???? زائر
| موضوع: دمووووووووووووع الورد الخميس أغسطس 12 2010, 13:28 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم دموع الورد كانت تجلس فوق ركبتي والدها ، مُسندة رأسها على صدره ، وهو يداعب خدها بيديه ، ثم همس قائلاً :" ستصبحين أجمل فتاة في الدنيا ، ربما تشاركين في مسابقات الجمال ، أو عرض ٍ للأزياء ،أعلم ! ستفوزين! . " وطبع قبلة فوق رأسها ، وهو يبتسم. -------
لم تكن تعلم خطورة الموقف ، فاليوم هو يوم العرض الكبير ، في تلك الصالة الكبيرة ذات الأنوار البلورية والستائر الفاخرة ، و بعضٌ من الأضواء الخافتة ، يمتد ممرٌ طويل منذ بداية الصالة لمسافة تقرب نصفها ، والكاميرات في كل مكان ، بينما يتلاشى ضبابٌ دخاني مع تلك البسمات الخافتة و القهقهات. مدت يدها لتمسك ذلك القرط ، كانت فرحة لأنها سترتديه أخيراً بعد أن قامت بوعده أنها سترتديه ليلة العرض الكبير. كان قد أشتراه لها في ليلة ماطرة أثناء بحثه هنا و هناك عن هدية عيد ميلادها ، كان المطر يهطل بغزارة و صورتها لا تفارقه وهو يراها بين القطرات ، ضوء عينيها ينعكس على وجهه ، ولمستها تخترق مساماته. أختلطت دموعه بالمطر ، وشعور بالضعف يحترق بداخله ، كان يتمنى أن يقول لها :" أحبك ِ " ! كان يشعر بحبها كل لحظة ، لكنه خائف ، كان دائماً ما يشعر بأنه مكبلٌ أمام الحروف ، مثقلٌ بالصمت ! لا يعلم كيف ينطقها ، لكن كبر أمله بمناسبة عيد ميلادها ، تلك الفرصة المواتية للاعتراف أخيراً . لم يكن يملك المال الكافي لشراء هدية ، لكن عزيمته و إصراره دفعاه ليعمل ليل نهار فقط من أجل توفير ثمن ذلك القرط الذهبي ، كان دائماً ما يقول :" سيكون جميلاً بين أذنيها ، ستفوق جمال الطبيعة سحراً ، أعلم ! تلك الساحرة لا يوجد قمرٌ مثلها في العالم " كان يراها أمامه بذلك الشعر الأسود الطويل كشلال ٍ أسود ، يوم أهداها تلك الوردة ، الندية ، الحمراء كشفاهها المرتسمة كاللوحة ! ابتسمت و تنهدت ببطء ، لم يكن للمعان عينيها مثيل ! [b]أمسكتْ بها بعطف ٍ و حنان وداعبتها بأطراف أناملها ، سقط الندى من بين خديها دمعة حارة ، كما سقطت تلك النقطة البيضاء من بين أطراف تلك الوردة ! أمسك بيدها حينها ووضع بين راحتها علبة صغيرة ، ثمّ اختفى بين الظلام ! [/b] ------------- كان والدها يتراجع صحياً يوم بعد يوم فلم يعد يستطيع المشي ، وأصبح جليساً للفراش ، لكن إبتسامته لم تغب يوماً عن شفاهه ، فقد كان إيمانه قوياً ! لكن قلبها كان ضعيفاً ، لم تكن لتتحمل رؤيته بهذه الطريقة وهو الذي - ومنذ وفاة والدتها - يقوم بكل شيء ! كان الأب ، الأم ، الأخ ، الأخت ، يستقبلها عندما تصحو صباحاً بقبلة ، ويودعها بقبلة عندما تذهب للنوم ليلاً ! [b]كان بالنسبة لها ذلك الربيع الذي لا يغيب ، تحتمي عند الشتاء تحت وسادة صدره من البرد القارس ، كانت تجد بين يديه تلك الحميمية التي تنسيهاحرارة الصيف ! و عند الخريف تجدها تحتمي بمظلة قصصه و همساته ! لم يمنعها من شيء ، منحها ما استطاع من رعاية و حب ! كانت تضحك كلما خالجها ذلك الشعور ، يوم جلست أمام المرآة و هو ممسكاً بذلك المشط ! قال لها :" ما رأيك ِ أن نقص لك ِ شعرك ِ ، أظنه طويلاً أكثر من اللازم " قالت بذلك الصوت الأنثوي الدلوع :" لكنه يعجبني يا أبي ، هل مللت من تسريحه ؟! لم تكن أمي تتذمر منه ، كانت تقول لي دائماً أن شعركِ هو تاجكِ فحافظي عليه " كانت حينها تلاعب شعرها و هي تتكلم ، وعندما رفعت رأسها باتجاه المرآة ، وجدته مبتسم و الدموع بين عينيه . أمسك رأسها ببطء قبّلها و قال :" هو فعلاً تاجك يا ابنتي ، كم كبرت ِ طفلتي " [/b] كانت الذكريات تأتي تباعاً و هي