أصدرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الإسلامي، مذكرة حول الانتهاكات التي تعرضت لها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خلال عام 2008.
و ضمنت المؤسسة في مذكرتها الإحصائية و التي وصفتها ب"الصرخة التحذيرية"
لاستنهاض الحاضر الإسلامي و العربي والفلسطيني لإنقاذ القدس و الأقصى،
ووصلت ل"فلسطين اليوم" نسخه عنها، كافة الانتهاكات التي تعرض لها المسجد
الأقصى خلال 2008، متسائلة بناء عليه عن مستقبل المدينة والمسجد الأقصى في
العام المقبل.
فقد تعرضت مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بشكل عام، والمسجد
الأقصى بشكل خاص، خلال العام المنصرم 2008م الى هجمة شرسة من قبل المؤسسة
الصهيونية وأذرعها المختلفة، و طالت يد الاحتلال الصهيوني الإنسان
والآثار، التاريخ والحضارة، الحاضر والماضي، في محاولة منها لفرض وقائع
على الأرض تسابق الزمن في تنفد مشاريع السيطرة والتهويد، و تضع المخططات
الشاملة وتتدرج بإخراجها الى حيّز التنفيذ، الأمر الذي يشير أن مدينة
القدس الشريف و المسجد الأقصى مقبلة على مستقبل من الاستهداف الخبيث و
الخطير.
[size=21]متدينون يهود يقتحمون المسجد[/size]
فقد تصاعدت بشكل ملحوظ في النصف الثاني من عام 2008م ظاهرة اقتحام مجموعات
يهودية للمسجد الأقصى، رجالاً ونساءً وأطفالاً، مع تنظيم وإقامة شعائر
دينية يهودية بارزة داخل المسجد الأقصى، تتضمن قراءة أجزاء من "التاناخ".
و يلحظ إقامة شعائر أخرى بحسب مسار محدد في أجزاء من المسجد الأقصى
المبارك، ومن ضمن من أخذوا حظا في إقامة مثل هذه الشعائر أحد المتطرفين
اليهود المدعو " يهودا عتصيون" و هو أحد المتهمين بالتخطيط للقيام بعمليات
تفجير وهدم للمسجد الأقصى المبارك ، طبعا كل ذلك بمباركة وحراسة مشددة من
قبل الشرطة الصهيونية.
و اللافت أن الاقتحامات تتم بصورة مئات الأفراد ، وهذه المئات تأتي على
شكل مجموعات متتالية،كما أصبح يشارك بشكل بارز عدد كبير من الساسة
الصهاينة، مما يدلل على دعم ومشاركة المؤسسة الصهيونية الرسمية لمثل هذه
الاقتحامات.
و في سنة 2008م أعلن عشرات ممن يتسمّون بالمرجعيات الدينية و التلمودية
اليهودية عن تأييدهم و تشجيعهم لأفراد المجتمع الصهيوني اقتحام المسجد
الأقصى، وإقامة الشعائر الدينية فيه، و قد قاموا هم باقتحام الأقصى حتى
يقتدي الغير بهم، في حين كان القلائل من مثل هذه المرجعيات تجيز هذا من
قبل.
و يرجع الأمر في التغير هذا هو استعجال الخطوات الدافعة نحو بناء الهيكل
المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، هذا وقد تكثف الاهتمام أكثر من
ذي قبل بربط أبناء الشبيبة و الأطفال من المجتمع الصهيوني بفكرة بناء
الهيكل المزعوم من خلال تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، و تنظيم زيارات
جماعية تتضمنها الإرشادات التلمودية، ومن أجل ذلك وبتمويل من رجال أعمال
وأغنياء في أنحاء العالم.