[size=16]الخطيب البغداديأورد
ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان ترجمة الخطيب البغدادي، فقال: "الحافظ
أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي، المعروف
بالخطيب، صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات؛ كان من الحفاظ المتقنين،
والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فانه يدلُّ على
اطلاع عظيم، وصَنَّف قريباً من مائة مُصنف، وفضله أَشْهَرُ مِن أن يوصَف،
وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي، والقاضي أبي الطيب الطبري وغيرهما،
وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ.
وُلِد
في يوم الخميس، لِسِتٍّ بقين من شهر جمادى الآخرة، سنة اثنتين وتسعين
وثلثمائة (ه/ آذار/مارس سنة 1002م) ، وتوفي يوم الاثنين، سابع ذي الحجة،
سنة ثلاث وستين وأربعمائة (ه/ آب/ أغسطس سنة 1071م) ببغداد، رحمه الله
تعالى، وقال السمعاني: توفي في شوال، وسمعت أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي
رحمه الله تعالى كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به كثيراً، وكان
يراجعه في تصانيفه، والعجب أنه كان في وقته حافظ المشرق، وأبو عمر يوسف بن
عبد البر - صاحب كتاب الاستيعاب - حافظ المغرب، وماتا في سنة واحدة"،(..)
فدفنوه إلى جانبه بباب حرب، وكان قد تصدق بجميع ماله، وهو مائتا دينار،
فرَّقها على أرباب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه، وأوصى أن
يُتَصَدَّقَ عنه بجميع ما عليه من الثياب، ووقف جميع كُتُبِهِ على
المسلمين، ولم يكن له عقب، وكان الشيخ أبو إسحاق الشيرازي أحدَ مَن حَمَلَ
جنازتَهُ، وقيل: إنه ولد سنة إحدى وتسعين وثلثمائة، والله أعلم، ورؤيت له
منامات صالحة بعد موته، وكان قد انتهى إليه علم الحديث، وحفظه في وقته".
2الخطيب عند الصفديتوسع
الصفدي بترجمة الخطيب البغدادي في كتابه الوافي بالوفيات، فقال: انتهت
إليه الرياسة في الحفظ والإتقان، والقيام بعلوم الحديث، وحُسن التصنيف،
ولد بقرية من أعمال نهر الملك تعرف بِهَنِيْقِيَاْ، بهاء مفتوحة، ونون
مكسورة، وياء آخر الحروف ساكنة، وقافٍ مكسورة، وبعدها ياء آخر الحروف
مفتوحة، وبعدها ألف مقصورة، كذا وجدته مضبوطاً.
قال أبو الخطاب ابن الجراح يمدح الخطيب:
فاقَ الخطيبُ الورى صِدقاً ومعرفةً
وأعجزَ الناسَ في تصنيفِهِ الكُتُبا
حمى الشريعة من غاوٍ يُدنِّسُها
بوضعه، ونفى التدليسَ والكَذِبا
جلَّى محاسنَ بغداذٍ فأودَعَها
تاريْخَهُ مُخْلِصاً لله مُحْتَسِبا
وقال في الناس بالقسطاس منحرفاً
عن الهوى وأزال الشكَّ والرِّيبا
سَقى ثراكَ أبا بكرٍ على ظَمَأٍ
جونٌ ركامٌ يَسحُّ الواكِفَ السّربا
ونِلتَ فوزاً ورضواناً ومغفرةً
إذا تحقَّقَ وعدُ اللهِ واقترَبا
[/size]