فـي كـل أرض مـحنةً ومآسي *** والـجـرحُ ينزف ماله من آسي
والـقـلب أوشك أن يُقطّعه الأسى *** مـن ذا يـضـمّدُ جرحه ويواسي
لـو كـان جـرحاً واحداً لكتمته *** أو كـان عـشراً لم أقل يا راسي
لـكـنـه ألـفٌ وألـفٌ راعفٌ *** أواه مـمـا أشـتـكـي وأقاسي
لـو كـان في جسمي لكان دواؤه *** سـهـلاً ولـو مراً وملء الكاسِ
لـكـنـه والله يـشـهـد- إنه *** فـي القلب مبضعه وفي إحساسي
أو كان في بيتي وفي أرضي إذن *** أخـتـارُ غـيرهما وما من باس
فـالأرض واسـعةٌ ومهما أُغلقت *** أبـوابـهـا أو سُـوّرت برواسي
فـلـسوف أُبصر مسرباً أمشي به *** أو كـوّة أُحـيـي بـهـا أنفاسي
لـكنْ جراحي في العقيدة وهو ما *** يُـدمـي الـفؤادَ..يحزّه بمواسي
وأشـد مـنـه مـرارة أني أرى *** أهـل الـحـمى في غفلةٍ وتناسي
*** *** ***
مـاذا أقـول وجُـلُّ مـن ألـقاه *** مـشـغولٌ بأمشاج من الوسواس
وكـأنـهـم زبـدٌ يفيض وينطفي *** مـوتـى بـأنـفـاس بلا أرماس
هـذا يـئـن وذا يـزنّ وجـوقةٌ *** تـخـتـال بين مناسفٍ وكراسي
وحثالة الصرعات تمتح من جحور *** الإثـم مـن بـاريس أو تكساس
تـخـذوا الحياة مطية للهو والـ *** شـهـوات وانطلقوا مع الخنّاس
صـاروا عـبـيداً يرفُلون بذلّهم *** ورقـابـهـم فـي قبضة النخّاس
*** *** ***
الـقـدس يـا لـلقدس كانت درةً *** مـزهـوة بـالـنـور والحراس
لـكـنـهـا أُسرت وطال إسارها *** بـيـد الـيـهود حثالة الأجناس
أُسـرتْ ومـا زالت تفيض تفاؤلاً *** وهـدايـةً وتـشـعُّ كـالنبراس
وتـقـولـ: هاأنذا فمن يأتي إلى *** سـاحـي ويـنقذني من الأنجاس
*** *** ***
مـن ذا يجيبكِ إن صرختِ؟ ومن *** يلبي إن أطلتِ القرع بالأجراس؟
لا لـن يـجـيبكِ من أولئك واحد *** فـالـكـل في شغل وفي إفلاس
لـكـنْ بـنوك همُ الرجال وكلّهم *** يـتـسـابـقـون بهمة وحماس
وهـمُ على العهد الذي قطعوا، وقد *** عـضّـوا عليه اليوم بالأضراس
لـبّـوا الـنـداءَ ولا سلاحَ لديهمُ *** إلا الـحـجـارة دونـما أتراس
الـقـائـمون الراكعون الساجدون *** الــذاكـرون الله بـالأغـلاس
هـم مـنقذوك وهم بنوكِ، وطفلهم *** يـا قـدس كالجبل الأشمّ الراسي
لا يـرهب الموتَ المحتّم بل يرى *** فـي ورده عـرساً من الأعراس
*** *** ***
أمـلـي بـكـم يا فتية الإسلام يا *** غـرسَ الهدى يا أطهر الأغراس
لا تـتـركـوا الأعداءَ في جنّاتنا *** فـي أرضـنا في أقدس الأقداس
صبّوا عليهم ما استطعتم من لظى *** نـيـرانِـكم فجميعهم من (شاس)
لا فـرق بـين صقورهم وبغاثهم *** والـجـارح الـنـباح كالنسناس