جلول عضو جديد
الجنس : المساهمات : 7 العمر : 44 العمل/الترفيه : طالب تاريخ التسجيل : 25/12/2008
| موضوع: إلا الحبيب... يا عباد الصليب_1_ الخميس ديسمبر 25 2008, 17:51 | |
| إخواني وأخواتي الكرام برغم عظم ما قام به تجار البقر من سخرية
واستهزاء بخير البشر وما سبقهم به أهل ملتهم من إهانة لكتاب الله
سبحانه ودستور حياتنا إلا ان هذه الضربات أدت الى استيقاظ المارد
الإسلامي النائم والقلوب الغافلة اللاهية واصبح الجميع صغارا وكبارا
يردد في مشارق الأرض ومغاربها " إلا رسول الله " و كأن لسان حال
الجميع يقول :
ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..
لذلك نصره لنبينا صلى الله عليه وسلم يجب أن نسخر أقلامنا في
الدفاع عنه وإبراز جميع نواحي شخصيته الفذة وحقيقة دوره في
بناء هذه الأمة المحمدية وفي هذا الموضوع ستكون لنا عدة وقفات
نتعرف فيها على جوانب من حياة نبينا صلى الله عليه وسلم نصرة
للحبيب من عباد الصليب ..
الوقفة الأولى " المصطفى "
لقد كان صلى الله عليه وسلم خيار من خيار ، فلقد اصطفى اللـه
سبحانه من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى
من الرسل أولى العزم واصطفى من أولى العزم محمد صلى الله عليه
وسلم وفضله على جميع خلقه ، فهو أفضل الخلق منزلة وأرفع الناس
ذكرا في الدنيا والآخرة ، وأكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وخُلقا وألينهم كفا ،
وأطيبهم ريحا ، وأكملهم عقلا ، وأحسنهم عشرة ، وأعلمهم بالله وأشدهم
له خشية ، وأشجع الناس ، وأكرم الناس ، وأحسنهم قضاء ، وأسمحهم
معاملة ، وأكثرهم اجتهادا في طاعة ربه ، وأصبرهم وأقواهم تحملا ،
وأشدهم حياء ..
لا ينتقم لنفسه ، ولا يغضب لها ، ولكنه إذا انتهكت حرمات الله ، فإنه
ينتقم لله تعالى ، وإذا غضب الله لم يقم لغضبه أحد ..
والقوي والضعيف ، والقريب والبعيد ، والشريف وغيره عنده في الحق
سواء ..
ما عاب طعاما قطا إن اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهه تركه ، ويأكل من الطعام
المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك ..
يقبل الهدية ويكافئ عليها ، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه , ويخدم في مهنة
أهله , ويحلِب شاته , ويخدِم نفسه ..
كان أشد الناس تواضعا ، ويجيب الداعي ، من غني أو فقير ، أو دنيء
أو شريف .
كان يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم ، ولا يحقر فقير
لفقره , ولا يهاب ملكا لملكه , وكان يركب الفرس , والبعير , والحمار ,
والبغلة , ويردف خلفه , ولا يدع أحدا يمشي خلفه .
خاتمه فضة وفصه منه , يلبسه في خنصره الأيمن وربما يلبسه
في الأيسر ..
كان يعصب على بطنه الحجر من الجوع ، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن
الأرض ، ولكنه اختار الآخرة ..
كان يكثر الذكر ، دائم الفكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويُقصر
الخطبة ، ويحب الطيب ولا يرده ، ويكره الروائح الكريهة ..
كان أكثر الناس تبسما ، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه ،
ويمزح ولا يقول إلا حقا ، ولا يجفو أحدا ، ويقبل عذر المعتذر إليه ..
كان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ، ويتنفس في الشرب ثلاثا
خارج الإناء ..
كان يتكلم بجوامع الكلام ، وإذا تَكلم تكلم بكلام بَين فصل ، يحفظه
من جلس إليه ، ويعيد الكلام ثلاثا إذا لم تفهم حتى تفهم عنه ، ولا
يتكلم من غير حاجة ..
وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، فكانت معاتبته تعريضا
وكان يأمر بالرفق ويحث عليه ، وينهي عن العنف ، ويحث على العفو
والصفح ، والحلم ، والأناة ، وحسن الخلق ومكارم الأخلاق ..
كان يحب التيامن في طهوره وتنعله ، وترجله ، وفي شأنه كله ، وكانت
يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى ، وإذا اضطجع اضطجع على جنبه
الأيمن ، ووضع كفه اليمنى تحته خده الأيمن ، وإذا عرس قبيل الصبح
نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه ..
كان مجلسه مجلس :
علم ، وحلم ، وحياء ، وأمانة , وصيانة , وصبر , وسكينة ,
ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تنتهك فيه الحرمات ، يتفاضلون
في مجلسه بالتقوى ، ويتواضعون ، ويوقرون الكبار ، ويرحمون
الصغار ، ويؤثرون المحتاج ، ويخرجون دعاة إلى الخير ..
كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، وكان يمشي مع الأرملة
والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته ، ومر على الصبيان يلعبون
فسلم عليهم ، وكان لا يصافح النساء غير المحارم.
كان يتألف أصحابه ويتفقدهم ، ويُكرم كريم كل قوم ، ويقبل بوجهه
وحديثه على من يحادثه ، حتى على أشر القوم يتألفهم بذلك ، ولم يكن
فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ، ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو
ويصفح ويحلم ، لم يضرب خادما ولا امرأة ولا شيئا قط , إلا أن
يجاهد في سبيل الله تعالى ..
ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما , فإن كان إثما
كان أبعد الناس عنه.
جمع الله سبحانه له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل
وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدا من
العالمين , وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب , ولا معلم له من البشر ، واختاره
الله سبحانه على جميع الأولين والآخرين ، وجعل دينه للجن والناس
أجمعين إلى يوم الدين
الوقفة الثانية " دعوته "
كانت وظيفته صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى التوحيد ، وإنقاذ
الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، ومن ظلمات المعاصي والسيئات
إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات ، ومن الجهل إلى المعرفة والعلم ،
فلا خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرها منه صلى الله عليه وسلم.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة وإماما يقتدى به لقوله
تعالى :
(( لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرا ))
ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تفطرت قدماه وانتفخت وورمت
فقيل له :
أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
" أفلا أكون عبداً شكورا "
وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة ،
وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة ، وربما صلاها عشر ركعات ، وكان
يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله ، وكان يطيل صلاة الليل فربما
صلى ما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة ، فكان ورده من الصلاة
كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة .
وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر ، ويتحرى صيام الاثنين والخميس ،
وكان يصوم شعبان إلا قليلا ، بل كان يصومه كله ، ورغب في صيام ست من
شوال ، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال :
لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم .
وما استكمل شهر غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان ، وكان يصوم يوم
عاشوراء ، وروي عنه صوم تسع ذي الحجة ، وكان يواصل الصيام اليومين
والثلاثة وينهى عن الوصال ، وبين أنه صلى الله عليه وسلم ليس كأمته ، فإنه
يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه ، وهذا على الصحيح :
ما يجد من لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله تعالى ، ولهذا
قال : " يا بلال أرحنا بالصلاة "
وقال : " وجُعِلت قرة عيني في الصلاة "
ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول :
" خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب العمل
إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل"
وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها ، وقد تقال عبادة
النبي صلى الله عليه وسلم نفر من أصحابه صلى الله عليه وسلم وقالوا :
وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال بعضهم :
أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا
وقال بعضهم :
أنا أصوم ولا أفطر
وقال بعضهم :
أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إليهم فقال :
" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟
أما والله إني لأخشاكم الله أتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي
وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"
والمراد بالسنة الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض ، والرغبة عن الشيء
الإعراض عنه إلى غيره.
ومع هذه الأعمال الجليلة فقد كان يقول صلى الله عليه وسلم :
" سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله "
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟
قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل "
وكان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
ويقول : " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك "
وكان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وداوم عليه
ولهذا قال :
" إن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه وإن قل "
وللحديث بقيه
|
|
عبدو 91 مدير المنتدى
الجنس : المساهمات : 14281 العمر : 33 العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي المزاج : الحمد لله تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: إلا الحبيب... يا عباد الصليب_1_ الجمعة ديسمبر 26 2008, 11:10 | |
| بارك الله فيك على الموضوع واصل |
|
ilyes مدير المنتدى
الجنس : المساهمات : 28233 العمر : 34 العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية تاريخ التسجيل : 05/12/2008
| موضوع: رد: إلا الحبيب... يا عباد الصليب_1_ السبت ديسمبر 27 2008, 10:43 | |
| بارك الله فيك اخـــي الكريم علــى الموضوع المميز واصــــل |
|
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: إلا الحبيب... يا عباد الصليب_1_ الثلاثاء ديسمبر 30 2008, 18:29 | |
| بارك الله فيك على الموضوع |
|
lotfi عضو ذهـــبـــي
الجنس : المساهمات : 1001 العمر : 39 العمل/الترفيه : الاعلام الالي تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: إلا الحبيب... يا عباد الصليب_1_ الإثنين فبراير 02 2009, 17:14 | |
| |
|
الحبيب غريسي عضو مـلــكــي
الجنس : المساهمات : 10498 العمر : 42 العمل/الترفيه : معلم المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا تاريخ التسجيل : 18/09/2009
| موضوع: رد: إلا الحبيب... يا عباد الصليب_1_ الأحد مارس 28 2010, 12:49 | |
| جعل الله الموضوع في ميزان حسناتك |
|