عندها تتحقق المعجزات:
توجهت الطفلة الصغيرة إلى صندوق النقود الخاص بها، وأخذت تحصى بعناية ما بداخله، همست بصوتٍ خفيض:" إن شاء الله ستكفى "، أعادت النقود بسرعة إلى الصندوق ثم تسللت من الباب الخلفي متجهة إلى الصيدلية القريبة، كان الصيدلي منشغلا مع أخيه جراح المخ والأعصاب العائد من ألمانيا،انتظرته لحظات فإذا هو مستغرق، أخرجت قطعة من النقود وطرقتها فوق الزجاج، انتبَهَ الصيدلي سائلا إياها في استياء: ماذا تريدين أيتها الطفلة، فأجابته في لهفة: أخي الأكبر مريض جدا و يحتاج إلى الدواء قال: و ما اسم هذا الدواء، قالت: معجزة، قال: معجزة؟! قالت: نعم، سمعت أمي تقول ذلك، لذا أتيتك بكل ما أمتلك من النقود، فخذها وأعطني معجزة، كان الشقيق الجراح يستمع بإنصات إلى كلمات هذه الطفلة البريئة ثم سألها: و ما نوع المرض الذي يعانى منه أخوك، قالت: مرض بالمخ، وأبى لا يملك نقودا لتوفير الدواء، لذا قررت أن أستخدم نقودي! سألها: و كم لديك من النقود؟ "فأجابته مزهوة: 20دينار ونصف، ثم استدركت: و بوسعي أن أجمع المزيد إذا احتجت فأجابها مبتسما:! سبحان الله، يا لها من صدفة، هذا بالضبط هو المبلغ المطلوب كثمن لهذه المعجزة، أخذ الجراح المبلغ وأمسك بيدها الصغيرة، طالبا منها أن تقوده إلى المنزل ليقابل والديها، فوجئ من في المنزل بالطبيب الجراح الذي تعرف على حالة الصبي وأعد له بعض الفحوص والأشعة، ثم أجرى له العملية بنجاح، بعد بضعة أيام، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ التعرف على الطبيب و حتى نجاح العملية و عودة الابن إلى حالته الطبيعية، كانا يتحدثان و قد غمرتهما البهجة و السعادة، مندهشين من هذه العملية التي لم تكلف سوى هذا المبلغ الزهيد قائلين: حقا إنها معجزة.
والمستفاد من القصة:) إذا كان هناك محب صادق .. عندها تتحقق المعجزات).