فتاوى منوعة حول كذبة أفريل
| فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين |
الكذب لا يجوز مازحًا ولا جادًا لأنه من الأخلاق الذميمة التي لا يتصف بها إلا أهل النفاق، ومن المؤسف أننا نسمع كثيرًا من بعض الناس أنهم يقسّمون الكذب إلى قسمين كذبٍ أبيض وكذبٍ أسود فإذا ترتب على الكذب ضررٌ بأكل مالٍ أو اعتداءٍ أو ما أشبه ذلك فهو عندهم كذبٌ أسود وإذا لم يتضمن ذلك فهو عندهم كذبٌ أبيض وهذا تقسيمٌ باطل فالكذب كله أسود ولكن يزداد سوادًا كلما ترتب عليه ضررًا أعظم، وبهذه المناسبة أُحذر أخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من "كذبة إبريل"وأظن أنه قريبٌ هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الكفر ثم إن هي مع كونها كذبٌ والكذب محرم شرعاً وكونها تشبهاً بغير المسلمين والتشبه بغير المسلمين محرم وقد قال النبي ﷺ : "من تشبه بقومٍ فهو منهم"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إسناده جيد وأقل أحواله التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم هي مع تضمنها لهذين المحظورين هي أيضاً إذلالٌ للمسلم أمام عدوه لأن من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ويرى أنه أقدم منه يرى أنه أقدم منه ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلاً وتبعاً للكفار، المحظور الرابع أن غالبها أي غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلاً للمال بالباطل أو ترويعاً للمسلم فإنه ربما يكذب فيُكلم أهل البيت ويقول إن فلاناً يقول ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخوا غداءً كثيرًا ولحماً وما أشبه ذلك أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم كأن يقول قيمكم دعسته سيارة وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال. فعلى المسلم أن يتقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأن يكون عزيزاً بدينه فخورًا به معجباً به لأجل أن يهابه أعداء المسلمين ويحترموه، وأنا ضامن لكل من اعتز بدين الله أن يكون عزيزًا أمام الناس ولكل من ذل أمام أعدائه أن يكون أذل وأذل عند الله وعند أعدائه فلا تظن أيها المسلم أن متابعتك للكفار وأخذك أخلاقهم لا تظن أن ذلك يعزك في نفوسهم بل إنه يذلك غاية الذل وأنت تعلم ذلك أنت الآن لو أن أحداً اقتدى بك في أفعالك لرأيت لنفسك فخراً عليه ورأيت أنه ذل أمامك حيث كان مقلداً لك وهذا أمرٌ معلوم معروف بطبيعة البشر وكلما رأى أعداؤنا أننا أقوياء وأعزاء بديننا وأننا لا نبالي بهم ولا نعاملهم إلا بما يقتضيه شريعة الله التي هي شريعة كل العالم بعد بعثة الرسول ﷺ ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف:158]، وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار"، فإذا كان هذا في أهل الكتاب وهم أهل كتاب فما بالك بغيرهم من الكفار كل من سمع بمحمدٍ ﷺ ولم يتبعه فإنه من أهل النار فإذا كان كذلك فما بالنا نحن المسلمين نذل أنفسنا ونتبع غيرنا وكلنا يعلم ما جرى في محاورة هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان وهو كافر حينما تحرز أبو سفيان أن يكذب في حق النبي ﷺ خوفاً من أن تؤخذ عليه هذه الكذبة مع أنه يود أن يكذب في ضد صالح الرسول ﷺ فإذا كان هذا كافرًا فما بالك أيها المؤمن تكذب. والله الموفق.
