لولي عضو مـجـتـهـد
الجنس : المساهمات : 440 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : مليحة تاريخ التسجيل : 09/12/2008
| موضوع: من هدي الحبيب الثلاثاء ديسمبر 16 2008, 13:04 | |
| بســــــــــم الله الرحمــــــــن الرحيــــــــم
من هدي الحبيب
عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: “كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، وفي رواية: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، وأعلم أن ما اخطأَك لم يكن ليصيبك، وما اصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسرِ يسرا).
وصية جامعة
أروع وأحكم ما يقال في إصلاح العقيدة، فهو يضع الزمام في يدك أنت، ويرشدك إلى أن المفتاح إلى حفظ الله هو أن تحفظ الله، فالجزاء من جنس العمل، وكل ما يرد عليك من خارج نفسك إنما سببه ومنشؤه من داخل نفسك، لا تتهم غيرك فيما يحدث لك، ولا
تحاسب إلا نفسك عما يصيبك، لا تتهم الأقدار، ولا تبحث لنفسك عن أعذار، لتريحها من المسؤولية عما يجري لك، لأنك المسؤول عن كل ما يجري، فالزمام إليك، وإن أردت دفعا لشرور تأتيك من الخارج فابدأ من نفسك، واحفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،
احفظ الله تجده أمامك، وصية جامعة ترشد المؤمن إلى أن يراعي حقوق الله تعالى، ويلتزم بأوامره، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له، لأن القانون الرباني الخالد مجازاة كل أحد من جنس ما يعمل، واقرأ إن
شئت قوله تعالى: “وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم”، ونظيره قوله عز وجل: “فاذكروني أذكركم”، إذا ذكرت الله ذكرك الله وأثابك، ورحمك، ونظر إليك، وهو الجليل الباقي، وكذلك إذا حفظت الله حفظك، والعكس بالعكس.
احفظ الله بأن تحفظ حدوده، وأن تحفظ أوامره، وأن تحفظ نواهيه، فلا يتصور أن تطلب حفظ الله لك، وأنت تجاوز حدود ربك، ولا تعطي أوامره حقها، ولا تجتنب نواهيه، احفظ الله في كل أمر أمرك به بأن تفعله، واحفظ الله في كل نهي نهاك عنه بأن تنتهي عنه، واحفظ حدود الله فلا تتعداها، يجلب لك كل ذلك حفظ ربك.
أنواع الحفظ
إذا حفظ العبد توحيده، وراعى حقوق ربه، فعندئذ يحفظه الله في دينه، وفي دنياه، ولذلك فحفظ الله للعبد يقع على أنواع:
الأول: حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه، فيحفظه في بدنه، فتكون الطاعة والعبادة سببا للصحة والعافية والحفظ من الله تعالى، ويكون التفريط في الطاعات والعبادات سببا للوهن في الروح والجسد، فالصلاة تجلب
للبدن القوة والنشاط، والصيام يجلب لك الصحة، يقول سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: “اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا”، فجعل الغزو سببا لمنحة من منح الله وهي الغنيمة، وجعل الصيام سببا للصحة، وجعل السفر لمن ضاقت به سبل
المعيشة سببا للغنى، ويحفظ الله العبد الذي يحفظه في ماله وفي أهله، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته، كما قال تعالى: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله”، أي بأمر الله، وهو نفس ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه
وسلم كل صباح ومساء: “اللهم إني أسألك العفو والعافية، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.
الثاني: حفظ الله للعبد في دينه من الشهوات والشبهات، فيحميه من مضلات الفتن، وأمواج الشهوات، فمن حفظ الله ووفى فرائضه كان ذلك قوة لقلبه، وإعانة على طاعة ربه، ولا يجد الشيطان إلى قلبه سبيلا لأنه صار في حفظ الله، فلا تؤثر فيه وساوس
الشيطان، وتتباعد عنه الشبهات، ولا يجد الشيطان طريقا إلى جره إلى الشهوات، بعد أن انضبط القلب على الطاعات والعبادات فكان حفظه لله عز وجل سببا لحفظ الله لدينه من الشبهات والشهوات، واستحضر إن شئت حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه السلام، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له: “كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين”.
الثالث: حفظ الله العبد في فتنة الممات: وتستمر هذه الرعاية للعبد الذي يحفظ ربه حتى يلقاه مؤمنا موحدا حين يجيئه ملك الموت وأوشك أن يغادر الدنيا تأتيه البشارة ببركة استقامته في حياته: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائِكَةُ ألَّا تَخَافُوا
وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بالجنة الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ”، فيحبون لقاء الله ويحب الله لقاءهم، فعن عبادة بن الصامت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه”، وقالت عائشة رضي الله عنها أو بعض
أزواجه: “إنا لنكره الموت”، قال: “ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه، كره لقاء الله وكره الله لقاءه”.
