أنت أيها الكتاب القاطن في المكتبة ..
غلافك جميل .. وألوانه جذابة!
أوراقك متينة.. وعليها زخارف وكلمات مصفوفة بشكل أنيق ومرتب.
قرأت كلماتك.. كانت جميلة مؤثرة وذات معنى!
من وضع فيك كل أنواع الفنون هذه حتى صرت بهذا البهاء والروعة؟
7
7
7
أما كلماتي فهي من صنع المؤلف.
كانت وليدة لحظات من التفكير.. ثم صاغ المعاني من تلك الكلمات رويداً رويداً حتى تشعبت أفكاري وصارت أكثر عمقاً.. لقد صرف المؤلف الكثير من الأقلام في سبيل كتابتي.
- ولكن.. إذا كان الكاتب قد رسمك بخط يده.. فكيف صارت حروفك مصفوفة بدقة ومن دون سطور تمسكها؟!
7
7
7
- بعد أن انتهى مؤلفي من كتابتي بالقلم .. تسلم المدقق اللغوي أوراق المؤلف وبدأ يقرأها بعناية وهو يتصيد الأخطاء اللغوية ليصلحها .. ثم أوصلني إلى موظف في دار النشر .. ذلك الموظف هو عامل الصف الإلكتروني الذي بدأ بكتابتي على الحاسب في برنامج يسمى برنامج الكتابة .. وبعد صف حروفي .. قام بطباعتي على عدة نسخات .. ثم توزيعي على من يهمهم الأمر.
7
7
7
- على من يهمهم الأمر؟.. ومن يهمه الأمر؟
- من هنا بدأت في تحقيق حلمي، وبدأ مشواري الصعب في إيصال المعرفة ..
أوصلوا نسخة مني إلى المدقق الطباعي .. الذي يتربص الأخطاء الطباعية
7
7
7
- أما النسخة الأخرى.. فكانت عند الجهة الرقابية التابعة لوزراة الإعلام .. التي تقرأ كلماتي، وتمنع أن ينشر كل ماهو ضار بين الناس.. فأنا كالدواء إما أن أشفي وإما أن تكون كلماتي كالسم .. إن للكتاب مفعولاً مؤثراً جداً.. لاسيما إذا كان موضوع كلماته تمس هموم الناس ومشاكلاتهم.
7
7
7
- وهذا الغلاف الجميل المتناسق .. من أبدع هذه الرسمة المعبرة عن محتواه .. ومن وضع عنوانه بخط جميل.
- إنه المصمم .. الذي يمتلك حساً فنياً عالياً في تصميم الغلاف بشكل جميل حتى يكون جذاباً للمشتري.
فأنت تعلم أنه مهما كان محتوى الكتاب مفيداً .. إلا أن شكله ونوع ورقه وخطه مهم جداً لجذب القراء.
7
7
7
- أخبرني أيها الكتاب الجميل كيف وصلت بعدها إلى المكاتب بأعداد كبيرة؟
- بعد الانتهاء من كل تلك الخطوات .. خضعت لعملية الإعداد الطباعي ... أي .. كيف يمكن أن يبدو شكلي بعد الطباعة.. نوع خطي.. لوني.. شكل فهرسي.. عدد أوراقي.. وغيرها وغيرها.. ثم أدخل إلى المطبعة لتطبع مني آلاف النسخ.
7
7
7
- وبعد طباعة أوراقي يتم تجليدي .. أي وضع الغلاف على أوراقي.
وبعد أن أظهر بالحلة الأخيرة الجميلة .. يتم تسويقي إلى المكتبات ليتم شرائي من قبل الناس.. وأبدأ مهمتي في التثقيف ونشر المعرفة.
- ولكن أيها الكتاب الجميل .. قرأت على صفحاتك أنك طُبعت في دار نشر في بيروت .. فكيف وصلت إلى بيتنا؟
7
7
7
أجل.. طُبعت في بيروت .. ولكن العلم والمعرفة لايمكن أن يقتصر على بلد دون بلد .. فأنا أحب التجوال وزيارة المعارض لأنشر العلم في جميع البلدان .. وقد زرت معرض الكتاب في بلدتك .. فاشتراني والدك.. بعد أن أعجب بمحتواي، ووصلت إلى هنا.