أطبق الصمت على السنة حكومة رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي وعلى حكومة اقليم كردستان برئاسة مسعود البارزاني في
شمال العراق، إزاء إعلان الحرس الثوري الإيراني احتلال ثلاثة من معسكرات في
شمال العراق.
ولم تبد الحكومتان (المفترضتان) في بغداد
التي يقودها حزب الدعوة الإسلامي المدعوم من إيران واربيل بقيادة الحزبين
الكرديين برئاسة الرئيس العراقي جلال الطالباني ومسعود البارزاني رئيس
اقليم كردستان ردة فعل واضحة على الاحتلال الايراني.
وأعلن قائد الحرس الثوري الايراني في منطقة سردشت شمال غرب ايران، الاثنين
أن القوات الايرانية سيطرت على ثلاثة من معسكرات حزب الحياة الحرة (بيجاك)
الكردي المتمرد في الاراضي العراقية.
وقال الكولونيل دلاور رنجبرزاده ان -المساعدة كانت تقدم للارهابيين (في
بيجاك) من ثلاثة معسكرات في الاراضي العراقية وكل هذه المعسكرات سقطت بايدي
القوات الايرانية التي تسيطر بالكامل على المنطقة-.
وأضاف -في المواجهات بين قوات حرس الثورة وعناصر بيجاك المعادين للثورة
والارهابيين، قتل عناصر عدة (من هذه المجموعة)-، متحدثا عن سقوط قتيل
وثلاثة جرحى في الجانب الايراني.
وأوضح أن العمليات التي بدأها الحرس الثوري السبت في الاراضي العراقية
مستمرة (بقوة وعزيمة) قائلا إن (المنطقة برمتها) تخضع لسيطرة القوات
المسلحة الإيرانية.
وأشار رنجبرزاده في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية ارنا
الى ان التدخل الايراني ضد عناصر بيجاك انطلق مساء السبت في منطقة مروان
الحدودية حيث معسكر الحركة الكردية على بعد نحو 50 كلم من مدينة سردشت.
وقال ان المعسكرات الثلاثة التي تمت السيطرة عليها في الاراضي العراقية
كانت تستخدم كقاعدة خلفية لمعسكر مروان حيث كان يتمركز (30 عضوا في حزب
الحياة الحرة منذ اربع سنوات).
من جهته، اكد جبار ياور الامين العام لوزارة البشمركة التابعة لاقليم
كردستان العراق وقوع (عملية قصف مدفعي على قرى المناطق الحدودية).
وقال إن (بعض أهالي القرى اجبروا على مغادرة مناطقهم بسبب هذه القصف).
وأعلن مصدر كردي في منطقة جومان إن طائرتين مقاتلتين مجهولتين حلقتا (بعد
ظهر الخميس في سماء مناطق جالاوان وقرية ويزه الحدودية التابعة لقضاء جومان
باقليم كردستان) من دون ايراد مزيد من التفاصيل.
وحزب (الحياة الحرة) تأسس عام 2003 في جبال اقليم كردستان العراقي
الحدودية، وعقد ثلاثة مؤتمرات حزبية جدد في آخرها انتخاب عبد الرحمن حاجي
احمدي الذي يعيش في اوروبا، رئيسا له.
وغالبا ما تقصف القوات الايرانية المناطق الحدودية الكردية العراقية التي تأوي هؤلاء الانفصاليين.
وفي 11 تموز/يوليو، أكدت إيران أنها تحتفظ (بحق) الهجوم على قواعد بيجاك في كردستان العراق.
وكان موقع الكتروني تابع للحزب الوطني الديمقراطي، الذي يتزعمه رئيس
الجمهورية جلال الطالباني، نقل عن مصادر كردية قولها بان القصف الايراني
طال مناطق سرشيخان وكانيه رش وسري برزي سرو وخوارو و كومي بيكوديان وميركه
سير وكومي كرمه وسوران، فضلا عن سلسلة جبال سكرانيان القريبة من قرية ويزه
وحدود قرى دولي باليان التابعة لناحية قسري.
في غضون ذلك نفت حكومة اقليم كردستان العراق اتهامات ايرانية في دعم قوى
المعارضة الايرانية الكردية على الشريط الحدودي بين اقليم كردستان وايران،
مؤكدة ان حكومة الاقليم تسعى الى اقامة علاقات حسن جوار مع كل جيرانها.
وقالت الحكومة في بيان على موقعها الالكتروني إن (هذه الانباء عارية تماما
عن الصحة)، مؤكدة أن الاقليم (لا يساند ولا يدعم اي تدخل في الشؤون
الداخلية للجوار ولا يدعم اي حزب أو طرف أو جماعة تتبع العنف).
وأضافت أن الإقليم (كان له موقف ثابت وما زال حيال حماية الحقوق والمصالح
على اسس حسن الجوار مع كافة الشعوب ودول الجوار ومواقف رئيس الاقليم
وحكومته بهذا الصدد واضحة وعلنية ويؤكدان باستمرار على التفاهم والتعايش
السلمي المشترك).
وأكد البيان (لسنا مع الحرب والعنف ونعتقد انه بالحوار والتوجه الى السلام
هي الحل لكل المشاكل)، مشددا على ضرورة (احترام سيادة اقليم كردستان
العراق وعدم انتهاك سيادة العراق الفدرالي).