وأعظم هذه الأمور حفظ الله تعالى دين العبد، بأن يسلّمه من الزيغ والضلال، والانحراف، لأن الإنسان كلما حرص على حفظ توحيده، وسلامة عقيدته من البدع والخرافات والضلالات، حفظ الله عليه عقيدته وتوحيده، وكلما التزم الهداية زاده الله هدى، قال
تعالى: “وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ”، وكلما ضل الإنسان، والعياذ بالله، فإنه يزداد ضلالاً، ولهذا قال الله تعالى عن المنافقين: “فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه
وسلم: “إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: “كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.
قانون رباني
“احفظ الله يحفظك” قانون رباني يسري على الحافظ والمضيع، فمن حافظ على سلامة توحيده من الشبهات والانحرافات، وقام بحقوق الله عليه، فإن الله يحفظه بحفظ جميع
مصالحه في الدنيا والآخرة، ومن أراد أن يتولى الله حفظه في أموره كلها فليراعِ حقوق الله عليه، وأعظمها حق توحيده، وإفراده بالعبادة، والعمل بشريعته، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
من حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره، وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وقوته وعقله، ولقد ذكر ابن كثير أن أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري
الشافعي، قد جاوز المائة سنة وهو يتمتع بقوته وعقله، فوثب يوماً وثبة شديدة، فعوتب في ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
ويحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته، في ذريته، بدليل قوله تعالى: “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع
عَّلَيْهِ صَبْراً”، قال ابن عباس: “حفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاحاً”، وكان سعيد بن المسيب يقول لولده: “لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك”، ثم يتلو قوله تعالى: “وكان أبوهما صالحا”، فعرف أن كثرة صلاته وزيادتها تحفظاته في ابنه، وتحفظان له ابنه.
والعكس بالعكس فمن ضيع حدود الله واتبع الشبهات أو غرق في الشهوات، ولم يحفظ الله، لم يحفظه الله، وكان عرضة لعقاب الله وسخطه، ودخل عليه الضرر والأذى، وربما أصابه ذلك ممن كان يرجو نفعه من أهله وماله، كما نقل عن الفضيل بن عياض أنه قال: “إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي”.
فاحفظ الله، يحفظك، واملأ قلبك بالرجاء فيه، واقطع رجاك ممن عداه، فالأمر أمره، والخلق خلقه، والقدر قدره، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا قابض لما بسط، ولا باسط لما قبض، ولا إله إلا هو، الحافظ لعباده الصالحين، وهو “خير حافظاً وهو أرحم الراحمين”. |
|
ilyes مدير المنتدى
الجنس : المساهمات : 28233 العمر : 34 العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية تاريخ التسجيل : 05/12/2008
| موضوع: رد: من هدي الحبيب الثلاثاء ديسمبر 16 2008, 15:54 | |
| جزاك الله خيرا على الموضوع |
|
nabil عـضـو نـشـيـط
الجنس : المساهمات : 72 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: رد: من هدي الحبيب السبت ديسمبر 20 2008, 20:05 | |
| |
|
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: من هدي الحبيب الثلاثاء ديسمبر 30 2008, 18:14 | |
| بارك الله فيك على الموضوع |
|
salah74 مشرف منتديات الاخبار وقضايا الامة والنصرة
الجنس : المساهمات : 3504 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: من هدي الحبيب الثلاثاء ديسمبر 30 2008, 18:17 | |
| بارك الله فيك على الموضوع |
|
lotfi عضو ذهـــبـــي
الجنس : المساهمات : 1001 العمر : 39 العمل/الترفيه : الاعلام الالي تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: من هدي الحبيب الإثنين فبراير 02 2009, 17:06 | |
| |
|
الحبيب غريسي عضو مـلــكــي
الجنس : المساهمات : 10498 العمر : 42 العمل/الترفيه : معلم المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا تاريخ التسجيل : 18/09/2009
| موضوع: رد: من هدي الحبيب الأحد مارس 28 2010, 12:47 | |
| جزاك الله خير الجزاء أخي لولي
نتمنى عودتك
|
|
عبدو 91 مدير المنتدى
الجنس : المساهمات : 14281 العمر : 33 العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي المزاج : الحمد لله تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: من هدي الحبيب الإثنين مارس 29 2010, 21:52 | |
| |
|