واستقر في برقة مدة خمس سنوات بداية من عام 78هـ، وفي تلك المدة خربت الكاهنة البلاد المجاورة لها ومنها سوف، ظنا منها أن المسلمين قدموا إلى المكان طمعا في المدائن والذهب والفضة. وأعاد حسان الكرة وحارب الكاهنة وهزم جيوشها ولاحق فلولها إلى منطقة بئر العاتر وقضى عليها، لكنه في المقابل عقد لولديها على 12ألفا من البربر الذين أسلموا وبعث بهم إلى المغرب يجاهدون في سبيل الله وكان ذلك عام 84هـ(703م). وبذلك استحق حسان بن النعمان أن يلقب بالفاتح الحقيقي وناشر الاسلام في تلك الربوع. وكانت سوف يومئذ عامرة بالبربر الذين يعيشون حياة البدو الرحل، وكان العرب من بقايا الفاتحين الأوائل أو المهاجرين من المشرق يمرون بسوف ويستقرون لبعض الوقت، فيحدث التأثر بين الطرفين في الأخلاق والمعاملات. وقد مرت وادي سوف بمراحل متنوعة عاشت فيها تحت ظل الدويلات الإسلامية نذكر منها: الدولة الرستمية: وهي أول دولة قامت للمسلمين بالمغرب الأوسط بعد حركة الفتح الاسلامي (160هـ - 776 م)، وقد امتد نفوذها إلى جنوب بلاد الجريد، وكانت سوف ضمن نفوذها، وتأثرت بسياستها، حيث بدأ انتشار المذهب الاباضي بصفة محدودة، وقد تزامن ذلك مع وجود دولة الأغالبة التي كانت تحيط بها الدولةالرستمية من جميع الجهات. الدولة الأغلبية: وقد تأسست عام 184هـ (800م)، وكانت رقعتها لا تتجاوز في الربع الأول من القرن 3هـ الشمال التونسي وجزء صغير من الشمال الشرقي الجزائري. وقد نجح الأغالبة في تحطيم الحصار المضروب عليهم وذلك باحتلال المضيق الذي يربط تيهرت بطرابلس، ويمثل منطقة قفصة وبلاد الجريد، وفي عهد هذه الدولة أصاب البربر في سوف ضرر من سلطتها، ففر بعض الروم المسيحيين وأصحاب المذاهب الاسلامية المخالفة للأغالبة إلى الصحراء القبلية، وخاصة أتباع المذهب الشيعي. الدولة الفاطمية: أسسها عبيد الله المهدي سنة 297هـ (910م) بعد قضائها على الدولة الرستمية والأغلبية، ودانت لها بلاد المغرب كلية، ووقع اختيارهم على قبيلة صنهاجة لتكفيهم أمر زناتة، ولما أحس الخليفة الفاطمي في مصر بعصيان صنهاجة وتمردها على الخلافة الفاطمية، أرسل إليهم الأعراب من بني هلال وسليم. وكانت الصحراء المحاذية لسوف أحد المنافذ التي عبرت منها الحملات الهلالية، ودامت حركة الهجرة الهلالية نحو نصف قرن. وخلال تلك الفترة انتشرت القبائل العربية المهاجرة بمنطقة سوف. كما هاجر إليها كثير من قبائل زناتة وأقروا القرى، ومنها تكسبت القديمة. الدولة الموحدية: قامت هذه الدولة سنة 524هـ (1130م)، وكانت سوف في الحدود الجنوبية لهذه الدولة، فكثر عدد الوافدين على سوف من قسطيلية(الجريد)، والزاب، وورقلة ووادي ريغ بداية من سنة 530هـ(1136م). وفي سنة 600هـ(1204م) بدأ الانحطاط يدب في كيان الدولة الموحدية، فهاجرت قبيلة "بني عدوان" العربية واستقرت في الجردانية بعد إخراج بربر زناتة منها. وبعد تفكك الدولة الموحدية إلى ثلاث إمارات متنازعة وهي دولة بني حفص شرقا، وبني مرين غربا، وبني زيان بالمغرب الأوسط، ونتيجة للقلاقل، نشطت حركة الهجرة وأخذت القبائل تتوافد على سوف آتية من تونس ومنها قبيلة "طرود" التي لعبت دورا في الصراع بين الأمراء المتنازعين على الحكم، إلى أن سقطت على يد الأتراك سنة 981هـ (1574م).
