رثاء على قلوب العاشقين

رثاء على قلوب العاشقين

ها أنا ذا في هدوء تام لا أسمع غير إملاء من عقلي تترجمه أصابعي على لوحة المفاتيح بأصوات أطرب لها ، وأحس أنها تستزيدني في الكتابة .
أحب أن أكتب على شاشتي الصغيرة منذ البداية
أحس أن نغم الأزرار في لوحت المفاتيح يطربني ويستنزف من فكري كلمات وقرارات أريد أن يعرفها الجميع .
نعم أريد من الجميع أن يعرف أني قد قررت وهذا ما قررت .
لقد قررت أن أكون على شاطئ بحر يبدوا للناظرين هادئا آمنا ..لقد قررت أن أكون قابعا كصخرة هامدة منطويا على نفسي لا أكلم أحدا ولا أشير إليه، متقرفصا على شاطئ الحب عازما أن لا أدخله .
كل الذي أريده هو أن أنظر إلى تلك البواخر التي تلج البحر أريد أن أودع تلك القلوب التي أعلم أنها لن تعود إلى بر الأمان .أودعها بدمعة صادقة حارقة قد حفرت على خدي مجراها من كثرة البكاء .
أرى تلك القلوب وقد ملأت المركب تبتعد عني فأكف يدي عن التلويح لها .. كي لا ألوم نفسي .
مسكينة تلك القلوب التي تسابقت إلى بواخر الحب .. معتقدة أنها ستلقى السعادة وما علمت عن الشقاء الذي ستلقاه .

ألا ليتها قرأت ( على سرير الموت ) في النظرات ج2
لتعلم أن العشق هو السرير الذي يفترشه المحب ليموت من وجده وهيامه وصبابته .

ألا ليتها قرأت عن الحب أكثر وأكثر قبل أن ترحل في بحره رحلة لا عودة لها .
ألا ليتها عرفت أن العاشق يتناول كأسا أوله عسلا وآخره سما زعافا يعذبه قبل أن يقتله .

مسكينة تلك القلوب العاشقة تناولت كأس الحب فارتشفت منها الرشفة الأولى فوجدتها حلوة المذاق سائغة تروي العروق وتعيد الحياة إليها ، فألصقت هذا الكأس بفيها ، واستمرت بالشرب لا ترفعها ولا تتركها كي تتنفس ، ولم تشعر بالمرارة المتجددة المتزايدة شيئا فشيئا في تجرعها حتى أتت على العسل من الكأس صالحة وفاسدة، فاستمرت بالشرب وأتت على الجرعة الأخيرة، فإذا هي السم الناقع الذي يعذبها ثم يقتلها دونما أن تشعر بذلك .
لتخلد إلى فراش الحب الأبدي . وفراش العشق السرمدي وتلتحف بدموع الصبابة والجوى .

ها أنا وليس يزعجني غير ضجيج السكون أتأمل في حال العشّاق فأرثي لهم أنفسهم وشبابهم وقلوبهم بل أرثي عقولهم التي صرفت في خرافات لها بداية وليس لها نهاية .

اليوم أيقنت أن أناسا يؤمنون بالحب والعشق كتمثال مقدس . ويعتقدون أنه يجب على الجميع أن يجثو على ركبهم أمام هذا التمثال الذي وجد منذ آلاف السنين . وأن من رفض فعليه غضبهم وعتبهم .
لكن الشيء الذي لم أعرفه هو لماذا يقدسون هذا التمثال؟
إنهم لو رجعوا إلى تاريخه لوجدوه مجرما قتل ملايين من العشاق .
هم لو أعادوا النظر في ملفاتهم لوجدوه يبحث عن أصحاب القلوب المرهفة ليعذبها ثم يقتلها قتلا حقيقيا أو مجازيا فهو إن لم يسكن نبض قلبه وأد منه جماله الذي هو سر الحياة .
هم لو تفكروا في هذا التمثال لعرفوا أنه يكره الجميع . ويكره السعادة . ويقتل الفرحة بخنجر الغدر والخيانة.
هم لو أنهم نظروا إلى وجهه القبيح المختفي خلف جمال قناعه المكذوب المزور ، لرموه بالحجارة ولنفروا منه ونفّروا منه من يحبون .

لماذا يقدسون هذا التمثال رغم أنني أصرخ بكل صوتي وأجاهد ماستطعت أريد أن أرفع أبصارهم ليرو قبح وجهه الحقيقي؟!
لماذا يقدسونه وهم يعلمون حقيقة أمره . وقد كتبوا و قرؤوا عنه الكثير ؟!
لماذا يقدسونه وهم قد رأوا كما رأيتُ صنيعه بالعاشقين ؟!
مسكينة تلك القلوب ... اغترت بحداثة المركب ( الباخرة )وفخامته وصدقت أنها ستخوض بحر الحب وستعود إلى بر الأمان .
مسكنة تلك القلوب لأنها آمنت أن البحر هادئ وديع . وأنهم سيسعدون برحلتهم .
مسكينة تلك القلوب لأنها ستشقى بسعادتها . فهي ستتعب ركضا خلف السعادة التي لن تصل إليها .

الآن وقد شعرت بفلسفة آذان الفجر سأدعكم ترثون معي هذه القلوب وترجون من الله أن يحفظها وأن يعيدها إلي حيث أنا قابع في بر الأمان ، أنتظر وفودَ قلوب قد يئستُ من عودتها، وعلمتُ أنها ولجت بحرا الداخل فيه مفقدو والخارج مولود.
وأودع قلوبا بعين الرحمة ودمعات الرأفة قد احتشدت لتركب تلك الباخرة وتلج ذلك البحر .

فهلا رثيت أيها القارئ معي تلك القلوب .

انتهت
الطموح

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا

في قمه الروعه

نتظر جديدك

باارك الله فيك

راااااااااااااااااااااااااااااائع جدا

بارك الله فيك

وبارك فيكم اخواتي

شكراااااااااااا

مشكوووووووووووووووووور اخ توتي
واصل تميزك

بوركت يا اخي

شكراا