8
) بسم الله الرحمان الرحيم
مأساة غزة في نظري :
سالت الدموع وتدفق الدم ينبوع, و احترق القلب جراء ما حدث وتاهت في بحار الظلم أشرعتي .وبعدها طلب مني القلم أن أطلبه في كل مقال وقال لي:"لا تذرفي دمعا ولا ترمي دما,وإنما دفقي كلامك حبرا صافيا", لأن هذا وعد الله. فاستجبت لقول القلم, وها أنا أطلب منه وينجز, يكتب كل كلمة بضرب المعان ِ حتى تعيش غزة في أمانِِِِِِِِِِِِِ. أما الآن فأتمنى أن تتكلم السطور بدلا عني وتغني الحروف عن لساني, فما أنا إلا فتاة محبة للخير ونشره ومن عباد الله أيضا.
فغزة لا تستحق هذا فقط وإنما تستحق نصرة العالم أجمع,فوالله لو اتحد المسلمون كلهم صفا واحدا تملأه التقوى لعاشت فلسطين دولة حرة لأن في قلوبنا همة.
نحن لا نطلب المستحيل و إنما نحاول أن نلمّ شتات المسلمين جراء ما حدث, فلن أتألّم لو جاءني الألم بل أدرك فقط أنّ غزة تعاني أكثر منّي.فما أنا إلا بنت سبعة عشرة عاما أناجد أوراق الثرى لأبعد الشباب عن الهوى, حملت قلمي لأنّه سلاحي الوحيد فهو أقرب إليّ من فلسطين بعد التضرع, أريد الشهادة أو حتى نصرتها ولو بالشيء اليسير.لست من كتاب الشّعر لأكتب مثلا عن قضية ولا شاعرة أتكلم في كل قضية ولا سياسية أبحث في قضية وإنا أنا من ملايين الفتيات أحاول أن أوحد شباب العرب لنصرة فلسطين بعد ستة معارك عدة من بينها حطّين وهاهي ذي سابع أشرس معركة تخوضها إسرائيل ضد المدنيين الأبرياء. بالله عليكم قولوا لي ما ذنبهم؟ أ لأنّهم شعب يقاتل لنصرة بلاد الإسلام ونشر السلام في الأرض المباركة؟ أم ماذا؟ سؤال يحتاج إلى جواب. لا تكفي مظاهرة وإنّما علينا أن نتصرف فهذه القضية قضيتنا نحن العرب.
أعداء الله يريدون إشعارنا بالإحباط!أبدا والله فنحن لسنا أذلّين, وإنهم يهود غاصبين كفرة فجرة يفكرون بعقول البقرة, وليس منهم أذكى من حسان بن ثابت فقط لا من شكسبير ولا فيكتور هيجوه فقد قال فيهم عزّ وجل أنّهم قوم لا يفقهون,خرج من أصلابهم أكلة لحوم البشر وجزارون بارعون في جرائم لم تكن تعنيهم, بل و إنهم وضعوا ليرموا بمسلمي العرب في بحار من الدمار والخراب و الذل والهوان, و هذا جورج دابليوبوش يعيد القضية إلى حماس ويوجه الاتهامات إلى فتح و المقاومة ويقول :هي رأس الحدث!أما أنا فأقول كلام فارغ, أيعقل أن تقارن المقاومة وما حلّ بأهلها بما فعله بنو صهيون،لا والله.
كفى نوم، كفى سهو، كفى و ألف كفى هذه والله أكبر جريمة، أ نبسط ذراعنا حتى يصل العار إلينا أم ماذا؟ أبدا والله, فلنقم بسواعد الجدّ لنصرة بلاد المسلمين التي شنّ بنو صهيون ضدّها أبشع الجرائم لماذا؟هذا استهزاء بالمسلمين ليضحك عنّا الغرب ويقولون أننا عرب دون همة ؛لا وألف لا فنحن لم نصمد لأجل الهوان فذي يدي إن مدّت الدنيا يدا, يقول تعالى: "لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو
من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون"هذه دليل على جبنهم, أما ما يدل على خوفهم هو قوله تعالى:"لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون".فلنستغلّ خوفهم لنضعف قوّتهم، فقد رفع شرفنا شهداءنا و أهبط شرفهم جرائمهم. فهاهم يحفرون قبورهم بأيديهم و يدقّون أول مسمار بمطرقتهم في نعوشهم. الآن أوجه كلامي إلى كل قلب حيّ غيور على الإسلام وأهله هلمّ لنصرة بلاد المسلمين ولو بالشيء القليل فالله ينصر عباده ما دامت التقوى في قلوبهم, لننهض من سباتنا لنعيد المجد لأقوام لم يعرفوا الهدوء إلا صوت دبابات أعدائهم فلنقم بقلوب واثقة من نصر الله لنلمّ شتات ما مضى و انقضى في هذا الزمان.
الأمينة بنت العزة،
وهذا من أجلك ياغزة.