لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يمكن اخوانا العرب يتساءلوا ما معنى جيجلية يقصد بها لهجة سكان جيجل والتي هي ولاية سياحية تقع شرق الجزائر
في الحقيقة انا ما نيش (لست) جيجلية ولكن لقيت (وجدت) هاد الموضوع و حبيت تستفيدو منو
من أهم ما يميز لهجة سكان جيجل، أو كما يقال بالعامية هدرة الجواجلة يُستعمل حرف الحاء في أوائل الأسماء النكرة كقول مثلا "حْلـَمْـرا" و تنطق كما هي مشكولة و معناها بالعربية مرأة. إضافة إلى الخاصيتين السابقتين يستعمل سكان جيجل في لهجتهم حرف الدال لتحقيق ملكية الأشياء كقول مثلا "السروال ديالي" أي سروالي، "خوه دي عمار" و معناها "أخو عمار"، غير أن سكان مدينة جيجل لا يمدون حرف الدال و ينطقونه مشددا كـقول مثلا "اللون دّ حمر" و معنى هذه العبارة اللون الأحمر.
ربما نادرٌ في الجزائر من لا يعرف أو لا يسمع بلهجة أهل جيجل (الهدرة تاع الجواجلة)، فهي لهجة خفيفة مسلية،فإذا التقى أحدهم بشخص من جيجل تتبادر إلى ذهنه مباشرة بعض الكلمات مثل “دِّي خوتي”، “حالكهوة” “بلكل”… حتى أن بعض الفنانين استخدموها في أعمالهم الفنية أمثال المرحوم حاج عبد الرحمان المعروف بالمفتش الطاهر الذي أبدع فيها و أخرج أعمالا سينمائية رائعة.
لهجة سكان جيجل واحدة من اللهجات المحلية الجزائرية الغالبة، و هي تعتتبر لهجة بربرية مُعربة، مُزجت عبر العصور بالكثير من اللهجات و اللغات الأجنبية كالمغربية، الاسبانية، التركية و الفرنسية. تنفرد عن غيرها ببعض الميزات كخلوها من حرف القاف الذي يُعوض بالكاف المفخمة في غالبية الاحيان، كما تتميز بإضافة حرف الحاء في أوائل الكلمات النكرة أي غير المعرفة، كقول مثلا “حالكاس” و الأفضل أن نكتبها “حَلـْكـَاسْ” و معناها كأس. هذا و لها ميزات أخرى بعضها مُكتسب من الاختلاط بالأجانب ، و البعض الآخر بسبب نمط حياة السكان المحليين، بالإضافة إلى ميزات أخرى كثيرة.
تختلف اللهجة الجيجلية الدارجة كما أسلفنا عن لهجات سكان المناطق الأخرى في الجزائر، و تختلف هي في حد ذاتها من منطقة إلى أخرى، خاصة في نغمتها، إذ نجد لهجة سكان مدينة جيجل مثلا تختلف عن لهجة سكان مدينة الطاهير، و هما الإثنتان تختلفان عن لهجة سكان الميلية، و هكذا مع معظم مناطق جيجل، لكن هذا الاختلاف طفيف و لا يشمل الأساسيات العامة للهجة الجيجلية
مثال عن اللهجة الجيجلية : لهجة سكان الجمعة بني حبيبي
أسماء الأشياء الحسية و المعنوية في اللغة الدارجة لسكان بني حبيبي مصدرها عربي، رغم أن نطقها يختلف عن النطق الحقيقي للعربية الفصحى، كأسماء الأشياء الشائعة مثل: الراس (الرأس)، لـَمْرا (المرأة)، الواد (الوادي)، الريحة (الرائحة)، المَرْط (المرض) إلى غير ذلك. كما نجد نسبة كبيرة من الأسماء أصلها أمازيغي، خاصة ما يتعلق بالنمط البدوي و مستلزمات الحياة الريفية كـَ: آزري (طريق صغير)، آشة (مساكن النمل)، آدغس (أول حليب البقرة بعد الولادة)، إيزَكتن (سيقان نوع من النباتات)، آزبوش (نوع من الزيتون)… إضافة إلى ذلك توجد نسبة من أسماء الأشياء مصدرها اللغة الفرنسية خاصة تلك المتعلقة بالأشياء التي عُرفت حديثا، مثل: الكابيني (المرحاض – Cabinet)، السَّيُو (الدلو – Seau)، المانَجْطو (الفاصولياء الخضراء – Mange-tout)…
يُستعمل الألف و اللام لتعريف الأسماء في غالبية الأحيان كالعربية الفصحى تماما مثل “الـْبـِيـدُونْ” و هو الدلو، “الـْيـَفـْش” و هو نوع من النباتات، “الدَّمْ” إلى غير ذلك، و أحيانا يكون التعريف باستخدام لام مشكولة كقول مثلا: لـَـغـْديـر و هو الغدير، “لـُودارة” و هو إناء صغير يُستعمل لشرب اللبن. كما تـُستعمل كثيرا الألف بالهمزة المنصوبة في أول الإسم، و هذه الخاصية ربما تكون موروثة من الأمازيغية كقول مثلا: “أبوكال” و هو إناء لشرب الماء يشبه الإبريق، “أفريخ” و هو العصفور، “أزَزال” و هو دعامة سقف البيت. أما بعض الأسماء الأخرى فلا تـُعرّف بالألف و اللام و لا بالهمزة و لكن تـُُنطق كما هي كـ: “تافلـّـيليس” و هي نوع من الطيور، “بوزلوف” و هو الرأس من الماشية بعد ذبحها.
من الأسماء ما هو مؤنث و منها ما هو مذكر كما في اللغة العربية الفصحى، لكن في هذه اللهجة يغلب التذكير التأنيث في كثير من الحالات، أي جعل بعض الأسماء مذكرة و هي في حقيقتها مؤنثة، كاليد، الرّجل، لودَن (الأذن) و الباب و غير ذلك