في المرة القادمة التي تذهب فيها لشراء الفواكه والخضار، أنسى الحجم وركز على اللون، يعتبر الكثيرون الحجم أهم من أي شيء، لذلك قد لا تغريهم حبات التوت الداكنة الصغيرة، ونقول لهم، في دراسة جديدة عن فوائد الفواكه، وجد الباحثون بأن التوت، والمشمش يحاربان أعراض الشيخوخة المبكرة، كما يساهمان في حماية الأعضاء الداخلية للجسم، وتأخير أعراض أمراض مزمنة مثل الأزهايمر، والخرف.
يعتبر التوت والثمار الملونة الأخرى بشكل عام غنية بالبوليفنول وهو نوع من مضادات التأكسد الذي يعمل على شكل حاجز لحماية حتى أصغر الخلايا ضد الإصابة بالإجهاد الطبيعي الناجم عن الظروف المحيطة و/ أو الشيخوخة. وهذه المواد الكيماوية المفيدة، والتي توجد أيضاً في الشاي الأخضر، و زيت الزيتون، والشوكولا، والرمان تحافظ على الخلايا حيوية، ونشيطة.
ويعمل البوليفنول على تزويد النباتات بألوانها، لذلك فأن استهلاك مجموعات متنوعة من الخضار والفواكه الملونة سوف تزود جسمك بمجموعة متنوعة أيضاً من مانعات التأكسد. ضم إلى قائمتك التوت الأزرق، والفراولة، والمشمش، والكريب فروت البنفسجي، والرمان. وتذكر، يجب أن تبدو سلتك كما قوس قزح، غنية بالألوان الجذابة.
يقول جيمس جوزيف، أخصائي تغذية، ومدير مختبر علم الأعصاب في مركز بحوث التغذية الإنساني في جامعة تافتس، "بعض الناس قَد لا يدركون بأن الحمية الملوّنة في الحقيقة هي حمية لقلب صحي"، ويضيف، "تحمي مانعات التأكسد الشرايين عن طريق الحفاظ على مرونتها، وقوتها. فالشرايين الصحية لا تعني فقط نظام وعائي صحّي فقط، ولكن مادة دماغية صحّية أيضاً. فما هو جيد لقلبك، هو حتماً جيد لدماغك أيضاً".
ويضيف جوزيف، "ولكن إدخال الألوان إلى وجباتك اليومية لا يعني بأنك ستحصل على النتائج المذهلة فوراً، يجب أن يرافق الغذاء الصحي، تغيرات في النمط المعيشي، مثل الاهتمام بالرياضة، وبالتمارين العقلية والذهنية، والتخلي عن العادات السيئة، مثل قلة النوم، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول."
وتؤثر التمارين على الدماغ بطريقة تشبه تأثير البوليفنول. يقول الباحثون من معهد ماكنايت لأبحاث الدماغ في جامعة فلوريدا، أظهرت الفئران التي تقوم بالدوران داخل العجلات في أقفاصها تأخراً في ظهور علامات الشيخوخة في دماغها مقارنة مع الفئران الخاملة، وظهرت استنتاجات مماثلة عندما تم مقارنة عينتان من الأشخاص الكبار في السن الذين قاموا بتمارين رياضية، وهؤلاء الذين لم يقوموا بأي نشاط.
وهذا يضع التمارين الذهنية في المركز الأخير من حيث أهميتها، بعد الغذاء، والتمارين الرياضية، حيث أظهرت الأبحاث أن القيام بنشاط ذهني مثل حل الكلمات المتقاطعة، والألغاز، والقراءة تساهم بفعالية في منع الإصابة بمرض الازهايمر.
إن المعرفة هي نصف الفوز، وبما أنك الآن صرت تعرف بأن الغذاء، والرياضة البدنية، والرياضة الذهنية أسلحة ذات فعالية قصوى في محاربة الشيخوخة فأنت في الواقع تعرف الكثير، والآن إلى التطبيق.