نـازك الملائـكة
هي الشاعرة العبقرية أميرة الشاعرات العربيات في هذا العصر، التي قادت الثورة في ميدان الأدب العربي، وقامت بانقلاب اجتماعي، فمزقت الحجاب وحطمت قيود التقاليد العقيمة، وحملت المشعل الأدبي تنيره للأجيال، وقدمت للمرأة الخدمات الاجتماعية.
ولدت الشاعرة في بغداد ونشأت في بيئة فاضلة، وهي كريمة الشاعر والمؤلف صادق الملائكة، ووالدتها المرحومة الشاعرة وتكنى بأم نزار، تلقت دراستها في بغداد وتخرجت من دار المعلمين العالية وقدمت لنيل رسالة الدكتوراه في النقد الأدبي من أحد جامعات أمريكا.
انحدرت الشاعرة من أسرة شاعرة، فأبوها صادق الملائكة شاعر ومؤرخ، وأمها أم نزار شاعرة وأشقاؤها الأستاذ عبد الصاحب شاعراً ونزار وأختها إحسان مثل نازك في الأدب والشعر.
أخرجت ديوانها الاول « عاشقة الليل» عام1947 التزمت فيه قواعد« الخليل بن أحمد» ودارت غالبية القصائد فيه عن عواطفها ومآسيها.
وأخرجت ديوانها الثاني« شظايا ورماد» عام1949 وخرج شعرها في ثوب الشعر الحر، الذي استمدت روحه من الأدب الإنكليزي، وامتاز ديوانها الثاني بأثر الثقافة وقلّت فيه العاطفة عن ديوانها الأول. ديوانها الثالث « قرارة الموجة» للطبع.
لقد أحدثت الشاعرة نازك ثورة في الأدب، وهي تمتاز عن الشاعرات المصريات في هذا الانقلاب الأدبي، قرأت دواوين الشعر للأقدمين والمحدثين وخاصة المصريين، وقرأت للشاعر محمود حسن إسماعيل، وقد أعجبت بنسجه وصياغته وهامت في صوفيته وهو الشاعر المفضل لديها. انعكس في شعرها، الوحدة والأسى والظلال والدموع والحزن الصامت، والحس المرهف ودقة الشعور بسبب ما اكتنفها من مآس في حياتها الخاصة، وهي تشير إلى ذلك بقولها:
هو يا ليل فتاة شهد الوادي سراها
قبل الليل عليها فأفاقت مقلتاها
ومضت تستقبل الوادي بألحان أساها
خرجت بشعرها إلى الوجود بهذا اللون الحزين الصامت الغريب، فاستقبلت بالنقد والعداء، فقد خشي الناس من هذا اللون المتشائم ولم يفهموا مأساتها فقالت:
لم أستطع يا نهر كتمان العواطف والشعور
من يمنع السيل القوي من التدفق والمسير
وهي لا تنكر أنها تعبر عن لون التشاؤم في شعرها وتقول:
أعبّر عما تحس حياتي وأرسم إحساس روحي الغريب
أعبّر عن كل حس أعيه
أبـكي الحـياة ولا أنـكر
وتختار المواضيع الاجتماعية التي تتحدث عنها، فتصور فيها أحزانها وما له صلة بمآسيها وآلامها، ولها مقالات كثيرة منها الشعر والمجتمع ومزالق النقد الأدبي، والتكرار في الشعر العربي، وحركة الشعر الحر في العراق وغيرها وهي قوية في أسلوب نقدها الأدبي.