من شده حزنه علي اخيه انتحر
< محمد وأحمد > شقيقان صغيران في السن ..كبيران في العقل .. يملكان حاسة فطرية وذكاء كبيرين جعلهما
مثار إعجاب كل من حولهما .
محمد عمره 8 سنوات .. رياضي حصد العديد من الميداليات الذهبية في السباحة ومتفوق في الدراسة لتصبح غرفته
مليئة بشهادات التفوق .
أما < أحمد > الذي يبلغ عمره 3 سنوات .. بدي عليه ملامح البلوغ المبكر يجيد الكتابة في حدود إمكاناته التعليمية
قلد شقيقه < محمد > في كل شئ حتى التصق به تماماً وأصبحا شقيقين وصديقين معا , وعند العودة من المدرسة
شعر < محمد > بوجع في قلبه لكنه تماسك وتجلد , فربما يكون الأمر مجرد إجهاد من شقاوة المدرسة .. الوجع
يزداد وينتقل من مكان لاّخر في جسده .. صرخ الصغير ليقرع الأب وينقله إلى أحد المستشفيات لينزل كلام الطبيب
عليه كالصاعقة : ابنك مصاب بداء السرطان ولابد من التدخل الجراحي العاجل قبل أن يستحفل الأمر .
يصرخ الأب : طفلي رياضي وجسده سليم , ولم تظهر عليه أعراض مرضية مسبقة .
لم تفلح صرخاته من درء الموقف .. دخل الصغير غرفة الجراحة الكبيرة ليجري عدة عمليات جراحية لكن بالفشل
لتبوء روحه الطاهرة في الحال .
واجه الأب المحنة بقلب صابر وراض بقضاء الله وقدره .
لكن < أحمد > كان أشد حزنا وألماً بعد رحيل شقيقة الذي كان يعتبره المثل الأعلى .. شعر بالضيق والألم لكل من
كان حوله .. قاطع أصدقاءه .. فارق ألعابه وجلس يبكي خلف صوره شقيقه, وهو يسأل أباه والبراءة على عينيه :
أين أخي ليضمه أباه على صدره في لحظة حانية وهو غارق في دموعه .
أصيب < أحمد > بحالة من اكتئاب وظل يبكي طوال 3 أيام حزناً على شقيقه .
وفي اليوم الموعود ظل شارداً ينظر لعل أخاه يعود ويلعب معه دون جدوى .
لم يجد المسكين حلاً لوضعه سوى القفز من الدور العاشر إلى الشارع فيصطدم بالرصيف ويتهشم رأسه فتفيض
روحه في الحال .