بوتفليقة أمام وزراء ''الأوبيب'': ''أرجو أن تقرّروا·· وأرجو أن تنفذوا ''

دعا أمس أعضاء منظمة الدول المنتجة للنفط خلال افتتاح مؤتمرهم الاستثنائي الـ 151 بفندق الشيراطون بوهران إلى مواجهة التحدي الذي فرضته تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على السوق الدولية للبترول، خاصة في الشهرين الأخيرين بعدما تدحرجت الأسعار إلى حدود 50 بالمئة من قيمتها السابقة·وفي محاولة من الرئيس بوتفليقة استباق حالات التشاطر المحتمل وقوعها مستقبلا بين الدول المنتجة للنفط المنتمية لمنظمة ''الأوبيب ''بسبب الإفرازات المستمرة لهذه الأزمة، طلب من جميع ممثليها المشاركين في مؤتمر وهران أمس بعدم الاكتفاء بالقرارات فقط، بل بالذهاب إلى خطط عملية، واضطر في نهاية خطابه إلى الخروج عن النص الرسمي، فختم تدخله بعبارة ''أرجوا أن تقرّروا·· وأرجوأن تنفذوا''·
اعتبر الرئيس بوتفليقة أن الأزمة المالية والاقتصادية القائمة في الوقت الراهن أزمة غير مسبوقة من حيث الخطورة التي تصاحبها، وتبقى تهدد بشكل مباشر بحدوث فتور في النشاط الاقتصادي العالمي، وبالتحديد في أسعار النفط في الأسواق الدولية، وما ينتج عنها من ركود يؤثر سلبا على إيرادات العديد من البلدان، ومنها الجزائر التي تعدّ من أكثر البلدان اعتمادا على هذه الطاقة·

وقال الرئيس أمام الحاضرين في قاعة الاجتماعات بفندق الشيراطون بولاية وهران بعد إبرازه لمخاطر هذه الأزمة الاقتصادية العالمية '' إنني اليوم أثمن القرار الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للنفط يوم 24 أكتوبر الماضي، والقاضي بتعديل العرض النفطي من أجل تثبيت استقرار السوق''

وجاء في خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن أحد الأسباب الرئيسية التي كانت وراء نشوب الأزمة الحالية بالسوق الدولية للنفط إنما يرجع لعامل المضاربة، ''التي زادت الأسواق تذبذبا ودفعت بأسعار النفط إلى مستويات لا تعكس العوامل الأساسية لتوازن العرض والطلب·'' مؤكدا أن مصدر الأزمة الاقتصادية الحالية هو '' أولا وقبل كل شيء أزمة مالية سببها النموذج الاقتصادي المهيمن···· وأنها ليست أزمة طاقة ''، مبرزا في نفس السياق الجهود الكبيرة التي بذلتها منظمة الأوبيب في سبيل تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي ''مثلما حدث عندما توقف الإنتاج في خليج المكسيك بسبب الأعاصير المدمرة''، حيث قرّرت جميع البلدان المنتمية للمنظمة المذكورة استعدادها لتلبية أي طلب إضافي بهدف تجاوز تلك الأزمة المفاجئة·

وفي صعيد آخر عاد رئيس الجمهورية للتذكير بالدور التاريخي الذي لعبته الدولة الجزائرية في منتصف السبعينات عندما نشبت الصدمة النفطية الأولى، حيث ''بادرت إلى دعوة جميع ملوك ورؤساء العالم والدول الأعضاء إلى أول قمة في مارس 1975 بالجزائر''، وقد تمخض عن هذه القمة قاعدة اقتصادية -حسب الرئيس بوتفليقة- ساهمت في الدفاع عن مصالح جميع البلدان المصدرة لمادة النفط، بعدما قرّر المجتمعون وقتها المبدأ الراسخ حول ''السيادة الكاملة غير المنقوصة للبلدان المنتجة على استغلال مواردها من المحروقات''·

وفي سياق إبراز دور الجزائر المتكرّر في المساهمة في المحافظة على استقرار سوق النفط الدولية ذكر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بأن الجزائر التي تتولى رئاسة ندوة منظمة الدول المصدرة للنفط، هي التي دعت إلى اجتماع طارئ بهدف ''اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدّي لانهيار الأسعار''، مؤكدا في نفس الإطار أن الاستعداد الذي عبّر عنه أعضاء منظمة الأوبيب بعد نشوب الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال خفض سقف الإنتاج بمعدل 1.5 مليون برميل يوميا من شأنه أن يحول دون تهاوي الأسعار·

ووجد الرئيس بوتفليقة في فرصة انعقاد هذا المؤتمر الاقتصادي الاستثنائي الطارئ لأعضاء منظمة الأوبيب بعاصمة الغرب الجزائري الفرصة المناسبة إلى توجيه دعوة لجميع أعضائها بضرورة اتخاذ قرارات صائبة تقابلها ''إجراءات صائبة وعادلة من قبل البلدان المصنعة الكبرى، حتى يتسنى لها تجديد العهد مع المسار الأمثل لنمو اقتصادي تطبعه الديمومة، ويتقاسمه الجميع ''·

بارك الله فيك اختي الكريمة

شكرا لك على الموضوع

تشكر على الموضوع الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]