أوصى بها عمر بن الوردي المتوفى سنة 749هـ 0ولده
اعــــــتــزلْ ذكـــــر الأغــــاني والغــــزلْ
وقـــــل الفصــــل وجــــــانبْ مــــــن هزلْ
ودع الـــــــــذكــــــر لأيـــــــــــام الصبــــا
فــــــــــلأيــــــــام الصبـــــــا نجــــــمٌ أفــلْ
واتـــــــــرك الغـــــــــادة لا تحفـــــل بهــــا
تـــــــمس فـــــــي عــــــز رفيــــــع وتجلّ
وافـــــتكر فــــــي منتهــــــى حســـن الذي
أنــــــت تــــــهواه تــــــجد أمــــــــرا حلل
واهـــــــجر الخـــــــمرة إن كــــــــنت فتى
كـــــيف يسعـــــــى في جـــنون من عقل؟
واتــــــــــــق الله فتــــــــقــــــــــوى الله ما
جــــــــاورتْ قــــــلب امرئ إلا وصــــــل
ليــــــــس مـــــــن يــــــقطع طرقـــــا بطلا
إنــــــــما مــــــــن يـــــتـــــــقي الله البطل
كــــــــتب المـــــــوت عـــــــلى الخلق فكم
فـــــلّ مــــــنْ جــــــيش وأفــــنى من دول
أيـــــــــــن نــــــــمرود وكنعـــــــان ومــن
مـــلـــك الأرض وولــــــــــى وعـــــــزل؟
أيــــــــــن مـــــن ســــــادوا وشادوا وبنوا
هــــلك الــــــــكل ولـــــــم تـــــــغن القُلل؟
أيـــــــــن أربـــــــــــاب الحجى أهل النهى
أيــــــــن أهـــــــل العــــــلم والقوم الأول؟
سيــــــــعــــــــيــد الله كـــــــــلا منــــــــهمُ
وســـــيـــــــجــــــزي فــــــاعلا ما قد فعل
اطـلـــــب العـــــــــلــــم ولا تــــــــكسل فما
أبعـــــــــــد الخيــــــــر علــــى أهل الكسل
واحتــــــــفــــل للفــــــــقه فــــي الدين ولا
تــــشتــغــــــل عــــنه بـــــمال وخـــــــول
واهــجــــر الـــــنــــوم وحصلـــــــــه فمن
يــــــعـــــــرف المـــطلــــوب يحقر ما بذل
لا تـــقـــــــل قـــــــــد ذهـــــبــــت أربــابه
كـــــــل مـــــن ســــــار على الدرب وصل
فــــــي ازديــــــــاد العــــــلم إرغـــام العدا
وجـــــــمــــال العـــــــلم إصــــــلاح العمل
جــــــمـــــل المنــــــطــــــق بالنحــــو فمن
يـــــــحـــــرم الإعـــــــراب بالنطق اختبل
انـــــظـــــم الشـــــعر ولا زم مـــــذهبــــي
فـــــــي اطراح الرفـــــد لاتـــــبع النــــحل
فـــــــهو عـــــــنوان عـــــلى الفضـــل وما
أحــــــسن الشـــعـــر إذا لم يــبــتـــــــــذل
أنـــــــــا لا أخـــــــــتار تــقــبــيــل يـــــــــد
قــــطــــعـــهــا أجــــمــــل مـــن تلك القبل
مــلــــك كسرى عــــــنه تــــغـــــني كسرة
وعـــــن الـــبـــــحر اجــتـــــــزاء بالوشل
اطرح الدنــــــــيــــا فـــمن عــــــــاداتهــــا
تـــخــفــض العـــــالـــــي وتعلي من سفل
عـــيــــشة الــــــراغــــــب في تحصيـــلها
عــيــشــة الجــــاهــل فيــهــــا أو أقـــــــل
كــــــــم جهــــــــــول بــــــــات فيها مكثرا
وعــــلــــيــــم بــــــات مــــنها في عـــلل
كــــــــم شجـــــــاع لـــــم يــنل فيها المنى
وجــبــــان نـــــال غــــــايـــــات الأمــــــل
فـــــــاتـــــــرك الحــيـــــلة فـــــــيها واتكل
إنـــــــمـــــا الحيـــــلــة في تــــــرك الحيل
لا تــقـــل أصـــــلي وفـــــصلـــــي أبــــــدا
إنـــــمــــا أصـــــل الفــــتـــى ما قد حصل
قــــــد يـــــسود المـــــرء مــــــن دون أب
وبـــــحســـــن السبـــــــك قد ينفي الدغـل
إنــــــمـــــا الورد مـــــــن الشـــــــوك وما
يـــنــبــت النــــرجس إلا مــــــن بصــــــل
قـــيــمة الإنــــســــان مــــــا يـــُـحسنــــــهُ
أكــــثــــــر الإنســــــان مـنـه أم أقـــــــــل
بــيــن تـــبــذيـــر وبـــخل رتــــــــبـــــــــة
وكــــــــل هـــذيــــــــــن إن زاد قـــتـــــــل
لــــــــيـــــــس يــخـــلو المرء من ضد ولو
حــــــــاول العـــــــزلة فــــي رأس الجـبل
دار جـــــــار الســـوء بــــالصبــــــــر وإن
لــــــــم تجــــــــد صبرا فما أحلى النــقــل
جـــــانــب السلـــــــطان واحذر بطشـــــــه
لا تعــــــاند مــــــن إذا قـــــــال فعــــــــــل
إن نصــــف النــــــــاس أعــــــداءٌ لمــــن
ولــــــي الأحــــــكام هــــــذا إن عــــــــدل
قـــــــــصّر الآمـــــــــال فـــــي الدنـــيا تفز
فــدليــــــــل العــقــل تــقـــصــيــر الأمـــل
غــــــب، وزر غبا تـــــــــــــزد حبـــا فمن
أكــــــثـــــــر التــــــرداد أقـــــــصاه الملل
لا يــــــضر الفــــضــل إقــــــلال كـــــمــــا
لا يـــــضـــــر الــــشــمــس أطباق الطفـل
خــذ بــــــنصـــــل السيـــــف واترك غمده
واعــتــبــر فــضــل الفــــتى دون الحــلـل
حــبــك الأوطـــــــان عـــجـــز ظـــــاهــــر
فــــــاغــتــرب تــلــق عـــن الأهـــــل بدل
فــبــمــكـــث الــمــاء يــبــقــى آســـنـــــــا
وســُـــرى البـــــــدر بـــه البـــــدر اكـتمل