بسم
الله الرحمان الرحيم
الحمد
لله القائل في محكم تبيانه "{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم
مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ
الْكَبِيرُ }فاطر32 والصلاة
والسلام على من نزل عليه الروح الأمين بكلام رب العالمين وعلى أله وصحبه المكرمين
ومن تبعهم إلى يوم الدين أما بعد:
قال
الله تعالى{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا
هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30
لقد
هجر الناس القرءان الكريم هجرانا متنوعا تلاوة وتعليم وتعلما فهجران التلاوة فمن الأسف
الشديد أن تجد المصاحف في رفوف المساجد عليها الغبار فما من أحد يقرأها ولا ينظر
إليها ولا يتأملها وهجران التعلم تجد معلمي القرءان يشكون قلة الطالبين للقراءة
لهذا الكتاب العظيم
وهجرانه
التحاكم به فليس بالغرابة أن تبحث في كثير
من الأشخاص لا يطبقونه لا بالقول ولا بالعمل
لقد
كان القرءان في حياة الصحابة ومعلمهم محمد صلى الله عليه وسلم الغذاء الأول للروح كانوا يحيون القرآن بالليل
و يعلمونه، في النهار كانوا يتحاكمون به بينهم فنصحي لكل مسلم ومسلمة أن يقدموا
على هذا الكتاب العظيم لأنه حياة الروح وقوة البدن وحسن خلق وهو أحسن العلوم
وأجلها وقربة من الله العزيز الغفار.
لقد
سُئِلت عائشة رضي الله عنها عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت " كان
خلقه القرءان"
وقد
قال الشافعي" تعلم فليس المرء يولد عالما
وليس أخو أعلم كمن هو جاهل"
ختاما
أسأل الله العظيم أن يحق مقالي هذا بالقبول وأن يجعلني أهلا لخدمة كتابه وأن يغفر
لي ويتجاوز عن تقصيري. اللهم إجعل هذا الكتاب حجة لنا لا علينا والحمد لله رب
العالمين.