كتبهاالرابطة السوفية ، في 8 سبتمبر 2009
الزراعة في وادي سوف
النخيل: تتميّز زراعة النخيل في المجتمع السوفي عن باقي المناطق الصحراوية بخصائص فريدة من نوعها، وخاصة دقلة نور التي كان لها الأهمية البالغة، وتحتل المرتبة الأولى من حيث النوعية بين نخيل الجزائر بأسرها، كما كانت من أهم الموارد الاقتصادية لسكان المنطقة منذ القديم. ويمكن تحقيق عملية زرع النخيل بالمراحل التالية :
عملية انجاز الغوط أو الهود: وهو حفر حوض ذو امتدادات واسعة تبلغ مئات من الأمتار طولا وعرضا، وتصل أعماقه إلى 16م، ولا يستطيع الفرد السوفي حفرها إلاّ عند تحليه بكثير من الصبر واستخدام الذكاء والفطنة رغم قلة الوسائل وبساطتها، مع اختيار المكان المناسب من استواء الأرض وقربها من الماء.
رفع الرملة: وهي العملية الأساسية عند الشروع في إنجاز غوط جديد أو أثناء توسيع غوط قديم، ويستمر المالك للغوط في هذه العملية بنفسه أو استئجار عمال يُسمّون "الرّمّالة"، ويستعملون في عملهم القفة والزنبيل والعبانة والمكرة.
غراسة الغوط: عند الانتهاء من حفر الغوط، يُشرع في غرس"الحشّان" (وهي غرسة فتية يتراوح عمرها ما بين 3 إلى 6 سنوات) على مستوى يبعد عن الماء بحوالي مترين تقريبا، وبعد أيام من انتهاء العمل والإعداد والسقي تمتد جذور الحشانة في الماء عشرات السنتيمترات وحينئذ تستقر، ويتركها الفلاح تحت رعاية الله إذ تشرب النخلة دون أن يبذل أي عناء في سقيها.
والجدير بالذكر أن زراعة النخيل كانت في ازدياد مستمر عبر السنين، فقد بلغ العدد 60 ألف نخلة عام 1860م، وارتفع العدد إلى 154 ألف نخلة عام 1883م، ووصل إلى 160 ألف نخلة عام 1887م، وبلغ آخر القرن التاسع عشر إلى أزيد من 202 ألف نخلة عام 1900م ووصل سنة 1960م إلى حوالي 450 نخلة. ولكن يلاحظ نقص في سنة 1982 حيث بلغ عدد النخيل إلى 151 ألف نخلة فقط.
خدمات رعاية الغواطين بوادي سوف: يتطلب النخيل المغروس أعمالا ضخمة ويومية لا تنقطع في أي وقت من السنة، وتتمثل هذه الخدمات في:
مكافحة الرمال:وهي المعركة المستمرة بين الطبيعة والفلاح السوفي، وتقتضي الحكمة متابعة الرياح واتجاهاتها لتساعد الفلاح على حمل الرمال عوض دفن الغوط، وما يستخدمه في ذلك المضمار هو "الزرب"(ص)(وهو سور أو حاجز من جريد النخيل) أو الحواجز الحجرية.
علف النخيل:وتسمى هذه العملية "العلْفان" وهي تزويد النخلة بالأسمدة اللازمة، والمواد العضوية الضرورية، وتبدأ العملية ب"العزق" وهو تهيئة الأرض لجعلها ميسرة لسيران الجذور بسهولة وراحة، ويستعمل في هذه العملية الأدوات الحديدية مثل العتلة والجهارة والمجرفة والمسحاة. وتتم عملية العلفان على ثلاث مراحل وتستمر سنوات عديدة.
