يا خاتم الملك يا سمعي ويا بصري | زوري ابن عمك أو طيبي له يزر |
حتى متى لا نرى شيئاً نسر به | قَدْ طَالَ هَجْرُكِ مَا نَهْوَى وَمُنْتَظَرِي |
إن كان قلبك بعدي صار من حجر | فأيقني أن قلبي ليس من حجر |
لا أستطيع احتمال الحب مهتجرا | قد كنت أضعف منه غير مهتجر |
زِيدِي عَلَى نَظْرَة ٍ وَعْداً أعِيشُ بِهِ | لاَيَشْتَفِي الْهَائِمُ الْحَرَّانُ بالنَّظَرِ |
يَخْشَى عَلَيْكِ أنَاسٌ فِي زِيَارَتِنَا | طَعْنَ الْوُشَاة ِ وَهَلْ يُخْشَى عَلَى الْقَمَر |
قد يغتشي الشمس طرفُ العين غادية ً | ثُمَّ تَؤُوبُ وَلَمْ تَدْنَسْ وَلَمْ تُضَرِ |
أنت الطبيب فما تقضين في رجلٍ | يدعو الأطباء بين الموت والسهر |
ما أقرب العيش منه إن صفوت لهُ | وما أجر عليه الموت بالكدر |
هل تذكرين جنوح العصر مجلسنا | يوم التقينا بأشواقٍ على قدر |
لَقَدْ ذَكَرْتُ وَمَا حُبَّى بِذَاكِرَة ٍ | ما كان مني ومنها موهن البصر |
إِذْ نَجْتَلِيهَا وإِذْ نُسْقى عَلَى ظَمَإ | بالراح خالط أنفاساً من القطر |
مِن لُؤْلُؤٍ أشِرِ الأَطْرَافِ مَنْبَتُهُ | في طيب الطعم عذبٍ باردٍ خصر |
يا نِعْمَهُ مَجْلِساً سدَّى مَحَاسِنُهُ | من لا يؤوب وإن أمسى على درر |
مَا زَالَ مِنْهُ رَسِيسٌ لاَ يُفَارِقُنِي | فِي الرأْسِ وَالْعَيْنِ وَالأَوْصَالِ كَالسُّكُرِ |
وَمِنْ مُنَى النَّفْسِ أخْدَانٌ لِجَارِيَة ٍ | لَمْ تَلْقَ بُؤْساً وَلَمْ تُصْبحْ عَلَى سَفَر |
حدا بها الليل من بيتي وقد حسرت | عن جيد أدمانة بالسر أو بصر |
وَوَارِدٍ كَعَرِيشِ الكَرْمِ تَجْعَلهُ | بواضحٍ يجعل العينين في حور |
مَا دَوْمَة ٌ بِالنَّدَى طَابَتْ وَطَيَّبَهَا | ثَلاَثَة ٌ مِثْلُ أدْعَاصِ المُلا المَطِرِ |
والدعص تحسبه وسنان أو كسلاً | غَضٌّ وَقَدْ مَالَ مَيْلاً غَيْرَ مُنْكَسِرِ |
قد جل ما بين حجليها ومئزرها | وَاهْتَزَّ كَالأَيْمِ مَا عَالَى عَنِ الأُزُرِ |
يحيا الهوى برخيمٍ من مناطقها | مُفَصَّلٍ كَنْجُومِ الْغَارِبِ الزُّهُرِ |
جِنِّيَّة ُ الْحُسْنِ لاَبَلْ في مَجَاسِدِهَا | مَا لَمْ تَرَ الْعَيْنُ بَيْنَ الْجِنِّ وَالْبَشَرِ |
كَأَنَّ أَعْطَافَهَا لَوْذٌ مُحَمَّضَة ٌ | يخرجن من هابلِ الأعطاف منعفرِ |
تَمْشِي الْهُوَيْنَا فَيَحْتَالُ الصَّعِيدُ بِهَا | وَيْحْسَبُ الْقَوْمُ قَدْ سَارَتْ وَلَمْ تَسِرِ |
تلك المنى سخطتنا بعدما قربت | فَلاَ تَعِيجُ بِتَهْوِيم وَلاَ سَمَرِ |
وَلَو تُسَاعِدُنَا كُنَّا بِنَدْوَتِهَا | كالقوس أيدها الرامون بالوترِ |