لقد
شدني موضوع فتاة تدعي ان خطيبها وزوجها المستقبلي كامل لا يشوبه النقصان و
لا يعرف النقص و النقصان ....واردت ان اقدم لها النصح وان اقنعها بان
الكمال لله وحده و العصمة للانبياء وحدهم على وجه هذه البسيطة ....
وساروي لكم قصة واقعية ربما فيها من العبرة ما يكفي ...
انها
قصة حدثت لاحد اقاربنا ...انها فتاة ككل الفتيات كانت تنتظر بشغف ان تمضي
السنوات مسرعة ومتتالية فقط ...في انتظار شئ اسمه الزواج و تكوين الاسرة
وانجاب الاطفال وفوق كل هذا كانت تترقب فارس الاحلام و الزوج المثالي
الحنون و بالفعل فقد جاءها نصيبها وتقدم اليها شاب ما شاء الله تتمناه اي
امرأة ....لقد كان عاملا وحالته المادية ميسورة ولديه سكن ومن عائلة محترمة
...وسيما.. مؤدبا...وقد تقدم اليها عن طريق والديه ....فكانت الخطوبة
ومرحلة التعارف وقد احب كل واحد الاخر ...وكانت الفتاة اشد حبا لخطيبها
وصارت تراه وحده الاجمل و الاحلى و لا يوجد مثله في الكون .....وهذا من
حقها ولها الحق في ان تحبه بجنون .....وكان هو رغم ما فيه من خصال حميدة
متواضعا ...ولكن تلك الفتاة وكما تعرفون ان النساء يحبون التباهي و التفاخر
امام بعضهن البعض .....فكانت تلك الفتاة ما تفتؤ تذكر محاسن زوجها امام
صديقاتها واقاربها وتعدد لهن صفاته وتقربه الى الكمال ....وقد لاحظت عليها
صديقاتها ذلك واهلها واقاربها .....المهم انها كانت تراه دون عيوب ...ولا
تدري ان البشر ضعفاء وضعفاء جدا ...وان الكمال لله وحده ...والمشكلة انه قد
اصابها الغرور وتكبرت وتعالت ولم تكن تدري ان الله يمحق المتكبرين ويبتلي
المغترين ليعيدهم الى جادة الصواب ...
وبالفعل
مرت فترة الخطوبة رائعة جميلة ......الزوج متواضع يحمد الله انه سيكمل نصف
دينه و سيجد المرأة التي تعينه على الدنيا وتكون له عونا في العمل للاخرة
...و الفتاة مغترة تحلم بالسعادة الزوجية و بالجنة الموعودة وتظن انها
سترتاح وستكون اسعد مخلوق على وجه الارض ......
وجاء
الزواج وتمت المراسيم رائعة وجميلة..... ومرت الايام والاشهر الاولى في
سعادة تامة...و الفتاة مغتبطة بنفسها ...تظن ان ليس مثلها احد ....وما كادت
بضع اشهر تمر حوالي ثلاث اشهر ....حتى جاء الابتلاء ..وتبين من هو الكامل
ومن هو القوي القادر ....انه الله سبحانه ...قال تعالى== لقد خلقنا الانسان
في كبد أيحسب أن لن يقدر عليه أحد== صدق الله العظيم.
وجاءت
الفاجعة الى الزوجة المنتشية السعيدة ...لقد اصيب زوجها في حادث مرور مريع
عندما كان عائدا الى المنزل وكان ذلك في شهر رمضان قبل الافطار ببضع ساعات
....وادخل المستشفى ...في حالة خطيرة واصيبت الزوجة بالفاجعة واغمي عليها
من الصدمة ...و الحمد لله ان الزوج قد نجا ...ولكنه اصيب بالعديد من الكسور
في رجليه ويديه واضلاعه ...ولبث في المستشفى قرابة الثلاث اشهر ....وكان
لا يقوى على الحركة ...و المفجع اكثر انه اصيب باعاقة مستديمة .==.الله
يحفظنا ويحفظ جميع امة الاسلام ==...وعاد بعد فترة النقاهة الى البيت والى
الزوجة المسكينة ....وكان لا يقوى على قضاء حاجته .....وكان على الزوجة ان
تبقى معه ...فهكذا هو الزواج ميثاق غليظ ...رباط لا يتفكك في السراء و
الضراء ...لا يمكن الان للفتاة ان تهرب الى بيت ابيها وان تتركه ...فتصيبها
اللعنة وغضب الله بتخليها عن زوجها ....المهم انها وجدت الدرس الذي بين
لها ان هذا البشر ضعيف ولا يملك من امره شيئا ...وهاهو الزوج القوي الوسيم
العامل النشيط الكامل ...مقعد لا يقوى على شئ ...حتى على قضاء حاجته
....الا بمساعدة هذه الزوجة .....التي ربما هي من اصابته بعينها وجلبت له
الحسد من الاخرين وكانت النتيجة مأساوية .....واستمرت الحياة وتستمر و
الزوج معاق اعاقة دائمة و الزوجة في هم ونكد دائم ....وقد اعطاها الله درسا
و بتلاء ا ...
فكيف
لاحد الان ان ينسب الكمال لهؤلاء البشر الضعفاء ...فهذا الانسان يتكبر و
يتجبر ولكن الله اذا ابتلاه بابسط شئ فهو لن يستطيع حتى امتلاك زمام
اموره.... وقضاء حاجته ....
وقد
اوردت لكم هذه القصة الواقعية لكي يعرف البعض ممن ينسبون الكمال للبشر ان
الانسان ضعيف وواهي ..وان الله وحده هو القوي ...كما انه كان بامكان الفتاة
ان تحمد الله وتستر زوجها و تبعد عنه الحاسدين وتدعو الله ليل نهار ان
يحفظه وينجيه ولكنها بالعكس تفاخرت واغترت ....ولم تدري ان الزمن دوار....
نسأل
الله العافية والسلامة..... وندعو لهذا الزوج بالشفاء ولزوجته الصبر على
الابتلاء...وللمقبلين على الزواج ان يتعضو ويعودو الى رشدهم ...
قصة واقعية