أمُّ الشُّـهداء الثَّلاثة الجزء الثاني

أمُّ الشُّـهداء الثَّلاثة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
هنا الجزء الاول
الجزء الثاني

عاد الصديقان والكثير
من التساؤلات تمرّ بمخيلتهما وفي طريقهما إلتقيا بالعمّ أسعد وعلما منه أنَّ مجدي أصيب
وأعتقل فقررا العوْدة إلى أم مجدي وإخبارها بما حدث، فأوْمأتْ برأسها وطلبت منها
الدّخول إلى غرفة الإستقبال وأحضرت لهما الشّاي والفطائر مُصِرّة. بدت هادئة لأنّها
فقدت منذ سنوات ابنيها أحمد وعلي و في يوم واحد ، وتعلّمت في مسيرة الحياة أنّ الصّبر
هو ملاذها الأوحد .

يُطرقُ الباب بعنف فتسّمر
الحاضرون في أماكنهـم ويُنـادى بصوت عالٍ: اِفتحي يا أمّ مجدي أنا أمّ عرفات فأسرعت
نحو الباب مذعورة خائفة مرتبكة ًوهي تقول: خيرا إن شاء الله ؟ مابك.....؟ هل رأيت ابني..... ؟ !أصحيح أنه أعتقل هل
كان مصابا ؟ حينها تحدثت أم عرفات هدئي من روعك و أصبري فإنك، بطل في صبيحة هذا
اليوم نفذّ عملية فدائية ضدّ الصهاينة وأُلقيَ عليه القبض فلتشمخي بابنك يا أم الشُّهداء.
كانت تعلم حقيقة الأمر لكّنها ظلّت صامتة.

اِفترق كلٌّ من في
البيت عند سماع آذان العشاء وطلبت منهـم الحضور غدا صبـاحا للذهـاب إلى المستشفى
للبحث عنه ثم قالت فلنذهب إلى مركز الشّرطة أو لنترك ذلك للغد وسنرى. قدر الله ما شاء
فعل ......قدر الله ماشاء فـعل.

مضى اللّيل طويلا عَصِيباً،
كانت تعد السّاعات لم تغف إلاَّ بعد أن أدّت صلاة الصّبح و نهضت حين لا مست أشعة
الشَّمس وجهها عبر زجاج نـافذة غرفتها وسمعت هديل الحمام وزقزقة العصافير فاستيقظت
لِتُحضِّر فطورها بسرعة. ارتشفت فنجان القهوة واقفة وكأنهـا في عالم آخر. اِنتظرت
جارتها حتى تخرج معها لكنها تأخرت ماذا حدث يا ترى؟! ظلّت تنتظر ثم
خرجت وحيدة وفي طريقها صادفت جارتها فاطمة فقالت لــها: صباح الخير يـا أُمَّ الشُّهداء
قلبي معك لم تستمع إلى كلامها جيَّدا كانت مضطربة. سارت والطّريق دون التفات وعلائم
الإجهاد لم تحد من عزيمتها ووصلت أخيرا إلى وسط المدينة فتراءى لها خلق كثير متجمعين
يتهامسون فيما بينهم. أقبلت نحوهم تستطلع الخبر فالتفت إليها رجل يعرفها قائلا
هنيئا لابنك الشّهادة لم تصدق ماسمعِت أذناها فُتِحت لها الطريق لترى وحيدها الذي
كان ممُـَدَداً على جنبه الأيمن وقد غُطِّيَ جسده برداء و بركة من الدّماء الجافة
من تحتِه تأخذ منديلهــا وتمسح به بقعة الـَّدمِ الملتصقة بشفتيه المتُـَوَرِّمَتَينِ.ووقفت
بكبرياء وأعلنت زغرودة وتلتها امرأة أخرى بزغرودة أخرى ليتحول المشهد الحزين إلى
فرحة وانحنت لتقبله قبلة حارّة على جبينه وعلى وجنتيه ثم أمسكت بيده وقبّلتها أيضا.
كانت يداه باردتين مرَّرت أصابعها برفق لتُزيحَ خصلة شعر من على عينيه. تُطيلُ النَّظر
إلى وجهه الملائكي والنّاس من حوْلها يشهدون صبرها وعظمتها. ثم ذرفت دموعها دون أن
ترفع صوتها، تحتضنه وهي تردِّدُ: كُلُّ شيء يهون في سبيل فلسطين. نَمْ هادِئ البال
قرير العيْن يا ولدي وياكبدي، في هذه الأحداث
يصيح أحد الرجال: هيّا لنحمل شهيدنا إلى المقبرة ونُواريه مثواه الأخيرة هيَّا يا
رجال: تمتزج الأصوات وتتداخل مع البكاء والعويل والحيرة والحسرة.

يتبع في الجزء الثالث والأخير من قصة أم الشهداء الثلاثة ودائما مع المعلم المبدع
لعيفــــــاوي طيب

كُلُّ شيء يهون في سبيل فلسطين.
قصة تدل على براعة كاتبها وخياله الواسع
وعلى ثقافة ادية كبيرة
باركالله فيك وفيه
ونحن بانتظار الجزء الثالث من القصة

شكرا على المرور الرائع والكامات الاروع يا الياس

شكرا لك على القصة الرائعة نحن في إنتظار الجزء الثالث