يا سيْفاً هرِماً
أمّة فيها يكثر الذكور ويَقِلُُّ الرّجال، ويْحي على أمّتي نساؤها... ليس بها نساء يلدن الرّجال وإن وَلَدْنَ يُنْجِبْنَ أشباه أبائهم، إلاّ في غزَّة فهناك أطفال بعظمة الرّجال، خُلقوا رجالا ويبقـوْن كـذلك.
كم أَفْتقد بُطُوَلةًًً كبطولة المُحاصرين من إخواننا، هم مازالوا صامدين لأنّهم من صُلب رجال ومن بطون نساء خالدات، إلاّ من أبى وأُصيب بالرّكون جنب الخانعين، وهُم كُثُرٌ في أمتي........... لم أُحصِهم وإن أُحصهم كلّهم أموت كَمَدًا وأترك خلفي أحياء مَيِتيــن.
كيف لي وأرضُ أجدادي تنادي قائلة: أنا الجزائر وأنا بلاد الرّافدين هل أرضى بالذّل والهَوان فأبنائي شبُّوا كآبائهم أحرارا مُتًشبعين نَسائم الحُرية والأَنَفَــة.
آهٍ لـوْ أنَّ الصّهاينة يُحاذوننا في الأرض المُغتصبة لأَذقناهم الوَبال وأعدناهم وشَتاتهم كما كانوا، ولاَنْتقمنـا لكلّ دمعة صبيٍّ وصرخة ثكلى وتأوُه عجوز وحَسرة شيـخ وأنهينا هذا المآل وهذه الرِّدة لكن أوْهام الحُدود حاصرتنا وشَتَتَتْ جُهدَنا وكَم أضعفتنا وفرَّقت شملنـا وباعدتنـا.
غـزَّةُ يا غَزوَة الأبطـال يا مَن تُكـابدين الأنْذال وَحيـدة. قلوبنا معك حزينـة أسيـرةَ الأمـلِ والألــم.
لوْ أسْتــل سيْفي الذي تآكلت حَوافه، واعتـلاه الصَّدأُ، وصار بِلا غِمد، وأُجرِّب أن أرْميه رَمْيَ الرّجال، لَوَصَلَ حُشود الآثمين وأطاح برؤوس الشرّ ومن والاهم من المُتصهينين. لأنّ سيْفي من سُلالة الوارِثين وقلمي لا يعرف إلا كلمة الحق المبين، وحُرقتي جَانبت أحلامي البائسة التي تتلاشى عَبْـر نـَوافذ أحزانــي وتَََََََتَراجــع عِند مَســامِع المُهروِليـــن .
يا سيْفا هَرِما لا أظن أنّك بِقادرٍٍ على أنْ تَََََطال البعيد، فكيف لك هذا...!! وأنت الذَّبيح والعَليل وأنت لسْتَ آخر معدوم، لـِتُبعد سيْف الجلاد عن رقاب لم يبق لها من يحميها إلا إيمانها بالله وبرجولتها تذودان بهما عن الحِمى المُستباحة، وتُبقي أَمَلا وأمانيَ أصحو بهما مُستبْشرا عند كلّ صباح مُنتظرا نساءنا: علَّهُن يَلدن رجالا كما كُنَّ فيما مضى لأشحذَ سيْفي وأُعيد له غِمده،فربَّما يَستعيد الخَوالي يوما ما، أو في الغد لا أدري؟؟. ومن يدري..!!ذَرْني والتناقض مُتلازميْن إلى حين.... فَفَرَسِي تَهُزُ الرأس لكنَّ الفارس يَأبَى حتى اِمتِطـائهـا..................!!!.
المعلم: لعيفاوي الطيب
عين الحجل: 09/02/2009