بسم الله الرحمن الرحيم
فى البدايه أحب أن أوضح ما هو الفرق بين الشرك بالله والكفر به :
الكفر : هو جحد الحق وستره ، فأصل الكفر في اللغة : التغطية ،
وأما الشرك فهو صرف العبادة لغير الله تعالى .
فالكفر قد يكون بالجحود والتكذيب ، أما المشرك فإنه يؤمن بالله تعالى ، هذا هو الفرق بين المشرك والكافر .
وقد يأتي كل من اللفظين بمعنى الآخر ، فيطلق الكفر بمعنى الشرك ، ويطلق الشرك بمعنى الكفر .
قال النووي رحمه الله :
" الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى ، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان
وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش ، فيكون الكفر أعم من الشرك "
***********************************
والشرك له صور متعدده
* منها دعاء الموتى أو الذبح والنذر للقبور والجن والأولياء والخوف منهم أن يضروه أو يمرضوه
فالقبور تزار للأتعاظ والدعاء للأموات قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
(زوروا القبور فأنها تذكركم الأخره )
أما دعاء أهلها والذبح لهم والتبرك بهم فشرك سواء كان من بالقبر نبيا أو وليا
كما يفعل الجهال عند قبر الحسين ( رضى الله عنه ) من دعائه والاستغاثه به .. أو البدوى .. أو الجيلانى
فكلهم بشر لا يضرون ولا ينفعون
وكيف تستعين بالمقبورين وهم جثث هامده لا يستطيعون تغيير حالهم فتطلب منهم تغيير حالك ؟!!
فأقول للذين يدعون الأموات أمواتكم هؤلاء الذين تبكون على عتباتهم وترجون شفاعتهم
(هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ) .. لا والله لا يسمعون ولا ينفعون
واليوم تنتشر الأضرحه والقبور المبنى عليها ويتقربون لها بالنذور .. والبعض يطوف بها ويطلب الحاجات
ففى القاهره : ضريح الحسين ابن على (رضى الله عنهما ) وضريح السيده زينب
وضريح الشاذلى أما ضريح البدوى فيزدحم أحيانا كالحج
وجلال الدين الرومى كتب على قبره : صالح للأديان الثلاثه .. المسلمين واليهود والنصارى
وفى دمشق ضريح لرأس يحيى ( عليه السلام ) بالمسجد الأموى وبجانبه قبر لصلاح الدين
وكذلك فى تركيا وفى العراق العديد من المساجد بها قبور وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
" لعن الله قوما إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
ولم يكن الصحابه والتابعون يبنون المساجد على القبور أبدا
والعجب أن الناس مفتونون بها مع أن أكثرها أضرحه مكذوبه
فالحسين له قبر بالقاهره يتقربون اليه ، وفى عسقلان له قبر أيضا ، وفى المدينه النبويه قبر !!
وفى جبل الجوشن بحلب ضريح لرأس الحسين !! وفى كربلاء والنجف أضرحه للحسين ورأسه !!
أما زينب بنت على فماتت بالمدينه ودفنت بالبقيع ولها قبر منسوب اليها أقامه الشيعه بدمشق
ولها ضريح فى القاهره وهى لم تدخل مصر أصلا !! .
* كذلك الحلف بغير الله كالحلف بالكعبه أو الشرف أو جاه النبى لا يجوز
فالحلف تعظيم لا يصلح الا لله .. قال (صلى الله عليه وسلم ) : " من حلف بغير الله فقد أشرك "
ومن حلف بغير الله ناسيا .. فليقل : لا اله الا الله
سأل النبى (صلى الله عليه وسلم ) معاذ فقال :
يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟ فقال :
الله ورسوله أعلم .. فقال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ..
وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا .. وسئل النبى ( صلى الله عليه وسلم ) :
أى ذنب عند الله أعظم ؟ فقال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك "
فالشرك أعظم الذنوب ولا يغفره الله أبدا .. والجنة حرام على المشركين .. وهم مخلدون فى النار
( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )
ومن أشرك .. فسدت كل عباداته من صلاة وصوم وجهاد وصدقه..
( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )
فى أول الأسلام حاول الكفار صد النبى (صلى الله عليه وسلم ) عند دينه
فأرسلوا له حصين بن المنذر .. فلما دخل حصين .. قال : يا محمد ..
فرقت جماعتنا .. وشتت شملنا .. فأن أردت مالا أعطيناك .. أو ملكا ملكناك.. فلما سكت
قال (صلى الله عليه وسلم ) : يا أبا عمران .. كم إلها تعبد ؟ فقال :
أعبد سبعه ! ستة فى الأرض .. وواحد فى السماء !! فقال ( صلى الله عليه وسلم ) :
فأذا هلك المال من تدعو ؟ قال : أدعو الذى فى السماء .. قال : فأذا أنقطع المطر من تدعو ؟
قال : الذى فى السماء .. قال : يستجيب لك وحده .. أم يستجيبون لك كلهم .. قال يستجيب وحده ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : يستجيب لك وحده .. وتشركهم فى الشكر ! أم تخاف أن يغلبوه عليك ؟
قال : لا .. ما يقدرون عليه ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : يا حصين .. أسلم ..
نعم كانوا يعبدون تماثيل ويعتبرونها وسائل تقربهم الى الله .. ويتعبدون لها بذبح ودعاء وطواف وبكاء ..
لتشفع لهم عند الله ويقولون ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) فسماهم الله مشركين
مع أعتقادهم أن الله هو الخالق الرازق ..
فما الفرق بينهم وبين من يتقرب اليوم الى ميت فى قبره ويرجوه أن يشفع له عند الله ؟؟
* أما الأحتفال بمولد النبى (صلى الله عليه وسلم ) أو الأولياء فبدعه لم يفعلها النبى (صلى الله عليه وسلم)
قال (صلى الله عليه وسلم): "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أى مردود عليه وكل محدثة بدعه
وقد يقع فى المولد اختلاط ومعازف أو شرك بدعاء الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وطلب المدد .
وختاما يا من يدعو قبرا أو ميتا .. أو يحلف ويذبح لغير الله .. أسأل نفسك . كم إلها تعبد ؟
فالله فرد صمد لا يرضى أن يشرك معه أحد ..
أنت ولا شك ستذكر هذه الرساله يوم القيامه ووقتها لن تكون الا واحدا من اثنين
* أن تكون قد وصلتك هذه الرساله فققرت أن تقف مع نفسك فكانت سببا فى تغيير حياتك
* أن تكون قد وصلتك هذه الرساله فلم تهتم بها فكانت حجة عليك بين يدى الله يوم القيامه
منقول