لا تعلم كيف تساعد أباها ، فمحاولاتها في إخفاء دموعها لم تجدي نفعاً ، و كان يشعر بنحيبها في عينيها ! لم يقل لها بأنه مصابٌ بسرطان الكبد وأن أيامه معدودة و ربما يودعها في أية لحظة ! كان دائماً ما يردد في نفسه :" مسكينة أنت ِ يا وردتي ". --------- تبقت خمس دقائق لتظهر أمام ذلك الجمهور من خلف تلك الستارة ، الأضواء مسلطة في اتجاهها ، كل شيء متقن ! شعرها الطويل المتماوج ، قرطها الذهبي ، ، ينقصها فقط وجود والدها و حبيبها ! لم تسمع أخباراً عن حبيبها منذ اعترافه لها بحبه ، أخبرها بأن هناك فرصة عمل خارجاً ، لكنه سيعود. كانت تعلم بأن عودته شبه مستحيلة ، رغم تمسُكها الدائم بذلك الأمل الوردي ، لكن الحقيقة المُرة تفرض علينا الكثير ! [b]نبأ انفجار تلك الباخرة وسط المحيط ، و عدم إيجادهم لجثته ، كانت الصدمة الكبرى ! لم تعلم شيئاً عنه ، كل ما تبقى لها تلك الوردة الحمراء التي أعطاها لها في زهرية فضية ! [/b] قال لها :" نحن البشر كالزهرة لا نحيا دون رعاية ، و لا نبكي دون دموع ، لكننا عندما نتألم نتألم بصمت ، هل دهستي وردة من قبل و سمعت ِ صراخها ! " لم تفهم حينها ما يقول ، كل ما قامت به سقوطها بين أحضانه ، هامسة له : " سأحبك و سأظل أحبك ، ستكون تلك الوردة ونيسي حتى تعود ، سأداعبها كما كنت أداعب يديك ، وأهامسها كما كنت تهمس لي بعينيك ". وضع يده فوق فمها و قال لها بألم :" أحبك ِ ، و سأظل أحبك ِ ". واحتضنها كما يحتضن حلماً هارباً ! -------------
كانت ترتدي ذلك الفستان الأحمر ، بالكُسْر ِ المنحنية التي كلما اتجه نظرك شبر ٍ إلى الأسفل اتسع قطر الدائرة التي يمثل جسدها مركزاً لها ! و كلما صوبت ناظريك الى الأعلى تجده يضيق شيئاً فشيئاً ، حتى تصطدم بلمعان وجهها المضيء ! كان الجميع يغمغم من شدة جمالها ! وتلك الموسيقى المتناسقة مع حركة أرجلها ، كانت تهزُ المكان. عند وصولها ألى آخر ذلك الممر سقط نظرها على ذلك الكرسي الفارغ ! [b]رأت والدها الذي توفي منذ أكثر من شهرين و هو يصفق لها ، ولم تغب تلك الابتسامة عن شفتيه ! وضع يده على فمه ، و طبع قُبلة حُب ٍ عليها ، ثم بسط يده باتجاهها و نفث هواءاً طفيفاً من فمه ، ليرسللها قبلاته الحارة ، مُهنئاً إيّاها ! مرّت ذكريات تلك الأعوام أمام عينيها ، أيام دراستها لبكالاريوس التصميم .. شغفها بالملابس و التجميل .. التشجيع الذي لاقته من والدها .. أول عرض ِ أزياء تقوم به بدور المصممة .. دخولها عالم الأزياء كعارضة و مصممة في آن ٍ واحد .. حبيبها الذي لا تعلم أخباره .. والدها الذي توفى ! .. وتلك الوردة التي أعطاها لها حبيبها يزداد جمالها يوماً بعد يوماً ، تنساب قطرات الندى بهدوء ، لتلمع مع إشراقة شمس الصباح البهية وهي تقف أمام ذلك الحشد ، مصفقاً لها و الدموع بين عينيها ! [b]وبينما أحد المصورين يلتقط الصور ، شعر بأن هناك لمعاناً في إحدى اللقطات فقال في نفسه : " دموعها كدموع الورد في ذلك الفستان الأحمر " ![/b][/b] |
|
الحبيب غريسي عضو مـلــكــي
الجنس : المساهمات : 10498 العمر : 42 العمل/الترفيه : معلم المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا تاريخ التسجيل : 18/09/2009
| موضوع: رد: دمووووووووووووع الورد الخميس أغسطس 12 2010, 13:37 | |
| مشكوووووووووور جدا اخي موح
واصل تالقك و إبداعك |
|
جنان عضو مـلــكــي
الجنس : المساهمات : 7309 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : ممتازة تاريخ التسجيل : 27/04/2010
| موضوع: رد: دمووووووووووووع الورد الخميس أغسطس 12 2010, 17:35 | |
| راائع ماقدمت أخي موح شكرا لك وجزاك الله كل خير |
|