الخيانة الزوجية.. خطيئة خلف الأبواب المغلقة
هروب الزوج مسؤولية المرأة وتفكك الأسرة يتحملها الرجل
تغلق أبواب بيوت كثيرة على قصص خيانة لا يمكن العيش معها تحت سقف واحد ولا التأقلم مع أحداثها مهما طال الزمن الذي طوى هذه القصص ولا التعامل مع الزوج الذي نسي في لحظة أن ما يرمي لفعله يهد به ابسط الحقوق الزوجية.
لكن ما تربت عليه المرأة المسلمة من كم هائل من التسامح والصفح يجعلها تتعايش رغما عنها مع هذه الأحداث رغم الضغط النفسي الذي تعيشه لان لا احد يقف معها إذا قررت الانفصال عن زوجها ليس بسبب سوى انه يخونها.
وفيما سجلت العيادات النفسية أرقاما كبيرة لزوجات يشكين هروب الأزواج من مسؤولياتهم الزوجية والاجتماعية بسبب خياناتهم المتكررة، استغربت (هدى ـ س) الانقلاب الذي حدث في سلوك زوجها اتجاهها فبعد ان كان يشح عليها واولادها الثلاثة اصبح يغدق عليها المال ولا يتوانى في ان يوفر لها اي مبلغ في اي وقت تطلب منه ذلك لكن السبب في ذلك لم يكن غير ان زوجته اكتشفت بانه يحضر امرأة اخرى الى المنزل فور خروجها من المنزل حتى دخلت عليه مرة واكتشفت امره وقررت ترك المنزل هي واولادها ردا على تصرفه السافر اتجاه أسرته.
وبعد ان استقرت الزوجة لدى اهلها اربعة أشهر تردد خلالها عليها لشراء ودها وتقديم اعتذاره المقرون بما تريده لرضاها وضمان رجوعها الى البيت. جاء هذا التغيير بعد الموافقة على الرجوع. تقول هدى رجعت اليه جسدا بلا روح، فقد كسر بتصرفه كل احساس جميل كنت اشعر به اتجاهه.
لكن (الجوهرة ـ ف) لم تر ما يجعل احساسها تجاه التغيير الذي اصاب زوجها واقعا ويقينا لكن ما تراه يجعل الشكوك تقلق مضجعها كل يوم وتقول عن ذلك: تزوجته بعد قصة حب طويلة فهو ابن خالتي، وكانت سنوات حياتي الاولى معه كلها قصص حب لا تنسى حتى تعرض لضائقة مادية وقفت معه فيها وبعت ما لدى من اجل الايفاء بديونه، لكنه لم يرجعه هذا الي، بل ابتعد عن المنزل اكثر وتهرب من مسؤولياته اتجاه اولاده ولاحظت ان اتصالات تأتيه في الصباح الباكر ويسهر خارج المنزل لفترات طويلة اعتقدت على اثرها انه قد تزوج باخرى، لكني اكتشفت ان لديه سيدة أخرى يأتي بها إلى المنزل في أيام غيابي مع الاولاد عند الأهل، وكم كانت صدمتي كبيرة لكني لم اخبره بعلمي بما يفعله خشية ان يفقد اولادي استقرارهم العاطفي ويفقدوا ثقتهم بوالدهم، وظللت صامتة انتظر ان تكون مرحلة ويعود بعدها لرشده، خاصة ان اولاده قد كبروا ويدركون سر تغير والدهم.
وتبكي (سارة ـ ع) وهي تتذكر ما كان يفعله زوجها بها فلم يخونها من دون علمها، وتقول عن تحملها لما يفعله بان أهلها لا يفهمون معنى ان تطلب المرأة الطلاق كون زوجها يخونها، لان المجتمع يعتبر خطيئة الرجل مغفورة وعلى المرأة الصبر والتحمل لحين عودته لرشده وعندما كنت اذهب بدموعي الى والدي كان يرد علي بصوت تختفي منه كل درجات الحنان بان كل الرجال يفعلون ذلك. ما دام يصرف عليك ويقوم بواجباته الاسرية اتجاه اولاده فماذا تريدين؟
ويعيد د. سليمان الغديان (طبيب نفسي معالج) لجوء الزوج للخيانة الزوجية إلى إشباع رغبته الجنسية بطرق غير مشروعة لعدة أسباب أهمها: عدم تقبل الزوج لزوجته وذلك نتيجة لان الزوجة لم تعجبه منذ البداية أو ليست كالتي في مخيلته (النموذج الذي وضعة لزوجة المستقبل)، فانه في هذه الحالة يبدأ بالنفور منها وكراهيتها وبالتالي عدم القدرة على الاستمتاع معها وإعطائها حقها في الفراش. مشيرا إلى أنه نتيجة لنفوره منها قد يلجأ إلى البحث عن بديل عبر الطرق غير المشروعة في إشباع حاجته الجنسية.
وبين أن وجود خبرات سابقة قبل الزواج تلعب دورا كبيرا في تسهيل عودة الزوج اليها مشددا على ان المشاكل الزوجية أيضا لها دور كبير في حدوث عدم التوافق بين الزوجين وبالتالي حصول النفور بينهما، مما يؤدي إلى عدم حصول الإشباع الجنسي. وقال إنه في هذه الحالة قد يلجأ الزوج إلى الطرق غير المشروعة، مضيفا أن تعاطي الزوج للمخدرات أو شرب المسكرات طريق يؤدي إلى الخيانة الزوجية.
ويشير د. الغديان الى ان ارتباط الزوج برفاق السوء نتيجة لظروف العمل أو الدراسة يساهم في تحسين صورة العلاقات غير المشروعة وبالتالي تقبلها مما يؤدي به إلى ممارستها. كما قد يؤدي عدم إشباع الزوجة لرغبات زوجها بسبب مرضها أو بسبب ظروف عملها إلى نشوء خلاف بينهما مما يؤدي إلى لجوء الزوج إلى طرق بديلة غير مشروعة لإشباع حاجاته.
من جهتها قالت الاختصاصية النفسية جنة احمد يوسف أن عودة الأب إلى مرحلة المراهقة المتأخرة سبب مهم في لجوء الزوج إلى البحث عن العاطفة خارج إطار المنزل حيث يبحث في هذه المرحلة عن الحنان والحب والاهتمام التي لم يعشها في سنين شبابه الأولى ولذلك فهو يبحث عنها متأخرا خاصة مع احتفاظه بشباب واضح.
وحذرت من مغبة هذا التصرف على الحالة النفسية للاولاد فتصرفات الأب تولد لدى الأبناء عدم الشعور بالأمان مما يخلق لديهم عدم الاستقرار الاسري مع غياب دور الاب، مشيرة إلى أن الأبناء قد يحذون مستقبلا حذو والدهم الذي يمثل قدوتهم ونموذجهم في الحياة وينحرف بالتالي سلوكهم.
وتحمل الاختصاصية الاجتماعية فريال كردي المرأة مسؤولية هروب الزوج من البيت والبحث عن اخرى بديلة وتوصي المرأة بالبحث عن اسباب الخلل والقصور لاستعادة الزوج والاستقرار الاسري معه، موضحة الى انه قد يبتعد الزوج عن المنزل ليس بسبب قصور في الزوجة ولكن بسبب خلل في شخصية الزوج نفسها وهروبه من مسؤوليته تجاه أولاده وأسرته.
__________________