قبل ان يصبح المطلوب رقم واحد من قبل الولايات المتحدة الاميركية في العراق, كان أحمد فضيل نزال الخلايلة المعروف بـ(أبو مصعب الزرقاوي) تلميذاً مجتهداً لا يقل معدله في جميع المواد عن الـ85 في المئة لكنه لم يكمل الثانوية العامة.
ولد أبو مصعب الزرقاوي, الذي ينتسب الى قبيلة "بني حسن", في مدينة الزرقاء سنة 1966 وترعرع في "حي معصوم" الفقير قبل ان ينتقل الى "حي الزرقاء الجديدة" وهناك هجر مدرسته بسبب الفقر ووفاة والده وهو ما زال في مرحلة المراهقة.
علامات التدين بدأت تظهر عند الخلايلة الذي استمد بأسه الشديد من اصله البدوي, في اوائل العشرينات من عمره, فتأثر بما يسمعه عن "الجهاد" في افغانستــــان التي عاد وهاجر اليها مع اصدقاء له سنة 1989 عن طريق ممثل مكتب الخدمات والجهاد في الاردن الشيخ عبدالمجـــــيد المجالي (أبو قتيبة) والذي يتبـــع الى الشـــيخ عبدالله عزام.
بعد عودته من افغانستان التقى الزرقاوي شيخه عصام محمد البرقاوي الملقب بـ(ابو محمد المقدسي) المعتقل حالياً في سجن سواقه (جنوب الاردن), وبعد انتشار مصطلح "الافغان العرب" اعتقل ابو مصعب الزرقاوي من قبل السلطات الاردنية في شكل احترازي, وفي السجن تعرف الزرقاوي في شكل معمق الى المقدسي الذي يعتبر المنظر الاول للفكر السلفي الجهادي في الاردن.
واختير أبي مصعب اختير أميراً للجماعة وهو في السجن بعدما اعتذر المقدسي عن الامارة بعد سنة من ممارستها بحجة التفرغ للبحث والتأليف.
تمكن الزرقاوي خلال قيادته الجماعة داخل السجن, بحسب شهادة زملائه, من إبراز مهارات قيادية وأصبحت تتبلور شخصيته أكثر وأكثر من خلال التعامل مع ادارة السجن وكان يسانده في ذلك المقدسي الذي ذكر في معرض حديث سابق له: "عندما وليته أمر الامارة لم أتخل عنه بل وقفت الى جانبه وتوليت أمر خطابة الجمعة والاعياد وتدريس الشباب ولم أكن أبخل على أبي مصعب بالمشورة والوقوف في صفه في وجه بعض المخالفين له".
غادر الزرقاوي الاردن بعد ستة اشهر من خروجه من السجن سنة 1999 وتوجه الى بيشاور ومنها الى افغانستان وهناك التقى أحد أكثر أمراء الجهاد بأساً وهو جعفر الحيار الملقب بـ"أبو الحارث الحياري", كما التقى أحد مسؤولي الجهاز العسكري في تنظيم القاعدة واسمه محمد مكاوي المصري, ثم سمحت طالبــان لأبي مصــــعب الزرقاوي ان يقيم معسكره الخاص للتدريب وهو المعسكر الذي تكفل اسامة بن لادن بتمويله لاحقاً.
لا أحد يعرف متى وكيف انتقل الزرقاوي الى العراق لكنه كان واضحاً عندما قال في أحد بياناته: "قرآن يهدي وسيف يحمي", وكان ذلك قبل ان يعلن الزرقاوي عن تحالفه مع تنظيم القاعدة, قبل نحو شهرين, ويغير اسم تنظيمه من "التوحيد والجهاد" الى "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين".