان الصهيوني وبدأت
تتكشف خيبة وهزيمة الاحتلال، وهو ما عبر عنه كتاب ومحللون صهاينة في
الأيام الاخيرة.
المحلل
والكاتب الصحافي الصهيوني غدعون ليفي كتب مقالاً تحليلياً نشرته صحيفة
"هآرتس" يوم الخميس تحت عنوان "حرب غزة انتهت بفشل ذريع "لاسرائيل"، قال
فيه: "في اعقاب انسحاب آخر جندي من غزة، يمكننا ان نحدد بشكل مؤكد أنهم
ذهبوا جميعا الى هناك بدون جدوى، فالحرب انتهت بفشل ذريع بالنسبة الى
"إسرائيل"، وهذا يتجاوز الفشل الأخلاقي العميق، الذي يعتبر امرا خطيرا بحد
ذاته، ولكنه يرجع الى مسألة عدم القدرة على الوصول الى الأهداف المعلنة.
وأضاف
المحلل الصهيوني لم نحقق شيئا في هذه الحرب باستثناء مئات من القبور،
بعضها صغير جدا (في إشارة إلى ضحايا الحرب من الأطفال الفلسطينيين)، وآلاف
الأشخاص المشوهين والكثير من الدمار وتشويه صورة "اسرائيل"، مضيفا "أن ما
بدا كخسارة مقدر لها سلفا لعدد قليل من الأشخاص في بداية الحرب، سيظهر
تدريجيا على انه خسارة كذلك للعديد من الناس الآخرين، بعد أن تخفت حدة
أصوات أبواق الانتصار".
فشل أهداف الحرب
واوضح
"الهدف الأولي للحرب كان انهاء اطلاق صواريخ "القسام"، وهذا لم يتوقف حتى
اليوم الاخير من الحرب، وقد تحقق فقط بعد ترتيب وقف اطلاق النار"، مضيفا
أن مسؤولون في وزارة الحرب الصهيونية يقدرون أنه ما يزال لدى "حماس" نحو
1000 صاروخ، على حد التقديرات الصهيونية.
وتابع
"لم يتحقق ايضا الهدف الثاني للحرب، وهو وقف التهريب"، وبحسب الكاتب فإن
رئيس جهاز الامن الداخلي "شين بيت" قدّر أن التهريب سيستأنف خلال اسبوعين.
"حماس" لم ترتدع
واستخف
الكاتب بما أسماه "قدرة "اسرائيل" على تحقيق الردع"، وقال "إن الردع الذي
من المفترض أننا حققناه في حرب لبنان الثانية لم يكن له اقل تأثير على
"حماس"، والردع الذي يفترض اننا حققناه الآن ليس بأفضل: فاطلاق النار
المتقطع من قطاع غزة استمر خلال الايام القليلة الماضية"، مضيفا "أن وصف
العملية بـ"الانجاز العسكري" من قبل جنرالات ومحللين مختلفين الذين ادلوا
بدلوهم حول العملية.. هو محض سخف".
شعبية "حماس" زادت
وقال
"نحن لم نضعف "حماس"، والغالبية العظمى من مقاتليها لم يلحق بهم اذى، وفي
الواقع فان الدعم الشعبي للمنظمة قد زاد، وقد كثفت حربهم روح المقاومة
والتحمل والتصميم". ونوه "إلى أن أهالي غزة الذين تلقوا ضربة قاسية لن
يصبحوا اكثر اعتدالا" على حد وصفه.
"فتح" خسرت
ونوه
الكتاب إلى أنه " اذا كان هناك طرف اصابه الوهن بسبب هذه الحرب، فهو حركة
"فتح" التي بدا اكثر وضوحا الان تأثير فرارها من غزة وتخليها عنها"، وأضاف
"أنه لا بد عند الحديث عن حلقات الفشل في هذه الحرب من أن يتطرق الحديث
بالطبع الى فشل سياسة الحصار، وأننا بدأنا ندرك لبعض الوقت ذلك الفشل-
العالم قاطع.. واسرائيل حاصرت.. و"حماس" تسيطر ولا تزال تسيطر".
واكد
"أن عملية جرد نتائج الحرب بالنسبة الى اسرائيل لا تتتهي عند عدم تحقيق اي
انجازات. فقد لحقت بنا خسائر فادحة سنظل نتحمل اعباءها لفترة من الزمن.
وعندما يحيل موعد تقييم وضع اسرائيل على المستوى الدولي، فان علينا ان
نخدع انفسنا بما يبدو انه دعم من القادة الاوروبيين الذين جاؤوا لالتقاط
الصور مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت".
وخلص
الكاتب إلى "أن "اسرائيل" دولة عنيفة وخطرة، لا تعرف اي مشاعر لضبط النفس،
وتغفل عمدا قرارات مجلس الامن الدولي، في ذات الوقت الذي لا تعير فيه أي
اهتمام للقانون الدولي.
وختم
بقوله "والسؤال الان هو: ما الذي حققناه؟ على أرضية ان تلك حرب اشتعلت
لارضاء مساومات السياسات الداخلية، تكون العملية حققت نجاحات اكثر من كل
التوقعات، فمكانة رئيس "ليكود" بنيامين نتنياهو قد ارتفعت في الاستطلاعات،
اما السبب فهو اننا لا يمكننا ان نحصل على ما يكفي بمجرد شن الحرب".