تذكير النخيل:وهي عملية تلقيح وتبدأ هذه العملية في شهر فيفري حين ينتج الطلع ويستطيع الفلاح أن يقوم اليوم الواحد بتلقيح ما بين 30 إلى 40 نخلة أي ما يقارب 130 إلى 140 عرجون. والجدير بالذكر أن ثمار النخيل تمر بعدة مراحل عند نضجها وهي البْزير ثم البلح ثم البسر وأخيرا يتحول إلى تمر ناضج.
جني التمور:ويبدأ هذا الموسم عند السوافة في منتصف شهر سبتمبر عند نضوج التمر، فتُعلن حالة الاستنفار القصوى في كل البيوت، ويكون شهر أكتوبر بأكمله شهر عمل وجد، تُقطع فيه العراجين بعد تسلق الشجرة، وتنزل بواسطة حبل حتى لا يصيبها الضرر، ثم تُأخذ إلى البيوت فيُخزن التمر المعد للاستهلاك الذاتي، بينما يوضع المعد للبيع في أكياس خاصة.
'أنواع التمور: تشتهر مدينة الوادي بالتمور الجيّدة وخاصة دقلة نور التي تعتبر مصدرا هاما للعملة الصعبة في البلاد، وهو محبوب في جميع أنحاء العالم، ويأتي تمر الغرس في الدرجة الثانية والذي يدخل في صناعة الحلوى. ومازال التمر إلى اليوم من أفضل المأكولات عند الفرد السوفي لاحتوائه على 48 مادة غذائية ومعدنية ودوائية، فيحتوي على مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة وتساعد أيضا على منع النزيف بعد الولادة وهذه المادة تشبه مادة الأكسيتوسين ( OXYTOCINE )، ويمكن انتاج الكثير من الأدوية والمواد الكيماوية من التمور كالبنسلين والأرومايسين والعديد من المضادات الحيوية وفيتامين B12 وحامض الستريك الصناعي وحامض التارتريك وبعض الهرمونات، كما يحتوي التمر على حوالي 13 مادة معدنية، و6 انواع من الفيتامينات، وحوالي 13 حمض فعال، و5 أنواع من السكاكر فضلا عن البروتينات والدهون، كما يعتبر التمر مصدرا أساسيا لدواء جديد يدعى (ديوستوانس) لمعالجة الروماتيزم وأمراض العيون، وكل هذه المواد تتوفر في كل أنواعه التي نذكر منها : دقلة نور، الغرس، فطيمي، دقلة بيضاء، تكرمست، حمراية، علي وراشت، تفرزايت، تاشرويت، تمرزيت، مسوحي، بوفقوس، تاوراخت، أضفار القط، تانسليط، صفراية، عمارية، تنسين، تافزوين، طانطابوشت، ورشتي، قطارة، الغدامسية، قصبي، اصباع عروس، فزاني، كبول فطيمي، ليتيّم، كسباية، تاسلويت، الشواكة، عبدالعزاز، الجايحة، الشهباء، الهتيلة، العجرونة، صبري، لولو، أم الفطوشة، الكركوبية، البلوطية، المفتولة ...
التبغ: بدأت زراعة التبغ في وادي سوف في القرن الثامن عشر في منطقة قمار، إذ كان لهم دور في جلب بذوره من نواحي باجة التونسية، وقد تطورت زراعته وصار انتاجه يُصدّر نحو شمال الجزائر. وقد تركزت زراعته عموما في المنطقة الشمالية لسوف وذلك لأن هذا النوع من الزرع لا يحتاج إلى أرض غنية بقدر ما يحتاج إلى أرض ذات سطح قريب من الماء.
