| شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله السبت يناير 17 2009, 20:16 | |
| فصل: حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فصل في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فَطُوبي للغرباء!). لا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبًا يجوز تركه - والعياذ بالله، بل الأمر كما قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [آل عمران:85] ، وقال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19] ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، وقال تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّي بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَي لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 130ـ 132]. وقد بسطنا الكلام على هذا في موضع آخر، وبينا أن الأنبياء كلهم كان دينهم الإسلام من نوح إلى المسيح. ولذا لما بدأ الإسلام غريبًا لم يكن غيره من الدين مقبولًا، بل قد ثبت في الحديث الصحيح - حديث عياض بن حمار ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (إن الله نظر إلى أهل الأرض فَمَقَتَهُم ـ عربهم وعجمهم ـ إلا بقايا من أهل الكتاب) الحديث. ولا يقتضي هذا أنه إذاصار غريبًا أن المتمسك به يكون في شر، بل هو أسعد الناس، كما قال في تمام الحديث:(فطوبي للغرباء). و(طوبي) من الطيب، قال تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: 29] ، فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبًا. وهم أسعد الناس. أما في الآخرة فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء ـ عليهم السلام. وأما في الدنيا فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64] ، أي: إن الله حسبك وحسب مُتَّبِعُك وقال تعالى: {إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّي الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196] ، وقال تعالى: {إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّي الصَّالِحِينَ} [الزمر: 36] ، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ على اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 2، 3] ،فالمسلم المتبع للرسول:الله تعالى حسبه وكافيه، وهو وليه حيث كان ومتى كان. ولهذا يوجد المسلمون المتمسكون بالإسلام في بلاد الكفر، لهم السعادة كلما كانوا أَتَمَّ تمسكًا بالإسلام، فإن دخل عليهم شر كان بذنوبهم. حتى إن المشركين وأهل الكتاب إذا رأوا المسلم القائم بالإسلام عظموه وأكرموه وأعفوه من الأعمال التي يستعملون بها المنتسبين إلى ظاهر الإسلام من غير عمل بحقيقته لم يكرم. وكذلك كان المسلمون في أول الإسلام وفي كل وقت. فإنه لابد أن يحصل للناس في الدنيا شر، ولله على عباده نعم، لكن الشر الذي يصيب المسلم أقل، والنعم التي تصل إليه أكثر، فكان المسلمون في أول الإسلام وإن ابتلوا بأذي الكفار والخروج من الديار، فالذي حصل للكفار من الهلاك كان أعظم بكثير، والذي كان يحصل للكفار من عز أو مال كان يحصل للمسلمين أكثر منه حتى من الأجانب. فرسول الله صلى الله عليه وسلم - مع ما كان المشركون يسعون في أذاه بكل طريق- كان الله يدفع عنه ويعزه ويمنعه وينصره، من حيث كان أعز قريش ما منهم إلا من كان يحصل له من يؤذيه، ويهينه من لا يمكنه دفعه؛ إذ لكل كبيرٍ كبيرٌ يناظره ويُنَاوِيه ويعاديه. وهذه حال من لم يتبع الإسلام - يخاف بعضهم بعضًا، ويرجو بعضهم بعضًا. وأتباعه الذين هاجروا إلى الحبشة، أكرمهم ملك الحبشة، وأعزهم غاية الإكرام والعز، والذين هاجروا إلى المدينة فكانوا أكرم وأعز. والذي كان يحصل لهم من أذي الدنيا كانوا يعوضون عنه عاجلًا من الإيمان، وحلاوته ولذته ما يحتملون به ذلك الأذي، وكان أعداؤهم يحصل لهم من الأذي والشر أضعاف ذلك من غير عوض لا آجلًا ولا عاجلًا، إذ كانوا معاقبين بذنوبهم. وكان المؤمنون ممتَحَنين ليخلُصَ إيمانهم وتُكَفَّر سيآتهم. وذلك أن المؤمن يعمل لله، فإن أوذي احتسب أذاه على الله، وإن بذل سعيًا أو مالًا بذله لله، فاحتسب أجره على الله. والإيمان له حلاوة في القلب، ولذة لا يعدلها شيء البتة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقي في النار) أخرجاه في الصحيحين. وفي صحيح مسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا). وكما أن الله نهي نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق ممن لم يدخل