الخميس, 23 سبتمبر, 2010, 21:21 بتوقيت القدس
غزة - عبد الله التركماني
قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية: "إن سوريا تستحق أن تكون أمينةً على حقوق وثوابت الأمة لمواقفها المشرفة والقوية، لاسيما وأن المشروعين الصهيوني والأمريكي باتا في مأزق بسبب قوة الإيمان والعزيمة الفلسطينية والعربية التي أتت آلات الحرب والسلاح".
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء وفد التضامن السوري الذي وصل قطاع غزة، مساء الخميس 23-9-2010، في مقر ديوان مجلس الوزراء، والذي يرأسه عضو مجلس الشعب السوري ونقيب المعلمين السيد زياد محسن، ويضم عدداً من الشخصيات النقابية والوطنية السورية التي تمثل معظم الشعب السوري.
ورحب هنية بالوفد الضيف الذي أثبت من خلال إصراره على دخول أرض فلسطين على أن الأمة العربية وخاصة الجمهورية العربية السورية تضع قضية فلسطين نصب أعينها، واصفاً اللقاء بـ"التاريخي كونه يجمع بين الشعبيين الفلسطيني والسوري الشقيقين على أرض غزة الجزء البسيط المحرر من فلسطين رغم الحصار والعقبات"- على حد تعبيره.
وأكد رئيس الوزراء على أن استقبال الوفد يخيم عليه "الحب والتقدير"، وأضاف: "باسم الحكومة والشعب الفلسطينيين نقول لكم أنتم تنزلون في قلوبنا قبل بيوتنا"، محيياً في الوقت ذاته رئيس الجمهورية العربية السورية د. بشار الأسد والقيادة السورية والشعب السوري الذي ما فتئ يدعم إخوانه الفلسطينيين.
خندق واحد
وأكد هنية أن الشعبين الفلسطيني والسوري يجتمعان في خندق سياسة الممانعة ومقاومة المشاريع الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، مشدداً على أن الفلسطينيين لا يزالون متمسكين بالمقاومة والحفاظ على ثوابته وحقوقه رغم الحصار والعدوان والظلم.
وأكد هنية أن الشعب الفلسطيني سيبقى "ملتزماً بحماية ثوابت وحقوق الأمة وفي مقدمتها القدس، لاسيما عندما نجد التأييد والدعم من أبناء أمتنا كما تفعل سوريا"، مشيراً إلى أن الأمة العربية والإسلامية هي البعد الإستراتيجي للشعب الفلسطيني والتي تعد سوريا من أبرز الأركان في هذا البعد.
وأكمل هنية بالقول: "ليس غريباً أن تواجه سوريا تحديات ومخاطر وهي ترفع راية الممانعة وتدعم المقاومة، حتى وصل الحال بأن تراهن أمريكا ومن يدور في فلكها أن الموقف السوري سيتراجع تحت وطأة الاحتلال الأمريكي للعراق، لكنها بقيت ثابتة وتجاوزت المنعطف، لتتحول الأزمة لأمريكا نفسها في العراق وأفغانستان، لذا هنيئاً لسوريا صمودها".
وأوضح هنية أن الشعب الفلسطيني يطالب بتحرير الجولان السوري، كما يطالب بتحرير فلسطين وما تبقى من الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أنه "لابد وأن تعود الأرض لأصحابها"، ومعرباً في الوقت ذاته عن تأييده لكل المواقف السورية الداعية لعدم التفريط، "كون أن السلام العادل يكمن في إعادة الحقوق كاملة دون نقصان ولا سلام على حساب الثوابت والحقوق".
رسائل تضامن سورية
بدوره؛ قال رئيس الوفد السوري زياد محسن: "لقد جئنا من سوريا بشار الأسد وسوريا راعية المقاومة إلى غزة المقدسة المحررة، آملين من الله أن نأتي المرة القادمة وتكون القدس تحررت"، مؤكداً على أن كل الشعب السوري يتمنى أن يطأ ثرى فلسطين "كيف لا وهي الشوكة في حلق الاحتلال".
وعبر محسن عن الفرحة الغامرة التي يشعر بها الوفد والشعب السوري كله بوصول القافلة إلى فلسطين رغم المشقة، مشيراً إلى أن شعبه كله حمل أفراد القافلة رسائل تضامن ودعم لفلسطين كان من أهمها رسالة حملها هو شخصية من رئيس الوزراء السوري محمد العطري.
وأوضح أن أفراد الوفد يمثلون سوريا بكاملها، حيث يتواجد في الوفد ممثلين عن نقابة الأطباء ونقابة المحاميين ونقابة الصحافيين، ونقابة أطباء الأسنان، ونقابة الفنانين التشكيليين، والاتحاد النسائي، واتحاد شبيبة الثورة، والهلال الأحمر السوري، "وهذا يدل على أن سوريا كلها رئيساً وقيادة وشعباً تدعم فلسطين".
وقال محسن :"حملنا لكم أمانة من شعب سوريا لتساعدكم في صمودكم ومقاومتكم، فأنتم في الخط الأول تدافعون عن الأمة ونحن لن نترككم، فسوريا بشار الأسد معكم يفرحها ما يفرحكم ويصيبها ما يصيبكم"، مستشهداً بكلمة للرئيس بشار الأسد "إذا الوقوف مع المقاومة تهمة وعار فهو للشعب السوري شرف وافتخار".
وتناوب عدد من أفراد الوفد السوري بإلقاء الكلمات والقصائد التي أكدوا من خلالها دعمهم للفلسطينيين، وأنهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل عودة الحق لأصحابه، مشيرين إلى أن السوريين اللذين لم يحالفهم الحظ بان يكونوا مع الوفد تمنوا أن يجلب لهم حفنة من تراب فلسطين ليكون دافعاً لهم ومحفزاً" – على حد قولهم.
كما أن الشاعر السوري سليمان العيسي والذي لم يتمكن من مرافقة القافلة السورية بسبب حالته الصحية أرسل قصيدة شعرية نظمها لأهالي فلسطين يدعوهم فيها للصمود والمقاومة.
وفي ختام اللقاء كرم دولة رئيس الوزراء الوفد السوري محملاً إياه رسالة للشعب السوري وقيادته مفادها أن الشعب الفلسطيني باقي على ثوابته حتى استرداد كامل الحقوق، وقام الوفد بدوره بتقديم هدايا لرئيس الوزراء.
المصدر: فلسطين أون لاين