ويُزرع التبغ في مناطق تسمى "الرابعة" أو الغابة، وتمر زراعته بعدة مراحل أولها شتل البذور في أحواض مستطيلة الشكل وعندما تصبح مهيأة للغرس تُنقل إلى "الميزاب" المُعد للغرس، وعندما تصبح أوراقه صفراء قوية يبدأ حصاده في أوائل جويلية، وبعد الحصاد يُجفف في الظل وفوق الأرض، ثم يوضع في الشمس لمدة أسبوع، وحينئذ يكون في متناول الصناعة والتجارة.
الزراعة المعاشية: كان الفلاح السوفي يهتم بزراعة النخيل بالدرجة الأولى وبصفة أساسية، ولكن يضيف إليها بعض المنتوجات الفلاحية التي يخصّصها للاستهلاك العائلي أو بيعها في الأسواق المحلية، وهي زراعة ثانوية ذات مردود ضعيف من الناحية الاقتصادية، ولكنها هامة لغذائه اليومي. ولأن الظروف المناخية كانت شديدة القساوة بسبب الجفاف والرياح الرملية وندرة الأمطار، فقد كانت هذه الزراعة تتطلب مجهودات كبيرة وسقي يومي ورعاية مستمرة، ومع ذلك تمكّن الفلاح من تخطي هذه الصعوبات. وقد وفّر كل الظروف المناسبة لزراعتها في الغواطين قرب النخيل في مكان يُدعى "الحرث" أو " الفلاحة" أو " الجنان" ويحاط بزرب من الجريد ولابد أن تتوفر عدة متطلبات لخدمة هذه الزراعة كالبئر والخُطّارة والماجن، والسواقي، والميزاب، وتتم الزراعة المعاشية في مختلف فصول السنة. ففي الشتاء ينتج الخردل والسنارية (الجزر) واللفت والبليدة والبصل. في فصل الربيع ينمو الخردل المؤخر والدنجال والفول والكابو.. في فصل الصيف تنمو الخضر مثل الطماطم والكابو والقرعة والكْرُمْ والمعدنوس والبرطلاق والفقوس والبطيخ والدلاع والفلفل. في فصل الخريف فينشغل الفلاح بقطع التمر، ولكن ذلك لا يمنعه من زرع بعض الخضروات من منتصف شهر سبتمبر إلى منتصف نوفمبر.
وقد عرف الانتاج الفلاحي اليوم تطورا ملحوظا بفضل السياسة القائمة على برامج التنمية الفلاحية والاستصلاح الزراعي وذلك ما ساعد على ظهور منتجات أخرى كالكوكاو والحبوب والزيتون والبطاطا التي اشتهرت ولاية الوادي في السنوات الأخيرة بانتاجها، والذي يتميز بوفرته وجودته.
34.240 الأغلاف 2.268 287.652
عدد النخيل الإجمالي عدد النخيل المنتج 2774000 2140000
ملاحظة: هذه إحصائيات سنة 2000.
'بعض ما قيل عن سوف والسوافة'
قال الرحالة المغربي العياشي سنة 1663م: "...سوف هي خط من النخيل مستعرض في وسط الرمل قد غلب على اكثره، وفيه بلاد عديدة وماؤها طيب غزير قريب من وجه الأرض. أخبرني أهل البلد أنهم إذا أرادوا غرس النخل بحثوا في الأرض قليلا حتى يصلون إلى الماء، فيغرسونها بحيث تكون أصولها في الماء ثم يردون عليها الرمل فلا تحتاج إلى السقي أبدا... وكثيرا ما يقتنون الكلاب للصيد... وجل معيشتهم منه (أي الصيد)ومن التمر، وتمرهم من أطيب ثمار تلك البلاد." رحلة العياشي المعروفة باسم "ماء الموائد".
