برلين / توصل الباحثون إلى أهمية النوم في تجديد خلايا دماغ الإنسان، وقد جاء هذا من خلال الدراسة التي قاموا بها ونتج عنها أن أدمغة البشر تخزن بعد سبات عميق المعلومات بشكل أفضل.
وتوضح الدراسات الطبية الحديثة أن الإنسان يقضي ثلث عمره في النوم، ولا يعلم إلا القليل عن النوم وفوائده، كما أن الفكرة السائدة بين العلماء تفيد بأن للنوم وظائف وفوائد كثيرة بالنسبة للدماغ.
وبناء على ذلك فإن الدماغ يسمى بالساعة البيولوجية للجسد، حيث أنه يجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل صباح، ويشعرنا بالنعاس في الوقت ذاته من كل مساء إذا ما اعتدنا على ذلك، ومن هنا نستخلص أهمية النوم بالنسبة للإنسان وجسده.
كما أن الإنسان لا ينفرد بوجود هذه الساعة، بل أنها موجودة عند الحيوانات أيضا فمن المعروف أن الصراصير والبوم والخفاش والجرذان تنشط ليلا وتهجع في النهار، بينما الحيوانات الأخرى يكون نشاطها الأعظم أثناء النهار.
لذلك يركز العلماء والأطباء على إجراء بحوث ودراسات عن النوم وأهميته للإنسان ودماغه، وتوصلت الدراسة الألمانية الجديدة أن النوم العميق يساهم بشكل كبير ليس فقط في تجديد خلايا الجسم وخاصة الدماغية منها، بل يساعد أيضا على تخزين الدماغ للأشياء التي عايشها الشخص.
وقد تعرف العلماء الملتفون حول البروفيسور "يان بورن" من جامعة لوبيك شمال ألمانيا إلى العلاقة بين النوم العميق وتخزين المعلومات، وتذكر الدراسة إن الطالب الذي ينام نوما عميقا أثناء التحضير للامتحانات، يستطيع في الوقت المناسب تذكر المعلومات المطلوبة وتخزينها بشكل يسمح له بتكراراها، واستخدامها في الوقت والمكان الصحيحين.
وأشار الباحثون إلى أن المسئول عن تجديد الخلايا الدماغية، هو موجات يطلق عليها اسم "موجات ديلتا" التي تطلق أثناء السبات العميق إشارات إلكترونية إلى الدماغ.
أظهرت الأبحاث أن ازدياد قوة هذه الإشارات كان له في اليوم التالي تأثيرا كبيرا في ذاكرة الأشخاص التجريبيين، وشارك في الدراسة 66 شخصا وقع على عاتقهم ترتيب أعداد معينة حسب طريقة متفق عليها بين القائمين على الدراسة.
حيث أتضح أن هؤلاء الأشخاص استطاعوا التغلب على هذه المهمة الحسابية فقط بعض نوم ثماني ساعات على الأقل، أما الأشخاص الذين قضوا أقل من 8 ساعات في النوم، فقد أخفقوا في حل هذه المسألة رغم سهولتها، كما واجهوا صعوبات كثيرة تتعلق بالذاكرة.