قصة هذا الملك قصة مأساوية حقيقية تمزق القلب تمزيقا . هذا الملك الشاعر هو أبو القاسم المعتمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل اللخمى من سلالة الملوك أبناء ماء السماء .....
وقصته لها تفاصيل كثيرة نبدؤها من صورته وهو يدافع عن قصره في أشبيلية , والشفرات تأخذه من كل جانب , وليس عليه سوى قميص نومه , والجراح تنهل من جسده ...... تمنى هذا الملك كثيرا لو مات من شدة ماكابد من الألام وماذاق
من ذل.. فيقول وهو يحاربهم بسيفه وحيدا :
قد رمت يوم نزالهم ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص على الحشا شيء دفوع
وبذلت نفسي كي تسيل إذ يسيل بها النجيع
أ
جلي تأخر لم يكن بهوى ذلي والخضوع
ما سرت قط إلى القتال وكان من أملي الرجوع
شيم الألى أنا منهم والأصل تتبعه الفروع
هكذا حارب الملك الشاعر , الضحية , المغبون ......ضحية القسوة والعنف , والتطرف الديني .. وحين رأى السيوف تأخذه من كل جانب رمى بسيفه في وجه المقتحمين , ورمو إليه بالأصفاد ... أسروه مع زوجته اعتماد البرمكية جاريته وزوجته
ثم أميرة يقظته وأحلامه .
بيعت بنته بثينة للنخاسين ... فيما جندلوا أولاده الأربعة ولحق بهم الخامس بعد حين ....
قضى الملك الضحية ....حياته الأخيرة في إملاق, تغزل زوجته وبناته للناس كي ينلن الخبز , وتعمل إبنة له خادمة في بيت صاحب الشرطة , الذي كان أقصى مناه أن يوسع الطريق أمام الملك , وعلى الرغم مما وصلت إليه حال أهله وأولاده
من الفقر والإذلال احتفظ بكبريائه وبالأنف الأبي ......وجاء العيد يوما فتمتم يقول:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس لا يملكن قمطيرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
لا خد إلا ويشكو الجدب ظاهره وليس لإ مع الأنفاس ممطورا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلا فردك الدهر منهيا و مأمورا
من بات بعدك في الملك يسر به فإنما بات في الأحلام مغمورا
أرجو أن تنال هذه القصة إعجاب كل من يقرؤها