قال الشيخ العدواني على لسان الراوي صفوان: "...إذا احتجت إلى المنع فعليك بسوف، فقلت له: شكوا أهلها من قلة معاشها، فقال لي: لا تجمع الحرمة وتمام النعمة..." وقال في وموضع آخر "سوف مانعة الهارب" الشيخ محمد بن محمد بن عمر العدواني السوفي في تاريخه. قال الرحالة ابن الدين الأغواطي في رحلته سنة 1826 م: "... ولا يخضع سكان وادي سوف إلى حاكم... وهم يتكلمون العربية، وأهل سوف يتمتعون باستقلال كامل، ولم يطيعوا أبدا أي سلطان ومعظم تجارتهم مع غدامس ففيها يبيعون العبيد..."
قال الشيخ إبراهيم العوامر في كتابه الصروف سنة 1916 م: " في أواخر عام 1285هـ/سنة 1869م، وقع قحط كبير وغلاء مفرط قلّت فيه الحبوب واللحوم والألبان... فتضرر أصحاب المواشي والمزارع ضررا فادحا، ولكن أهل سوف كانوا أصحاب تمر لم يقع لهم ضرر كبير... وانهالت النمامشة عندئذ على أرض سوف فعمت جميع القرى لما حل بهم من الجوع، فرقّ أهل سوف لحالتهم وبسطوا لهم أيدي العطاء والإعانة، بل وبعضهم التزم بإطعام بعض العائلات تماما وصيّرها من جملة عياله، وبعضهم يخرج التمر يفرقها فيهم كما يفرق عليهم النقود والثياب والخضر والفواكه" إبراهيم العوامر - الصروف في تاريخ الصحراء وسوف ص 251.
قال الشيخ محمد الساسي معامير الزقيمي السوفي سنة 1927: "... وهاكم ما انتجته "صحراؤنا" الموات في زعمكهم من فحول الرجال: هذا الشيخ خليفة بن حسن من قمار، ناظم جواهر الإكليل في متن خليل، ونشأ بين أخريات المائة 12 وأوائل 13هـ، حتى أن الأمة المصرية النبيلة والتي تعرف قيمة الرجال وما كتبوه أوفدت فيما سلف إلى قمار - على ما بلغنا - أديب منهم للبحث عن جواهره السالف لنشره حتى يكون طرفة لنا ولكم .." محمد الساسي معامير - التقويم الهجري ص 345 - 346.
قال الشيخ حمزة بوكوشة في رحلته عن مدينة الوادي سنة 1932: "... ومنها تسورنا البروج المشيدة من بلدة الوادي بلد صحبت به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العيش وهو جديد فإذا تمثل في الضميـر رأيــتـه وعليـــه أغصـان الشبــاب تميـد وبلدة الوادي هي أم بلدان سوف لوجود مركز الحكومة بها، وأنها حديثة العمارة بالنسبة للقرى التي حولها، وهي شديدة التمسك بالحجاب." حمزة بوكوشة -جولة من التلال إلى الرمال- في جريدة الوزير التونسية 1932.
قال الشيخ أحمد بن الطاهر منصوري في دره المرصوف سنة 2000 : "لأهل الزقم قديما عادات جد حسنة في التضامن والتعارف والتكافل الاجتماعي... ومن عاداتهم في المواسم والأعياد أنهم يوزعون الطعام على بعضهم، ليذوق كل منهم من عشاء الآخر... ويا لها من عادات وتقاليد عربية إسلامية رائعة حقا، ليت الأجيال حافظت ولو على بعضها. وهذا وأن العادات والتقاليد في قرى سوف متشابهة في أغلب الأحوال" أحمد منصوري - الدر المرصوف في تاريخ سوف ص 90-91.