في الإسلام في أول الأمر، فكذلك في آخره. فالمؤمن منهي أن يحزن عليهم، أو يكون في ضيق من مكرهم. وكثير من الناس إذا رأي المنكر، أو تغير كثير من أحوال الإسلام جَزَع وكَلَّ ونَاحَ، كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى. وأن ما يصيبه فهو بذنوبه، فليصبر، إن وعد الله حق، وليستغفر لذنبه، وليسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار. وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يعود غريبًا كما بدأ) يحتمل شيئين: أحدهما: أنه في أمكنة وأزمنة يعود غريبًا بينهم ثم يظهر، كما كان في أول الأمر غريبًا ثم ظهر؛ ولهذا قال:(سيعود غريبًا كما بدأ). وهو لما بدأ كان غريبًا لا يعرف ثم ظهر وعرف، فكذلك يعود حتى لا يعرف ثم يظهر ويعرف. فيقل من يعرفه في أثناء الأمر كما كان من يعرفه أولا. ويحتمل أنه في آخر الدنيا لا يبقي مسلمًا إلا قليل. وهذا إنما يكون بعد الدجال ويأجوج ومأجوج عند قرب الساعة. وحينئذ يبعث الله ريحًا تقبض روح كل مؤمن ومؤمنة، ثم تقوم الساعة. وأما قبل ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة). وهذا الحديث في الصحيحين، ومثله من عدة أوجه. فقد أخبر الصادق المصدوق أنه لا تزال طائفة ممتنعة من أمته على الحق، أعزاء، لا يضرهم المخالف ولا خلاف الخاذل. فأما بقاء الإسلام غريبًا ذليلًا في الأرض كلها قبل الساعة فلا يكون هذا. وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يعود غريبًا كما بدأ) أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه، وقد قال تعالى:{مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} [المائدة: 54] . فهؤلاء يقيمونه إذا ارتد عنه أولئك. وكذلك بدأ غريبًا ولم يزل يقوى حتى انتشر. فهكذا يتغرب في كثير من الأمكنة والأزمنة، ثم يظهر، حتى يقيمه الله ـ عز وجل ـ كما كان عمر بن عبد العزيز لما ولي، قد تَغَرَّبَ كثير من الإسلام على كثير من الناس، حتى كان منهم من لا يعرف تحريم الخمر. فأظهر الله به في الإسلام ما كان غريبًا. . |
|
| |
ilyes مدير المنتدى
الجنس : المساهمات : 28233 العمر : 34 العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية تاريخ التسجيل : 05/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الأحد يناير 18 2009, 09:22 | |
| السلام عليكم //بارك الله فيك على الافادة في ميزان حسناتك ان شاء الله تقبل تحياتى لك\\ |
|
| |
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الأحد يناير 18 2009, 13:06 | |
| |
|
| |
سيف الاسلام عضو مـلــكــي
الجنس : المساهمات : 1773 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 08/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الأحد يناير 18 2009, 19:04 | |
| |
|
| |
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الإثنين فبراير 02 2009, 12:54 | |
| |
|
| |
lotfi عضو ذهـــبـــي
الجنس : المساهمات : 1001 العمر : 39 العمل/الترفيه : الاعلام الالي تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الإثنين فبراير 02 2009, 14:56 | |
| |
|
| |
lotfi عضو ذهـــبـــي
الجنس : المساهمات : 1001 العمر : 39 العمل/الترفيه : الاعلام الالي تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الإثنين فبراير 02 2009, 14:57 | |
| |
|
| |
لولي عضو مـجـتـهـد
الجنس : المساهمات : 440 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : مليحة تاريخ التسجيل : 09/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الثلاثاء فبراير 17 2009, 12:44 | |
| |
|
| |
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الجمعة فبراير 20 2009, 19:35 | |
| |
|
| |
Ŧђĕ ρµŅĨѕĤέГ عضو مـلــكــي
الجنس : المساهمات : 11623 العمر : 32 العمل/الترفيه : حيــاتى ضأئــعه بلا لمسات المزاج : يا ربى عهدى بالذنوب قد إنتهى تاريخ التسجيل : 14/03/2009
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الجمعة مايو 08 2009, 13:00 | |
| |
|
| |
عبدو 91 مدير المنتدى
الجنس : المساهمات : 14281 العمر : 33 العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي المزاج : الحمد لله تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله الإثنين مايو 11 2009, 12:18 | |
| |
|
| |
| شرح "حديث بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" لابن تيمية رحمه الله | |
|