البحث عن القناة الفضائية الأفضل لتغطية أحداث الإحتجاجات في مصر، ومعرفة كل ما يدور هناك باتت صفة أغلب الجزائريين، أطفال، نساء، رجال، وإن يوجد من يعشق المسلسلات التركية المدبلجة، حتى النخاع، تخلى عن هذا العشق، وسمح في حلقات تصادفت مع أحداث مصر حتى وإن كان قد استحلى تفاصيل قصة ربما أهدأ من قصة الإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
* النساء الجزائريات الماكثات في البيت أكثر المتتبعات للمسلسلات المدبلجة، تغير اهتمامهن دون شعور إلى اهتمام سياسي واقعي عاطفي، وقد كان ما يشد النساء الماكثات في البيوت، والمراهقات عبر الفضائيات في الآونة الأخيرة المسلسلات المدبلجة التركية بالخصوص، ورغم أن حلقاتها تشغل وقت هؤلاء عن ما هو أهم أحيانا، إلا أنها باتت جزءا في يومياتهن، والحديث عن الأبطال ومغامراتهم، وجمال التركيات ربما هو الحديث والنقاش المهم في جلسات نسوية للماكثات في البيت، وحتى المراهقات من الطالبات الثانويات والجامعيات.
* لكن حسب ما يبدو أن ثمة ما هو أهم من الثورة التي أحدثتها المسلسلات التركية، فاستطاعت ثورة الشعوب المقهورة في كل من تونس ومصر، ولعبة الإطاحة بالجبابرة هي المسلسل الوحيد.
* تقول السيدة فاطمة التي التقيناها في محكمة حسين داي، لاستخراج وثائق خاصة بها، للشروق، إنها مستعجلة لمعرفة مستجدات أحداث مصر، معربة عن أسفها لما يعانيه الشعب هناك، خاصة وأن مبارك حسبها رفض التنحي عن السلطة، وأردفت قائلة وهي تبتسم "سمحت في مسلسل الأوراق المتساقطة، رغم أني أحببت القصة وتشوقت لباقي حيثياتها، إلا أن لعبة الإطاحة بمبارك، بعد الإطاحة بالرئيس التونسي استهوتني".
* وفي سياق مشابه، عبرت شابة ماكثة في البيت عن شد الفضائيات الأفضل عندها لإهتمامها مؤخرا، فيما يخص احتجاجات مصر، وقالت إنها تتأسف عن انقطاع بث الجزيرة، لكنها وجدت في قناة العربية والبي بي سي العربية ما يشفي غليلها، خاصة وأنها تشعر من خلالهما أنها في مصر إلى جانب الشعب الشقيق.
* وعن الفضائيات التي كانت لا تستغنى عليها سابقا، عبرت وهي مستغربة حتى من اهتمامها لها والذي تغير فجأة دون شعور منها. قالت "أين هي الآم بي سي واحد والأم بي سي 4، لقد أهملت حلقات من مسلسلاتي المفضلة، سمحت في مسلسل الأوراق المتساقطة، والعشق الممنوع لمهند، وسنوات الضياع وما تحمله من مشاعر فياضة"، تضحك ضحكة عريضة (مشاعري أصبحت في مصر".
* وسألنا بعض المراهقات من تلميذات الطور الإكمالي، والثانوي، هل لا يزلن يتتبعن المسلسلات التركية، وكان رد أغلبهن نعم، ولكن لم تسمح لنا الأحداث الجارية في مصر أن نتبع حلقاتها بإنتظام، لقد ضيعت حلقتين من مسلسل العشق الممنوع تقول صبرينة وهي تلميذة في المتوسط.
* وتضيف صديقتها أسماء "أمي حولت البيت إلى مقر لقناة الجزيرة العربية، كل ما يهمها الإطاحة بحسني مبارك، لقد نسيت نفسها وظنت أنها مصرية"، و قال أحد الجزائريين من الرجال للشروق، وبطريقة هزلية "كنا نمنع نساءنا عن المسلسلات المصرية بعد أحداث أم درمان، لكن على ما يبدو أن اهتمامنا بالمصريين أصبح عبر هذه الأحداث الأخيرة، فمن مسلسلات تمثيلية إلى مسلسلات لأحداث حقيقية".