مدينة الوادي ضمي صفوة النجب *** من رادة الفكـــر والابـــداع والأدب
وعانقي النخوة العربـــاء في طرب *** باسم الأصالة والاسلام والنسب
وقال في قصيدة أخرى:
غزال الوادي في عينيك سري ***فأطفئي لوعة النفس الأبية
أتيت أعانق النجوى وأهــــفو *** إلى ربـــــع هلالي الهــــوية
قال الشاعر السوري أحمد دوغان:
يا صفوة الوادي أتيت وقصتي *** بين الجموع كما رأيت تراني
ما كنت أبغي البوح إلا أنني *** في كل يوم أشتري كتماني
ورأيت في طبع النخيل أصالة ***عربية...أفتكذب العينــــــــان؟
وقال مفدي زكرياء عن وادي سوف في إلياذة الجزائر :
و يا وادي سوف العرين الأمين *** و معقـــل أبطالنـــــــا الثائريـن
و مأوى المـناجيـد من أرضنــا *** و أرض عشيرتنـــــــا الأقربيـن
و ربض المحاميد أحرار غومــا*** و من حطموا الظلم و الظالمين
و درب الســلاح لأوراســـــــنا *** و قد ضاقت سبــل بالسالكين
أينسى إبـن شهـرة أحرارنـــا *** تلقــف رايـتــــــه باليـمـيـــــــن
أننسى ثلاثة أيــــام نحــــس *** و سوستال يندب في النائحين
و أخضر يحصد حمر الحواصــل*** فيها و يقطـع منـــها الوتيــــــن
و ضرغامها الهاشمي الشريف *** يذيق "بواز" العـــذاب المهيــــن
و كم كان سوف لضم الصفوف *** و جمع الشتات الحريص الضمين
وقال الشاعر سعيد المثردي في إلياذة الوادي:
سأكتب تاريخ واديــــك شــــــعرا *** و إن صيغ ذكره يا ســـــوف نثـــرا
و أروي عن السمر أمجاد قومي *** فينطق واديك بالشعــــــر دهــــــرا
سلوا أخضر الجند عن سر قومي *** سلوا جنة الوادي يعـــــرف خيـــرا
سلوا في المداشر غيطان نخلي *** سلوا الأرض في سوف شبرا فشبرا
تحدث أيا وادي ســــــوف النظال *** بما حقق السمر في الحــــــرب كرا
فمن أم في البيد فــــــوج رمــال *** نواة تنظم في الشعب ســـــــــــرا
و من سرب الفجر نحو الشمـال *** سلاحا لأوراس ينظـــــــــر ثــــــــأرا
و من فجر النور عنــــد الكثـــيب *** و عانق في غرة الشهـــــــر قـــدرا
فداء الجزائــــــر روح الشهيــــــد *** إلى جانب الرســــل يلقاه أجـــــرا
قال الأستاذ أبو بكر مراد بعنوان سوف العمالقة:
هذي التي أهـواهـا وتــهوانــــــي *** قصائد عشقها تنمو بوجداني
أزجي لــها الأشــــعار مــعتـــــرف *** صبــــابة حب متيــــــم ولهان
هي الضـــاد سل عـنها مـواطنـها ***تجد لها سوف خير أوطـــــــان
إمارة الشعر بعض من معالمها هنا *** يكللها نخلي وكثبـــــــــــاني
سوف ياسوف والشعر فيك رسالة*** وحبذا الشعر تبيـــانا لتبياني
قال الشاعر السوري أحمد هويس:
قال الشيخ حمزة بوكوشة يناجي الوادي من بعيد:
سقاك الغيث يا وادي الرمال ***وصانتـــــك الأسنة والعـــــوالي
وما زالــــت بك الحصباء درا *** حصاهــا فائق أسنى اللئـــالي
تذكرني مــــرائي البحر ليلا*** بنور البـــدر من فوق الرمـــــــال
فتبعث في الفؤاد هوى دفينا *** فيلهي النفس عن مرأى الجمال
قال أحمد بن الطاهر المنصوري في كتابه "أبطال نوفمبر يتكلمون" تحت عنوان إلى السمراء بالوادي:
يا سوف قد غنيت بعد حـــــــداد *** وطربت لما أن سمعت الشادي
يا سوف قد غنيت باسمك بعدما *** ولّى الشباب وبحّ صوت الحادي
يا سوف ها قد جئت بعد غياب *** ضمآن أرشــــــف قطرة من واد
لك في الدماء وفي العيون توَهج *** والعشق يملأ أضلعي وفــــؤادي
الموقع الرسمي للولاية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]