يتواصل رحيل الطلبة الجزائريين المقيمين في مصر باتجاه الجزائر تباعا، إذ التحق أمس 9 طلبة جزائريين، فيما كان قد وصل أمس الأول أربعة آخرين، بينما أبلغ 23 طالبا سفارة الجزائر بالقاهرة برغبتهم في التريث، وعدم العودة إلى أرض الوطن إلى حين الوقوف على الاتجاهات التي ستأخذها الأزمة والانسداد الحاصل في العلاقة بين البلدين، وذلك بعد أن تعمدت السفارة ضمان تسبيق منح الطلبة، لتمكينهم من بلورة مواقف بخصوص وضعهم، ومستقبلهم العلمي.
*
وأكد سفير الجزائر بالقاهرة وممثلها الدائم بالجامعة العربية، عبد القادر حجار في اتصال أمس بـ "الشروق" أن السفارة جمعت كل الطلبة الجزائريين بالقاهرة في اجتماع تنسيقي، بعد المعلومات التي وصلتها عن محاصرتهم من قبل المصريين، وعدم تمكنهم من الخروج قبل وخلال أيام العيد، إذ قال حجار "كلفت القنصل والملحق الثقافي ومحاسب السفارة بمهمة التنقل إلى الإسكندرية للاستماع إلى الطلبة ونقل الراغبين في التنقل إلى مقر السفارة في القاهرة، وذلك لضمان التكفل بهم وفك الحصار الذي تحدثوا عنه".
*
وأضاف حجار أن وفد السفارة المشكل من القنصل والملحق الثقافي والمحاسب، التقى كل الطلبة المسجلين واستمع لشكاويهم ومعاناتهم واقترح على كل الطلبة الالتحاق بأهاليهم في الجزائر وقررت أن تعمل على دفع منح كل الطلبة بصفة مسبقة، حتى تمكنهم من اتخاذ القرار الملائم بالنسبة إليهم، وضمن هذا السياق عاد 4 طلبة أمس الأول الى الجزائر، فيما التحق 9 آخرين ممن ارتأوا في قرار الدخول الى الجزائر، القرار الأصوب بالنسبة لهم، فيما اختار 23 طالبا آخر التريث، وعدم اتخاذ قرار الدخول لأرض الوطن، وقال حجار إن حجة هؤلاء كانت التريث للوقوف على الأبعاد التي ستتخذها الأزمة، على اعتبار أن هؤلاء اعتبروا الأحداث ردود أفعال الجماهير المصرية على الإقصاء من مونديال 2010 على يدي الفريق الوطني الجزائري.
*
وأكد ممثل الدبلوماسية الجزائرية بالقاهرة، أن السفارة لا يمكنها سوى أن تحترم رغبة كل طالب من الطلبة، على اعتبار أنهم متواجدون في إطار بعثات علمية وأكاديمية، مشيرا الى أن هذا القرار القاضي باحترام رغبة الطلبة لم يتم اتخاذه بصفة انفرادية، وإنما تم بعد مشاورة وأخذ رأي وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية كجهة مخولة بتسيير وحماية شؤون الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، موضحا أن قرار تسبيق منحهم، يرمي الى مساعدتهم على توفير الوضع المادي الذي يمكنهم من اتخاذ القرار الأنسب بالنسبة لهم، بالرغم من أن السفارة أبدت استعدادها لتقديم كل التسهيلات حتى تمكن الطلبة من العودة للجزائر، في ظل الظروف الحالية والضغط الذي جعل من مصر ليس بالبلد الآمن على الجزائريين.
*
وقال حجار إن السفارة على الرغم من خلية الإصغاء التي نصبتها بمقر السفارة فإنها لم تتلق عددا كبيرا من التبليغات وكل الاتصالات التي وصلتها تعاملت معها بلعب دور حلقة الوصل بالأمن المصري، لحمله على توفير الحماية. وعن انقطاع أخبار عدد من الطلبة الجزائريين، فند حجار اختفاء الطلبة، مشيرا الى أن انقطاع أخبار البعض أملته الظروف الاستثنائية، وحالة الرعب والخوف التي تمكنت من الطلبة، في ظل الشحن الإعلامي المصري الذي بلغ مداه، وأثر على بعض المصريين الذين أصبح كل ما هو جزائري عدو لهم.
*
وعاد ممثل الدبلوماسية الجزائرية، ليثني على طريقة تعامل الدوائر الرسمية في الجزائر مع الحالة العدائية التي طالت الجزائر، وكل رموزها، معتبرا أن الصمت الذي كان حكمة أصبح ورقة في يد الدبلوماسية الجزائرية.