دمعة على الإسلام

دمعة على الإسلام

...أي عين يجمل بها أن تستقي في محاجرها قطر
واحد من الدمع , فلا تريقها أمام هذا المنظر المؤثر المحزن , منظر أولئك المسلمين
, وهم ركع سجد على أعشاب قير ربما كان بينهم هو خير من ساكنه في حياته , فأخرى أن
يكون كذلك بعد مماته !

جاء
الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين , ويغرس في قلوبهم الشرف و العزة و
الأنفة و الحمية , و ليعتق رقابهم من رق العبودية , فلا يذل صغيرهم كبيرهم ولا
يهاب ضعيفهم قويهم ، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق و العدل . وقد ترك الإسلام
بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر الصالح في نفوس المسلمين في العصور الأولى, فكافرا
ذوي أنفة وعزة , وإباء وغيرة , يضربون على يد الظلم , ويقولون للسلطان إذا جاوز
حده : قف مكانك ولا تغلوا في تقدير مقدار نفسك ,فإنما أنت عبد مخلوق
لا رب معبود, و اعلم أنه لا إله إلا الله .

و الله ,لن يستربح
المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهناءها ، إل
إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد، وإن طلوع الشمس من مغربها،
وانصباب الماء النهر في منبعه، أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده، مادام
المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله، ويقولون للأول كما
يقولون للثاني : ( أنت متصرف في الكائنات ، وأنت سيد الأرضيين والسموات ) .

إن الله أغير على نفسه
أن يسعد أقواما يزدرونه، ويحتقرونه ويتخذونه ورائهم ظهريا؛ فإذا نزلت بهم جائحة ،
أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر قبل أن يذكروه، ونادوا الجذع قبل أن ينادوه .

ياقادة الأمة ورؤساءها
...! عذرنا العامة في إشراكها، وفساد عقائدها، وقلنا : إن العاصي أقصر نضرا، وأضعف
بصيرة من أن تبصروا الإلوهية إلا إذا رآها ماثلة في النصب، والتماثيل، و الأضرحة
والقبور، فما عذركم أنتم وأنتم تتلون كتاب الله، وتقرؤون صفاته ونعوته وتفهمون
معنى قوله تعالى : { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَاواتِ
وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } وقوله
مخاطبا نبيه : {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً
وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ
لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ
نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.

إنكم تقولون في صباحكم و مسائكم وغدوكم
ورواحكم : ( كل خير في إتباع من سلف ، وكل شر في انتداع من خلف ) فهل تعلمون أن
السلف الصالح كانوا يجصصون قبرا، أو يتوسلون بضريح ؟ وهل تعلمون أن واحدا منهم وقف
عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو قبر أحدا من الصحابة وآل بيته يسأله قضاء
حاجة أو تفريج هم ؟

وهل تعلمون أن الرفاعي
و الدسوقي و الجيلاني و البدوي أكرم عند الله وأعظم وسيلة إليه من الأنبياء و
المرسلين , و الصحابة و التابعين .

و هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه و سلم
حينما نهى عن إقامة الصور و التماثيل , نهى عنها عبثا و لعبا, أم مخافة أن تعيد
للمسلمين جاهليتهم الأولى ؟ و أي فرق بين الصور أو التماثيل و بين الأضرحة و القبو
ر مادام كل منها يجري إلى الشرك , ويفسد
عقيدة التو حيد ؟ و الله ما جعلهم شيئا من هذا
ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على
الآخرة , فعاقبكم الله على ذلك بسبب
نعمتكم , و انتقاض أمركم , وسلط عليكم
أعداءكم يسلبون أوطانكم ,
ويستعبدون رقابكم , ويخربون دياركم , و الله شديد العقاب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جزاك الله خيرا وجعله في كيزان حسناتك

مشكووووووووووووووووووووووووور