شهد عام 2010 ، تصعيدا خطيرا في الاعتداءات بحق الأطفال الفلسطينيين، من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ، حيث طالت هذه الاعتداءات الأطفال القصّر، في بلدة سلوان، جنوبي مدينة القدس، ومدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. واعتقل العشرات من هؤلاء الأطفال، رغم أن اعتقالهم مخالف لكافة المواثيق والأعراف الدولية. وقد مورس بحق هؤلاء الأطفال شتى أساليب التعذيب والمخالفات الجسيمة التي تتعارض مع اتفاقيات حقوق الطفل. وفيما يلي نجمل تفاصيل الاعتداءات التي تعرض لها الأطفال خلال عام 2010.
استشهد خلال عام 2010 ، 20 طفلا ، تم استهدافهم من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية، وقطاع غزة ،والقدس الشرقية:
استشهد، فجر يوم الجمعة 8/1، ثلاثة مواطنين بينهم فتى وأصيب آخرون، في قصف نفذه الطيران الحربي الإسرائيلي، على منطقة الأنفاق أسفل الشريط الحدودي بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
وبحسب مصادر طبية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح ، فإن الفتى عدي محمد أبو حيش (15عاما)، وصل إلى المستشفى وقد فارق الحياة، نتيجة القصف الإسرائيلي لنفق جنوب شرق رفح، جنوب قطاع غزة. بتاريخ 6/3 استشهد أربعة أطفال، جراء الاصطدام المتعمد من قبل سيارة جيب عسكرية، تابعة لقوات الاحتلال، بسيارتهم بالقرب من مستوطنة عوفرا، شمالي مدينة رام الله.
بتاريخ 20 /3 ، استشهد الطفلان محمد قادوس ( 16 عاما)، وأسيد قادوس ( 16 عاما)، برصاص قوات الاحتلال، وذلك أثناء مسيرة احتجاجية في قرية عراق بورين، جنوب مدينة نابلس. بتاريخ 3/3 ،استشهد الطفل محمد الفرماوي (15 عاما)، من سكان رفح ، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مطار عرفات الدولي.
بتاريخ 8/4 استشهدت الطفلتان جنى فقهاء (8 أعوام)، وماسا فقهاء ( 10 أعوام)، جراء دهس متعمد من قبل دورية لقوات الاحتلال في شمالي الأغوار بمحافظة طوباس.
بتاريخ9/5 استشهد الطفل الرضيع حمزة أبو ماريا البالغ من العمر (سنة ونصف)، في بلدة بيت أمر، نتيجة استنشاقه الغاز المسيل للدموع ، عقب مواجهات اندلعت في البلدة بين المواطنين وقوات الاحتلال. بتاريخ 13/5، استشهد الفتى أيسر الزبن ( 16 عاما)، من بلدة المزرعة الشرقية، شرقي محافظة رام الله، بعد أن أطلق عليه مستوطنون النار في منطقة واد الحرامية. بتاريخ 21/5، استشهد الطفلان نادر أبو دقة (18 عاما)، وحمدي أبو حمد ( 17 عاما)، جراء قصف قوات الاحتلال لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بتاريخ2/6 ، استشهد الطفلان عبد الرحمن الاسطل ( 18 عاما)، ومحمد شهوان (18 عاما)، جراء قصف عشوائي لقوات الاحتلال لبلدة القرارة، جنوبي مدينة غزة. بتاريخ 12/9 ، استشهد الطفل حسام أبو سعيد (17 عاما)، من بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، اثر قصف قوات الاحتلال للبلدة، قرب الشريط الحدودي.
بتاريخ 24/9 ، استشهد الطفل الرضيع محمد أبو سارة (عام وشهرين)، في بلدة العيسوية، شمالي القدس المحتلة، جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال صوب المواطنين. بتاريخ 10/12 استشهد الطفلان منتصر البطنيجي (16 عاما)، ومؤمن حلّس (15 عاما)، شرق حي الشجاعية، في مدينة غزة، اثر انفجار قنبلة من مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الاعتقالات
شهد عام 2010 اعتقالات واسعة للأطفال الفلسطينيين، وطالت هذه الاعتقالات الأطفال القصّر.وبلغ عدد الأطفال الذين تم اعتقالهم في الضفة الغربية على مدار عام واحد حوالي 400 طفل،عدد منهم تم محاكمتهم وانهوا محكوميتهم، ومنهم ما زالوا خلف القضبان ،ويقبع حاليا 350 طفلا، في عدة سجون.أما بالنسبة للاعتقالات خلال 12 شهرا فكانت كالتالي:
في شهر كانون ثاني ، اعتقل 45 طفلا.
في شهر شباط ، اعتقل 52 طفلا.
