أيعقل ؟
أيعقل أن تخون الدماء العروق ؟
ولما لا ! طالما الدماء ماء
والعروق حروق
أيعقل ؟
أيعقل أن تعتزل العنادل التغريد في وقت الشروق ؟
ولما لا ! طالما أن العنادل طيور
والتغريد أصبح نشاز بوق
أيعقل ؟
أيعقل أن تمطر دون سحاب؟
و لما لا ! طالما السحاب عيني
والمطر دمعي الزهوق
أيعقل؟
أيعقل أن تعصر الليل حزنا ؟
ولما لا ! طالما الليل وقتا
والحزن صديقي الصدوق
أيعقل؟
أيعقل أن ترسم بدون فرشاة أو قلم ؟
ولما لا ! طالما الرسم موهبة
والفرشاة والقلم مشاعر قلبا خفووق
أيعقل ؟
أيعقل أن تصاحب ذئبا ؟
و لما لا !ّ طالما الذئب أكثر رحمة
من أنثى قلبها للرحمة لا يتوق
أيعقل؟
أيعقل أن تحلم في الليل حلما وتنتظره أن يتحقق نهارا؟
و لما لا ! طالما الحلم حلمي و النهار بيدي
أيعقل ؟
أيعقل أن تغادر لا تعرف إلى أين تذهب
لتجد نفسك عند أطلال حبك المعذب؟
و لما لا ! طالما الجنون أصابني والشوق مذهب
أيعقل؟
أيعقل أن تشكوا لصديقا عذابها
وأنت من كتم سنين أسرار عشقها؟
و لما لا ! طالما أني صرت مفضوحا
حين تفوهت شوقا باسمها
أيعقل؟
أيعقل أن تنتظر المطر كأنك شجرة سنديان يابسة
والسماء من السحب خاليه ؟
و لما لا ! لطالما كان المطر مرهون
بانتظار القلوب الصافية
والرياح لابد أتيه
أيعقل ؟
أيعقل أن تجمع الأصداف والبحر غاضب والأمواج عاتية؟
ولما لا ! طالما البحر وأنا صديقان منذ سنين ماضية
أيعقل ؟
أيعقل تجلس في الظلماء وحيدا
والرياح عواصف لتكتب هذه الحروف؟
ولما لا ! طالما إني مجنون بحبها لا يسكنني أي خوف
أيعقل ؟
أيعقل أن تشق قطرة الماء نصفين
نصفا تشربه و نصفا تمزجه بدمع العين؟
ولما لا ! طالما العطش موتا والدمع يجرح الخدين
أيعقل ؟
أن تجمع بيديك حبات المطر
وتمزجه بالبحر
مرادك أن تجعل البحر رحيقا !
هذا من جنون الأمر ؟
ولما لا ! طالما أنها مزجت حياتي
بحزن وعذابا لا ينتهي وألم وقهر
أيعقل؟
أيعقل أن تحسب الوقت كل ثانية كيف تمر
تمارس طقوس الانتظار لحب فآته قطار العمر؟
ولما لا ! طالما أنا مسلوب الإرادة
ليس لي بالدنيا سوى أن أنتظر
أيعقل ؟
أيعقل أن تصلي الفجر وتعود لمجالسة البحر
وعيناك لم تذق للنوم طعما وقلبك يملؤه الضجر ؟
ولما لا ! طالما إني حزينا ضاقت بي الدنيا بما رحبت
هكذا سأقضي ما بقى لي من عُمر
أيعقل ؟
أيعقل أن يكون في الدنيا رجل مثلك يترك الملذات
ويزهد من حياة العشق لأجل أنثى نال منها الويلات؟
ولما لا ! طالما إني أحبها
ولن أحب بعدها
سأحتمل كل الحرمان والآهات
أيعقل ؟
أيعقل ياعبدالله هذا الحال الذي أنت فيه؟
ولما لا يعقل ؟
فأنا الحب كله أشكله لا أنقص جزء فيه
لطالما عشقت الكمال في الحب لن ابخسه قدره أو أنفيه