''إن الجزائر في حاجة إلى مؤهلاتكم كما هي في حاجة إلى طموحكم، وفوق ذلك، إنها تحتاج بوجه أخص إلى مشاركة شبيبتها مشاركة ناجعة''··· هكذا دعا الرئيس بوتفليقة، أمس، من سيدي بلعباس، الشباب الجزائري، إلى البقاء متمسكا بوطنه والاستعداد للتحديات المستقبلية·
أكد الرئيس بوتفليقة، وهو يتحدث بمناسبة افتتاح الندوة الوطنية حول التكوين، أنه بالرغم من كل الكوارث والصعاب والمغريات '' يتعين على الشباب الجزائري الاعتزاز بوطنه وبأجداده''·
وتابع الرئيس بوتفليقة مخاطبا فئة الشباب ''إن الله أعطاكم بلدا من أكبر البلدان وشعبا من أكثر الشعوب شجاعة، فالجزائري يبقى جزائريا مهما ذهبت به الأيام''·
وحذر الرئيس بوتفليقة من مخاطر استمرار الشباب في الحلم بمغادرة البلاد·
من جهة أخرى، عرج رئيس الجمهورية في كلمته على التحديات التي تواجه الجزائر في الفترة الراهنة، بحيث نبه إلى أنه بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمجابهة الأزمة العالمية وتخطيها بسلام، إلا أننا ـ كما قال ـ نبقى متوجسين خوفا من عواقب ما يجري هنا وهناك· وأضاف أن الجزائر ''ليست في معزل عما يجري هنا وهناك، لكنها تملك طاقة تعول عليها''·
وحث الشباب في هذا الشأن على ضرورة الاستعداد وتأهيل أنفسهم والتسلح لما ينتظرهم من مسؤوليات· موضحا في هذا المجال، أن البلاد '' في حاجة إلى الجامعيين والجامعيات من أبناءها''· داعيا الطلبة إلى المثابرة للوصول إلى أعلى الرتب في التحصيل العلمي خدمة لبلادهم·
وفي هذا السياق، تطرق الرئيس بوتفليقة إلى الشباب الجزائري الذي يذهب للدراسة في الخارج وينال المراتب الأولى في دفعاته· مؤكدا أن الجزائر بحاجة إلى هذه الطاقات·
وأعلن رئيس الدولة بالمناسبة، عن رفع المنح الجامعية إلى ''50 بالمائة لفائدة طلبة التدرج وما بعد التدرج''· مشيرا إلى أن هذه الزيادة سيتم أخذها بعين الاعتبار في قانون المالية التكميلي لشهر جوان المقبل·
من جهة ثانية، أبرز الرئيس بوتفليقة أن البلاد في حاجة إلى اليد العاملة في مختلف المجالات (الفلاحة والبناء والأشغال العمومية)، فالجزائر - يضيف رئيس الدولة - ''ينبغي ألا تنتظر أن تبنى من طرف يد عاملة آسيوية أو من أمريكا اللاتينية''·
إلى ذلك، أشاد الرئيس بإنجازات أبطال الرياضة الجزائرية، الذين أدخلوا الفرحة إلى قلوب الجزائريين في أحلك الظروف، على غرار حسيبة بولمرقة ونور الدين مرسلي المتواجدين بالقاعة·· وقال أن بولمرقة (بطلة أولمبياد 1992 في سباق 1500 متر) ومرسلي (بطل أولمبياد 1996 في ذات المسافة)، رفعا رأس الجزائر وعلمها وحولا أحزانها إلى أفراح، في وقت كانت الجزائر تعيش سنوات الإرهاب الذي وصفه بـ''الأمقت من الاستعمار''· وتساءل الرئيس بوتفليقة حول الفريق الوطني في مونديال 1982 ''أين الفريق الذي كان يتسيد القارة الإفريقية والعالم العربي؟''· وأكد على ضرورة تكوين فريق وطني لكرة القدم قوي يستعيد أمجاده، مشيرا إلى استعداد الدولة لوضع الإمكانيات اللازمة لذلك وللرياضة الجزائرية بصفة عامة·
وبشأن الانتخابات الرئاسية للتاسع أفريل المقبل، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر محتاجة إلى مكانة في العالم، وهذه المكانة ليست مرهونة برئيس فحسب، وإنما برئيس ''مدعم بقوة'' من شعبه· ودعا رئيس الدولة الجزائريين إلى التصويت ''بكل حرية وديمقراطية وشفافية''، ودعم المترشح الذي يرغبون في أن يكون رئيسا لهم·