في شهر آذار، اعتقل 34 طفلا.
في شهر نيسان، اعتقل 36 طفلا.
في شهر أيار اعتقل 54 طفلا.
في شهر حزيران، اعتقل 26 طفلا.
في شهر تموز، اعتقل 10 أطفال.
في شهر آب، اعتقل 20 طفلا.
في شهر أيلول، اعتقل 15 طفلا.
في شهر تشرين أول، اعتقل 50 طفلا.
في شهر تشرين ثاني، اعتقل 40 طفلا.
في شهر كانون أول ، اعتقل 20 طفلا.
إصابات الأطفال في عام 2010، نتيجة الاعتداءات عليهم من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين تم إصابة وجرح 218 طفلا ، في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، نتيجة تعرضهم لإطلاق الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز السيل للدموع ،إضافة إلى الاعتداء المباشر عليهم من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.
أطفال القدس
شهد عام 2010 اعتقال (1000) طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم ما بين 15-17 سنة، وكانت النسبة الأكبر من الاعتقالات في منطقة القدس، حيث بلغت حالات الاعتقال (500) حالة، وتليها منطقة الخليل وسائر المناطق، ومعظم الأطفال اتهموا برشق الحجارة على المستوطنين الإسرائيليين.
95 % منهم تعرضوا للضرب والاعتداء والإهانات والتحقيق معهم في مراكز داخل مستوطنات إسرائيلية، وكثير منهم انتزعت اعترافاتهم تحت الضغط و التعذيب، وإجبارهم على التوقيع على إفادات باللغة العبرية لا يعرفون مضمونها وحوكموا على هذا الأساس. لقد شهد عام 2010، هجمة مقصودة من الاعتقالات والملاحقات للأطفال في مدينة القدس الشرقية و محيطها، وخاصة في سلوان و العيسوية و أبو ديس والعيزرية ووادي حلوة، وان (500) حالة اعتقال جرت لهؤلاء الأطفال بتهمة رشق المستوطنين والجنود بالحجارة، وانه في بعض الحالات اعتقل أطفال لا تزيد أعمارهم عن 8 سنوات. ويكاد لا يوجد طفل في حي سلوان في سن 10 أعوام، وحتى 14 عاما لم يتم اعتقاله للاشتباه في رمي الحجارة على المستوطنين خلال محاولاتهم الاستيلاء على المنازل العربية في حي سلوان، وتهويد الأحياء العربية في القدس المحتلة.
الحبس المنزلي وإبعاد أطفال إلى الضفة الغربية
لجأت سلطات الاحتلال إلى سلسلة من الإجراءات التعسفية بحق الأطفال المقدسيين، تحت إدعاء وقف ظاهرة رشق الحجارة، ومن ضمنها استدعاء ذويهم وإلزامهم بالتوقيع على تعهد ،بحيث يجري اعتقالهم في حال قيام أبنائهم برشق الحجارة. وأخطر هذه الإجراءات قيام سلطات الاحتلال، بفرض الإقامة المنزلية على (65 (طفلاً من القدس، مدة تتراوح بين شهر و 6 شهور بعد الإفراج عنهم، وفرض غرامات مالية عليهم، وحرمانهم من المدارس أو الاستفادة من الخدمات الطبية تحت إدعاء إتباع حالة الطوارئ كما جرى مع الأطفال، إياد غيث (10 سنوات)، وطلال الرجبي (14 عاما)، وعمران منصور بالحبس المنزلي والغرامة، وجاء ذلك بقرار من محكمة الصلح الإسرائيلية.
ولم تكتف سلطات الاحتلال، بالحبس المنزلي للأطفال، وإنما لجأت إلى أسلوب آخر تبنته المحاكم الإسرائيلية ، وهو إبعاد الأطفال عن بلدة سلوان إلى مناطق أخرى، في الضفة الغربية شرط عدم تواجد يهود في المنطقة، وقد بلغ عدد الأطفال الذين رحلوا حتى الآن 20 طفلاً، فيما يقبع آخرون داخل السجون لحين توفير ذويهم منازل لهم ليتم ترحيل الأطفال إليها ، وفق اشتراطات الشرطة الإسرائيلية.
وحسب تقرير متطوعين لحقوق الإنسان الإسرائيلية، فإن نسبة البراءة في محاكم الاحتلال لا تتجاوز 0.29 من الحالات، وأن هذه المحاكم تحاكم قاصرين باعتبارهم بالغين وأن الفلسطينيين ما بين (16-18) ، هم بالغون ويحاكمون على هذا الأساس، خلافاً للقوانين الدولية واتفاقية حقوق الطفل العالمية.
المصادر: المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
وزارة شؤون الأسرى_ رام الله
وزارة الاعلام
رام الله