كلنا يعلم كم من السهل البدء بالتدخين وأيضا كم من الصعب التوقف والإقلاع عنه، وخاصة إذا أدمن عليه المرء.
ولا يزال العديد منا يعتقد أن التدخين سلوك ممتع بل أن البعض يعتقد أن التدخين يساعد على تخفيف الوزن الزائد.
ولا عجب فهناك العديد من الخرافات والأكاذيب التي ابتدعتها ونشرتها وروجت لها مصانع السجائر والتبغ. والحقيقة هي أن التدخين ليس ممتعاً البتة. بل ضار وغير مفيد وأن السجائر تقود من يدخنها إلى نوع شديد الخطورة من الإدمان. وتجعله أسيراً لدخانها السام.
وفي حقيقة الأمر يجب أن نعي بأن الإقلاع عن التدخين يبدأ بقرار ذاتي. ويعتمد على الإرادة والإصرار فلابد أن يبدأ المدخنون بمساعدة أنفسهم ليتسنى للآخرين مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين.
والطريف في الأمر أن العديد من المدخنين على علم تام بإضرار التدخين على الصحة، كما يخشى الكثيرون منهم الإصابة بالسرطان. وبرغم ذلك يعجزون عن اتخاذ خطوات عملية نحو الإقلاع عن التدخين ومنهم من لا يفعل شيئاً سوى تدخين سيجارة جديدة.
والحقيقة هي أن عملية التخلص من عادة التدخين قد تصبح سهلة جداً بطريقة قد لا نتصورها. وذلك إذا علمنا أن المدخنين ليسوا مدمنين على مادة النيكوتين التي تحويها السيجارة كما نعتقد بل على تفاعل الجسم معه. وهذا التفاعل يتمثل في إطلاق وإفراز مادة الاندروفين.
والنيكوتين يعتبر من المواد السامة جداً. فهو يؤثر على المواد الكيميائية الطبيعية في الجسم ويربك الدورات الحيوية الطبيعية. وبذلك يحفز الجسم على وقف عمل المستقبلات الحسية. وهذا بدوره يسبب جهداً وتوتراً مركباً يتسبب في شعور المدخن بالإرهاق الشديد لاحقاً وبذلك يرغب في تدخين سيجارة أخرى فالمدخنون يعتقدون أن التدخين يمنحهم الراحة ويخلصهم من تقلبات المزاج والعاطفة. لكن ذلك اعتقاد خاطئ تماماً.
ولمساعدة المدخنين قدم المنوم المغناطيسي الأشهر في بريطانيا بول ماكينا بعض النصائح المفيدة التي قد تساعد المدخن إذا ما اتبعها- على التخلص من تلك العادة المزعجة.
وقد شن بول مؤخراً حملة عنيفة ضد التدخين لمساعدة المدخنين على التخلص من عادة التدخين باستخدام التنويم المغناطيسي.
والنصائح هي:
* في البداية يجب أن تكون الرغبة والإرادة قوية. و أن يكون المدخن مستعداً ومقتنعاً تماماً بما يود القيام به لذلك يجب عليه تحديد الوقت الذي سيبدأ فيه الإقلاع عن التدخين. كما يجب عليه الالتزام بهذا الموعد.
* يمكن للمدخن أن يكتب في ورقة الإضرار النفسية والجسدية التي يسببها التدخين للمرء فمثلاً يذكر أنها عادة سيئة وتسبب اصفرار الأسنان والأظافر وتسبب رائحة كريهة تنفر الأصدقاء من المدخن.
وفي ورقة أخرى نجد المنافع التي ستعود عليه بعد التمكن من الإقلاع عن التدخين فمثلاً نجد أنه يشعر بالفخر بنفسه وبقوة إرادته.
* كسر الروتين وتجنب الأماكن التي تعود على التدخين فيها بكثرة لفترة مؤقتة. فمثلاً إذا كان يدخن في السيارة فما عليه إلا تنظيف السيارة جيداً من الداخل لتصبح رائحتها منعشة وطرية.
* لا يسأل نفسه أسئلة مثل (لم لا أستطيع الإقلاع عن التدخين بسرعة) فمثل هذه الأسئلة تحبط المدخن ولا تساعده على الاستمرار والمقاومة بل عليه أن يسأل نفسه أسئلة من نوع أخر مثل (فيم سأستخدم صحتي الجديدة؟ كيف سأستمتع بوقتي؟) ويجب إن يأخذ المدخن الإجابة على تلك الأسئلة بعين الاعتبار حتى يشعر بتحسن ويتمكن فعلاً من الإقلاع عن التدخين.
* وإذا ما شعر برغبة قوية في التدخين فليأخذ نفساً عميقاً جداً ثلاث مرات ولا شك في أنه سيشعر بالراحة.والأهم من كل ذلك إلا يستعجل النتائج فعملية الإقلاع عن التدخين تعتبر عملية صعبة لذلك لا بد من التدرج في التعامل معها.