السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قررت أن اقدم سلسله مواضيع تعريفه عن صحابة النبي المصطفى عليه افضل الصلاة
والتسليم
وجميعنا يعرف مكانة الصحابة في إحياء هذا الدين وعند الرسول صلى الله عليه وسلم وعند المولى عز وجل
وورد ذكرهم عليهم رضوان الله في كثير من الاحاديث والآيات :
قال الله تعالى (( لَقَد رَضِي الْلَّه عَن الْمُؤْمِنِيْن إِذ يُبَايِعُوْنَك تَحْت الْشَّجَرَة فَعَلِم مَا فِي قُلُوْبِهِم فَأَنْزَل الْسَّكِينَة عَلَيْهِم وَأَثَابَهُم فَتْحا قَرِيْبَا ))
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ((لَا تَسُبُّوْا صَحَابَتِي فَانَّكُم لَو انْفَقْتُم مِلْء جَبَل احُد ذَهَبا لِمَا ادْرَكْتُم نَصِيْف احَدُهُم ))
وسوف أبدأ بأول من صدق رسالة محمد عليه الصلاة والسلام
وهو أبو بكر الصديق
هُو عَبْد الْلَّه بْن عُثْمَان بْن عَامِر بْن عَمْرِو بْن كَعْب بْن سَعْد بْن تَيْم بْن مُرَّة بْن كَعْب بْن لُؤَي الْقُرَشِي الْتَّيْمِي. يَلْتَقِي مَع رَسُوْل الْلَّه فِي مُرَّة بْن كَعْب.
وَلَد أَبُو بَكْر سَنَة 573 م بَعْد عام الْفِيِل بِثَلَاث سِنِيْن تَقْرَيْبَا،
وَأُمَّه أُم الْخَيْر سَلْمَى بِنْت صَخْر وَهِي ابْنَة عَم أَبِي قُحَافَة.
أَسْلَم أَبُو بَكْر ثُم أَسْلَمَت أُمُّه بَعْدِه، وَصَحْب رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
لقب عليه رضوان الله بالعتيق لعتقه من النار فقد ورد عن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ((أبو بكر عتيق اللّه من النار" فمن يومئذ سمي "عتيقاً))
وأيضا لقب بالصديق فقد قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : ((إن اللّه تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدِّيقاً ))
وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولازم الصدق فلم تقع منه هِنات ولا كذبة في حال من الأحوال.
وعن عائشة أنها قالت: ((لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدِّث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به. فقال أبو بكر: إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق)).
وكان رضي اللّه عنه صديقاً لرسول اللّه قبل البعث وهو أصغر منه سناً بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته فلما أسلم آزر النبي صلى اللّه عليه وسلم في نصر دين اللّه تعالى بنفسه وماله.
كان سيداً من سادة قريش وغنياً من كبار أغنيائهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملّة النبي إبراهيم عليه السلام, وهو والد عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وسانده بكل ما يملك في دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة
منهم خمسة من المبشرين بالجنه ((عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد اللّه )) وهو ايضا من العشرة المبشرين بالجنة
وهو أول الخلفاء الراشدين وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر. وكان تاجراً ذا ثروة طائلة، حسن المجالسة، عالماً بتعبير الرؤيا، وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان. ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام .
وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. فمن ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما دخل دار الأرقم ليعبد اللّه ومن معه من أصحابه سراً ألح أبو بكر رضي اللّه عنه في الظهور،
فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر إنا قليل. فلم يزل به حتى خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي اللّه عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس ودعا إلى رسول اللّه، فهو أول خطيب دعا إلى اللّه تعالى
فثار المشركون على أبي بكر رضي اللّه عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً شديداً. ووُطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضرباً شديداً. وصار عُتْبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه،
فجاءت بنو تيم يتعادَون فأجْلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكُّون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: واللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار،
ثم تكلم وقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟
فعذلوه فصار يكرر ذلك
فقالت أمه: واللّه ما لي علم بصاحبك.
فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه وخرجت إليها وسألتها عن محمد بن عبد اللّه،
فقالت: لا أعرف محمداً ولا أبا بكر ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟
قالت: نعم. فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعاً
فصاحت وقالت: إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وإني لأرجو أن ينتقم اللّه منهم،
فقال لها أبو بكر رضي اللّه عنه: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقالت: هذه أمك،
قال: فلا عَيْنَ عليك منها أي أنها لا تفشي سرك.
قالت: سالم هو في دار الأرقم.
فقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
قالت أمه: فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ حتى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرقَّ له رقة شديدة وأكب عليه يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي، وهذه أمي برة بولدها فعسى اللّه أن يستنقذها من النار، فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.
ولما اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المسلمين بل بقي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تاركاً عياله وأولاده .
وورد عن خلافته عليه رضوان الله
على لسان ابنته عائشه بأن النبی في أثناء مرضه أمره أن يصلي بالمسلمين مما يعتبره السنة إشارة لتولية أبي بكر للخلافة.
توفي يوم الاثنين ليلة الثلاثاء 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ،