|
يَا أَبِي مَهْلَكَ المَقـالَ العَـذولا عَلَّ خَلْفَ المَـلامِ حَقـاً مَثـولا
|
إنَّ شمسَ الشتاءِ خلفَ ضَبـابٍ و ذيولُ السحابِ ليست أُفـولا
|
أنتَ ذو حُبٍّ في الفؤادِ أصيـلٍ وَ بيانـي ذا لا يَـرُدُّ الأصيـلا
|
أنتَ فضلٌ عليَّ ، ربـي شهيـدٌ و حروفي باتت شُهوداً عُـدولا
|
أنـاْ بَـرٌّ و أنـتَ أبٌّ قَـويـمٌ و مِن البِـرِّ أنُ أُقيـمَ المُميـلا
|
قُلتَها لي : بُنيَّ نفسَـك حـاذِرْ و قَريضاً يثـورُ منهـا سليـلا
|
أيْ بُني نحنُ في غبـاشٍ رهيـبٍ صارَ فيهِ العزيـزُ نفسـاً ذليـلا
|
أيْ بُنيْ لا تَصِحْ بِشعـرِكَ فيـهِ فيكونَ الغيـبُ الأتِـيُّ ثقيـلا
|
إنْ تفِئ في ظِلالِ حِزبٍ و تَركَنْ لا تُلاقِ الحِزبَ الركيـنَ ظليـلا
|
فالجِئ الرأسَ و القصيـدَ أمانـاً أوَما تُبصِـرُ الزمـانَ الختـولا
|
و ابصُر الغدَّ رُمْ إليـهِ وِصـالاً لا يزالُ السبيـلُ فيـهِ طويـلا
|
يـا أبـي أُدرِكُ المـرامَ شريفـاً و بِأنْ قد لويتَ قصـداً نبيـلا
|
جئتَ حقاً فخطبُ قومي مريـبٌ و يهابُ الخليـلُ فيـهِ الخليـلا
|
إي و ربـي إنَّ المَهـامَ حِـداقٌ و وضـوحٌ لا تنظـرُ التأويـلا
|
وَ لأنَّ الرَّيبَ الشديـدَ بـداري كُنتُ للقومِ و الشِّدادِ رَسـولا
|
آمراً بالمعـروف ناهـي سـواه مؤمِنا بالمَليـكِ أقفـو السبيـلا
|
يا أبي إنَّه - القصيدَ - كِتـابٌ أنزلته النفـوسُ طبعـاً جليـلا
|
هوَ محصُ الأنامِ من كـلِّ عيـبٍ هو درءُ القبيحِ يأتـي الجميـلا
|
أنَا إنْ لم أصرخْه رعـداً هزيمـاً في مقاماتِـه ، و غيثـاً هطـولا
|
فلقد خُنتُ ما بُعثـتُ بِنفسـي و إذن أغدو في النفوسِ ذليـلا
|
يا أبي ، شعري نارُ صدري فلولا شبَّ من صدري كنتُ منه القتيلا
|
إنْ يكنْ حظُّـه اختبـاءً بِخَـطٍ ما رغبتُ القصيدَ يومـاً مَقـولا
|
ليتَ شعري كيف الخِداعُ لِحِسي وَ أنا مـا وددتُ خِبـاً فتيـلا
|
هُوَ طلـقٌ شجاعـةً وَ جِهـاداً لن يكِعَّ القريضُ طيـراً غليـلا
|
قلتُه فـي العَـدوِّ ريحـاً سمومـاً قُلتُه في الجهـادِ سيفـاً صليـلا
|
قُلتُه لا أخشى عيـونَ خسيـسٍ قُلتُه للجيـادِ صوتـاً صهيـلا
|
قُلتُه و الإلهُ حسبـي و حـرزي أفلا حسبُـك الإلـهُ وكيـلا ؟
|
|