جنة عدن، وما أدراك ما جنة عدن، دار كرامة أولياء، ومنزل الأبرار منهم. ما بالك يا أخي بدار بناها الله، وبستان غرسه الله، وبنعيم أعده الله لمن أطاعه وما عصاه...
لنعلم أحبابي أن الجنة لها طرق وأعمال تنال بسببها , لكن الجنة ليست ثمنا للعمل, وإنما الأعمال سبب وليست ثمن , لأن الجنة أثمن من الاعمال , فمهما عملنا لا نستطيع أن نكافئ دخول الجنة , ولذلك هناك أسباب نتعرض بها لرحمة الله, فإذا عملنا هذه الأسباب كنا مؤهلين لنيل رحمة الله التي بموجبها ندخل الجنة ..
فما هي الأعمال التي بسببها ننال رحمة الله تعالى وندخل الجنة ؟
1- كلمة التوحيد: عن أنس رضي الله عنه قال ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : (من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة . قال : ألا أبشر الناس ؟ قال : لا إني أخاف أن يتكلوا)
[صحيح البخاري] وقال عليه الصلاة والسلام (من لم يشرك بالله شيئا بعد أن آمن و أقام الصلاة المكتوبة و أدى الزكاة المفروضة و صام رمضان و سمع وأطاع فمات على ذلك وجبت له الجنة)
[صححه الألباني] وعن علي بن أبي طالب قال غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( لن يوافي عبد يوم القيامة ، يقول : لا إله إلا الله ، يبتغي بها وجه الله ، إلا حرم الله عليه النار [صحيح البخاري]
2- طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعمل الصالحات: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (13) سورة النساء
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (124) سورة النساء.
3-التقوى والخوف من الله {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} (54) سورة القمر
{وَسيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (73) سورة الزمر، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (46) سورة الرحمن، وقال صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله)[صححه الألباني].
4-الاستقامة على دين الله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (30) سورة فصلت.
5- من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا: عن أبو سعيد الخدري قال له النبي صلى الله عليه وسلم (يا أبا سعيد ! من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد . فقال : أعدها علي . يا رسول الله ! ففعل ... الحديث) [صحيح مسلم]
وفي روايه أخرى (من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة) [صححه الألباني]
6-حفظ أسماء الله الحسنى: قال صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة) [صحيح البخاري]، لكن ليس الحفظ فقط هو السبب في دخول الجنة ، بل العمل بمقتضى كل اسم من أسماء الله تعالى ، فتحقق معنى كل اسم من أسمائه سبحانه ، عند ذلك يفوز العبد برضى ربه.
7-حب سورة الإخلاص وقرائتها على الدوام: عن أنس رضي الله عنه قال (أن رجلا قال : والله إني لأحب هذه السورة { قل هو الله أحد } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك إياها أدخلك الجنة)
[الألباني - إسناده حسن]، وعن ابي هريرة قال: أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ ( قل هو الله أحد الله الصمد ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وجبت . قلت : ما وجبت ؟ قال : الجنة) [صححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم (من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة) [صححه الألباني]
8-قراءة سورة تبارك: قال صلى الله عليه وسلم (سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية، خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي تبارك) [حسنه الألباني].
9-قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة مكتوبة: قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [صححه الألباني]
10-المحافظة على خصلتين: قال صلى الله عليه وسلم (خصلتان ، أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة ، هما يسير ، ومن يعمل بهما قليل ، يسبح في دبر كل صلاة عشرا ، ويحمد عشرا ، ويكبر عشرا ، فذلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ، ويحمد ثلاثا وثلاثين ، ويسبح ثلاثا وثلاثين ، فذلك مائة باللسان ، وألف في الميزان . فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده ، قالوا : يا رسول الله ، كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل ؟ قال : يأتي أحدكم – يعني الشيطان – في منامه فينومه قبل أن يقوله ، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها) [صححه الألباني].
11- الإكثار من ذكر الله عموما ... سبحان الله والحمد لله ...الخ: عن أبي هريره قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال (يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا لي قال ألا أدلك على غراس خير لك من هذا قال بلى يا رسول الله قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة) [صححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)
[صححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم (ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة - أو قال - على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت : بلى . فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله) [صحيح مسلم].
12-المحافظة على دعاء سيد الاستغفار: قال صلى الله عليه وسلم (سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال : ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة) [صحيح البخاري]
13-من كان آخر كلامه لا اله الا الله: قال صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) [صححه الألباني]
14-إسباغ الوضوء مع ذكر أذكار الوضوء: قال صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد يتوضأ ، فيسبغ الوضوء ، ثم يقول حين يفرغ من وضوئه : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمد عبده و رسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء) [صححه الألباني].
15-الوضوء وصلاة ركعتين بكل خشوع: قال صلى الله عليه وسلم (من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين ، يقبل عليهما بقلبه ، ووجهه ، وجبت له الجنة) [صححه الألباني].