كيف تصبح شاعرا جيدا؟؟
إذا كنت تريد أن تكون شاعرا:
يجب أن تتأكد من توافر صفات معينة فيك:
* الموهبة:
وهي
كما يعرف الجميع شيء لا يشترى ولا يباع ولا يستبدل ! تعرف إنه عندك عندما
يتحرك لسانك أو قلمك بالشعر دون سابق نية لذلك، لا بأن تجلس عامدا أمام
الأوراق بغرض الكتابة.. قد تجلس عامدا فيما بعد، لكن خطوة "اللا إرادية"
الأولى يجب أن تأت أولا، وبها تتأكد أن لديك موهبة تصلح فيما بعد أن تكتب
بها عن سبق نية.
* الذوق الأدبي:
وهو
ببساطة أن تعرف الشعر الجيد من الرديء حين تقرأه، وأن تشعر أن هذه القصيدة
التي تقرأها قد أضافت لك شيئا ما -أي شيء سواء كان متصلا بقدرتك على
الكتابة أو بحياتك أو معان جديدة.. إلخ- عندما قرأتها.. هو شيء نصفه فطري
ونصفه يعتمد على قراءاتك لكل ما تستطيع قراءته من أشكال الشعر، وعندما
تعرف الجيد من الرديء يمكنك الانتقال للمرحلة التالية.
* دوام القراءة للجيد من الشعر:
ربما
تكون أغاني "بهاء الدين محمد" و"مصطفى كامل" و"أيمن بهجت قمر" تحمل في
بعضها معاني وصور وفنيات جميلة، لكن بما أنك تريد أن تكون شاعرا جيدا وليس
مستمعا جيدا للأغاني (دعك طبعا من أن اللحن الموسيقي يخفي كثيرا من عيوب
الشعر المكتوب)، فطريقك الوحيد إذن يمر عبر الكثير من دواوين شعر الفصحى
أو شعر العامية أو كليهما، من الشعر الذي عرفت -عن طريق ذوقك- أنه جيد.
* الدراسة:
لم
يكن أمرؤ القيس ولا عمرو بن كلثوم ولا عبد الرحمن الأبنودي من خريجي دار
العلوم أو آداب اللغة العربية ! فدراسة الشعر لا يشترط أبدا أن تكون
أكاديمية، قد تكفيك بعض القراءات عن النحو والعروض (علم أوزان الشعر) إذا
كنت صاحب موهبة سليمة، أما إن لم تكن كذلك فتذكر جيدا أن "الخليل بن أحمد"
-واضع علم العروض وأحد المؤسسين لعلم النحو- لم يكن شاعرا !!
إذا
فعلت كل هذا -فيما أرى- فيصح إذن أن نسميك "شاعرا".. أما "شاعرا جيدا" أو
"متوسطا" أو غير ذلك فهذا يحدده حجم موهبتك واستفادتك مما درست أو قرأت.
------------
إذا كنت تظن نفسك شاعرا:
..فهذا يعني -كما هو واضح من المقدمة- إنك أنت من أعنيه بالحديث منذ البداية!
* تأكد من موهبتك:
ولهذا
طرق كثيرة منها ما ذكرته من قبل عن موضوع "اللاإرادية" في بداية كتابة
الشعر، فأن لم تكن قد فعلت هذا وما زلت تعتقد إنك شاعر، فانتقل للمرحلة
التالية.
* اعرض شعرك على ذوي ذوق جيد:
ليس
من الضروري أن يكون منهم الدكتور صلاح فضل أو فاروق شوشة مثلا! بل يكفي أن
يكون ذا ذوق جيد، ويمكن أن تفعل هذا في منتديات محترمة أدبيا على الإنترنت.
* اقرأ شعرك بصوت عال:
وهذا
تفعله سواء كنت دارسا للعروض أم لا.. إذا كنت دارسا لها فقطع القصيدة
وزنها ثم أقرأ بصوت عال وإن لم تكن فأقرأ بصوت عال مباشرة، وفي الحالتين
إن شعرت أن لسانك يقف أو يتثاقل وأنت تقرأ فاعرف أن هناك موضعا للخلل،
فاصلحه ثم أعد القراءة، فليس عيبا أن تعدل في القصيدة لأي سبب.. تذكر أن
"زهير بن أبي سلمى" كان يكتب القصيدة فيعمل فيها تعديلا وتصحيحا لمدة عام
كامل ثم يخرجها إلى الناس !
* أعد قراءة القصيدة كأنها لغيرك:
هنا
يأتي دور "الذوق الأدبي" الذي يلزمك كما قلت لتصبح شاعرا، فضع القصيدة
أمامك كأنك لم تقرأها من قبل، واقرأها كما تقرأ قصائد غيرك وحكم فيها ذوقك.
- لاحظ جيدا إني أحاول بقدر الاستطاعة أن أجعل قدرة الشاعر على تقييم نفسه ذاتية أي
أن يفيم نفسه اعتمادا على نفسه، فكما لاحظت أن بعض السطور المتراصة الذي
أسماها صاحبها قصيدة قد لاقت إعجاب البعض فأسموها قصيدة كذلك ! لهذا فإني
أحرص على أن تقيم نفسك بعيدا عن رأي أصحاب الذوق الفاسد !
-
حرصت -بناء على النقطة السابقة- ألا يكترث الشاعر كثيرا بالردود، فإلى
جانب السطور المتراصة وجدت دررا من القصائد لا ذنب لها سوى أن أصحاب الذوق
الفاسد غطوها بالسطور المتراصة.. فغابت تحت الركام عن عيون أصحاب الذوق
السليم! فإن كنت واثقا من نفسك فلا تكترث لهذا.