| فتوى فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد؛ فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أمر بالصدق في كتابه وأمر بلزوم أهله .فقال جَلَّ وَعَلَا:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ ]التوبة: 119[. والنبي ﷺ نهى عن الكذب وجعله من الكبائر. فقال ﷺ: "إياكم والكذب، فإنَ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجور، وَمَا يزال الرَّجل يَكْذِبُ ويتحرَّى الْكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عند اللَّه كذابًا". وإذا كان الأمر كذلك فالواجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه ويلزم أمر ربه، ويطيع رسوله ﷺ ويحذر كل الحذر من الكذب، فإن الكذب محرم بجميع أشكاله وألوانه، ويشتد ويزداد حرمة إذا كان لإضحاك الناس . وهذا الذي نعلمه عن هذا الأمر الذي سئل عنه واشتهر بين المسلمين وفي الآونة الأخيرة وللأسف إنما مصدره اليهود والنصارى وبلاد الغرب والشرق من هؤلاء جميعا فإنهم يكذبون هذه الكذبة ليضحكوا بها أو ليذكروا بها ويشتهروا بها ويدونوا في عالم الشهرة . أما نحن معشر المسلمين فإن النبي ﷺ قال: "ويل للرجل يكذب الكذبة ليضحك بها الناس ويل له ثم ويل له". فالواجب علينا جميعا أن نحذر هذا وهذا الباب الذي سئل عنه وهو باب "كذبة إبريل" محرمة من ناحيتين: الناحية الأولى: أنها كذب، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد حرّم الكذب وقد سمعنا جميعا قول النبي ﷺ "إياكم والكذب، فإنَ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجور، وَمَا يزال الرَّجل يَكْذِبُ ويتحرَّى الْكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عند اللَّه كذابًا"، فهذه ناحية..
والناحية الثانية: التي تشتد بها وبسببها حرمة هذا الكذب إضافة إلى حرمته الأصلية وهي كون هذا الأمر تشبها بالكفار، فإن هؤلاء الكفار يكذبون ويفعلون ويفعلون وربما أتوا بالكذبة الكبيرة والطامة العظيمة التي تذاع وتشاع خصوصا في وسائل الإعلام اليوم فتشرق وتغرب ويحصل فيها الفزع الكثير ثم بعد ذلك يتبين أنها لا أصل لها.
فهكذا إذا كذب المسلم كذبة يروع فيها أخاه المسلم ويستثير خوفه ويشتد بسبب ذلك ذعره وربما يصيبه بمرض حينما يقول له مثلا مات فلان ممن يعز كأب أو أخ أو ابن أو بنت أو يقول مثلا سُرق بيتك أو احترق بيتك أو نحو ذلك من الأمور العظيمة ربما يختلط بسببها الإنسان يزول لبه وعقله، وربما مرض ففي ذمة من؟ هذا الذي يحصل إنما هو في ذمة هذا الكذاب. فهذه الكذبة من هذا الباب أيضا أشد حرمة وذلك لما فيها من الشر العظيم ولما فيها من مشابهة الكفار في هذا الجانب. فالواجب على المسلمين أن يحذروا ذلك أشد الحذر وأن لا يقتدوا بأعداء الله الكفرة. فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أمرهم بأن يكونوا مع الصادقين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ ]التوبة: 119ﷺ: "المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده". وإذا كان الإنسان يكذب الكذبة فيروع بها الناس هذا ما سلم المسلمون من لسانه . أسأل الله أن يرزقنا جميعا الفقه في الدين والبصيرة فيه والإتباع لرسول الله ﷺ والحذر كل الحذر من مشابهة الكفرة من غربيين وشرقيين وإتباع سنن اليهود والنصارى وهذا قد أخبر عنه النبي ﷺ فليس بمستغرب أن يقع في أمة الإسلام أنهم يقتدون باليهود والنصارى حذو القذة بالقذة ويمشون وراءهم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلناه.
فأسأل الله أن يرزقنا جميعا اتباع رسوله والحذر مما يسخط ربنا تَبَارَكَ وَتَعَالَى وذلك بالبعد عن مثل هذه الأشياء والتشبه بأعداء الله الكفرة ولزوم طريق الإسلام الصحيح ونهج صراط الله المستقيم إنه جواد كريم .وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
[color=green]| فتوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان |
هذه مستوردة من جملة العادات الباطلة وليست من أعمال المسلمين، والكذب لا يجوز لا في إبريل ولا في غيره، الكذب حرام، الكذب على الله، الكذب على رسوله، الكذب على الناس، حرام، كبيرة من كبائر الذنوب، الله حرم الكذب ونهى عنه وتوعد الكاذبين، فلا يجوز الكذب في أي وقت.