مصطفى العقاد (1935 - 11 نوفمبر 2005) مخرج و منتج و ممثل سينمائي سوري المولد أمريكي الجنسية. ولد في حلب بسوريا ثم غادرها للدراسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة كاليفورنيا، وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته. قتل في تفجيرات فنادق عمان هو مع ابنته عندما كان في الأردن.
شهرته
اشتهر عالميا لإخراجه فيلمي الرسالة و أسد الصحراء (عمر المختار). الأول يحكي قصة بعث الرسالة النبوية على نبي الاسلام محمد بن عبدالله و الهجرة التي قام بها من مكة إلى المدينة و نشأة أول دولة اسلامية، تم انتاجه عام 1976، مع عمل نسختين واحد بالعربية و واحدة بالانغليزية. الفيلم الثاني يحكي قصة المجاهد الليبي عمر المختار، الذي حارب الاستعمار الإيطالي لليبيا في أوئل القرن العشرين، انتج عام 1981. تم انتاج الفيلمين من قبل ليبيا . كما قام بدور البطولة في كلاهما الممثل أنطوني كوين، إلى جانب ممثلين عالمين و عرب آخرين.
انتاجه الفني
عند اخراجه لفيلم الرسالة، استشار العقاد علماء الدين المسلمين لتفادي اظهار مشاهد أو معالجة مواضيع قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. رأى الفيلم كجسر للتواصل بين الشرق و الغرب و خاصة بين العالم الإسلامي و الغرب و لتحسين صورتهم عن الإسلام. ذكر في مقابلة أجريت معه عام 1976: «لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.»
كان العقاد يحضر لعمل فيلم سينمائي عن صلاح الدين، يوازي جودة الأعمال السابقة، والذي كان من المفروض تصوير معظم مشاهده في الأردن. قال عن الفيلم: ...صلاح الدين يمثل الاسلام تماما. الآن، الاسلام يصور كدين إرهابي. حصل الدين كله على عذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين ارهابيين. اذا كان هناك دين ممتلئ بالارهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية. لكننا في الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك. هذه هي رسالتي. ،كان من المفترض ان يجسد شخصية صلاح الدين الفنان العالمي شون كونري رغم شيخوخته، قال فيه العقاد انه مكسب للرأي العام العالمي.
و عن رحلته الفنية قال:
(( الرحلة كانت شاقة ، فلقد ذهبت فقير مادياَ لكنني غني دينياَ و تربوياَ و قومياَ و هذا كان رأسمالي ... و عندما وصلت إلى أمريكا وعرفت المجتمع هناك قدّرت قيمة الأخلاقيات التي ربّاني عليها والدي ، لكنني لا أنكر أني حملت معي بعض مركبات النقص و على مقاعد الدراسة و مع الاختلاط بعدة جنسيات اكتشفت أنه لا ينقصني شئ كوني مسلم و عربي ... و بعد هذا الاكتشاف حدث انقلاب في تفكيري و مركب النقص تحول الى ثقة ، و من هذه النقطة بدأت أنقل الخبرة إلى وطني و صممت أن أقدم لأمتي خلاصة تعبي و تصميمي و ذلك عن طريق الأفلام السينمائية ، و توجهت الى التاريخ ففي يوم من الأيام حكمنا الأندلس و علمنا " الهمج " الأروبيوون ! نحن من علّم الفلك و الطب و اكتشف الأبجدية )) ..
و يتابع :
(( كان طريقي شاقاَ بمعنى الكلمة فلو لم أكن عربياَ لكان الأمر أسهل بكثير فكون اسمي " مصطفى " هذا وحده يشكل صعوبة كبيرة كان بامكاني أن أغيره لأمارس عملي بسهوله لكن كيف أغير اسمي الذي أورثني اياه أبي ؟! ، فلقد كنت و لا أزال متشبثاَ به ... و تابعت عملي باصرار و فرضت على الجميع في هوليوود و خارجها احترام اسمي فلقد كنت أحترم نفسي لذلك فرضت على الآخرين احترامي .... انني أشمئز من بعض العرب الذين يأتون الى أمريكا و يغيرون أسمائهم العربية و يتنكرون للغتهم العربية فقد لتسهيل أعمالهم )) ..
وقال
اليوم نعيش حاضراَ أشبه بالغيبوبة .. و واقعاَ متشرذم فكرياَ و معنوياَ مع اننا من رواد الحضارة ...
(( مشكلتنا دائماَ هي عدم اعترافنا بأخطائنا و دائماَ لدينا " الشمَاعة " التي نعلق علينا أخطائنا ... نحن شعوب عانت من الاستعمار و لا نزال نعاني منه ، فنحن مستعمرون من الداخل لأننا ببساطة لسنا من صناع القرار في أوطاننا ... نحن لا نتعب في أي نوع من أنواع التصويت فالقرار مأخوذ عوضاَ عنا ... هذا يعني أننا نخضع لعملية " تقليص " لعقولنا ... و ازاحة عملية التفكير عنها! .... انظري الى الكثافة السكانية في بلادنا العربية و لا نزال لا نقوى على ردع إسرائيل الضئيلة من ممارسة طغيانها ... فقط الآن بدأت عملية البحث عن سبب لهذا التخاذل بعد ما جرى مؤخرأ ... ربما يحصل تغيير الأن أو لاحقاَ ، فللحضارة دورات و ربما تعود الكرة الى ملعبنا من يدري )) ...
وقال
(( أقول أن ثقتي بالإنسان العربي كبيرة و هذا من واقع خبرتي الشخصية فلقد أتيت من بيئة فقيرة وا ستطعت أن أحقق أهدافي بعد مثابرة عنيفة ... و أتمنى من كل عربي و مسلم أن يتمسك بأخلاقياته لأن الغرب ليس أفضل منا بشئ و أتمنى أن نتخلص من مركبات النقص المتفشية في مجتمعاتنا..
.
وفاته
قتل العقاد في 11 نوفمبر 2005 في تفجيرات فنادق عمان بالأردن مع ابنته ضمن ضحايا الانفجار الذي حصل في فندق غراند حياة - عمان. كانا قد حضرا إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء. حصل الانفجار، الناتج عن عملية انتحارية، لحظة وجود العقاد في بهو الفندق واستقباله لإبنته القادمة للتو من السفر، توفت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثرا بجراحه.
كان العقاد يحضر لعمل فيلم سينمائي عن صلاح الدين، يوازي جودة الأعمال السابقة، والذي كان من المفروض تصوير معظم مشاهده في الأردن. قال عن الفيلم: ...صلاح الدين يمثل الاسلام تماما. الآن، الاسلام يصور كدين إرهابي. حصل الدين كله على عذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين ارهابيين. اذا كان هناك دين ممتلئ بالارهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية. لكننا في الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك. هذه هي رسالتي. ،كان من المفترض ان يجسد شخصية صلاح الدين الفنان العالمي شون كونري رغم شيخوخته، قال فيه العقاد انه مكسب للرأي العام العالمي.